انت اعلامي. اذن انت " مفتي "
بقلم : حامد السيد
ظاهرة عجيبة وغريبة تحدث في مصر ومش غريبة ان تذخر مصر بالظواهر الغريبة والعجيبة لسبب بسيط ان عدد سكانها وصل 90 مليون ومن الطبيعي ان يكون من بينهم كل الاصناف والاطياف والتوجهات والمواهب لكن الظاهرة التي نحن بصددها اليوم هي ظاهرة يختصرها عنوان مقالي المتواضع انت اعلامي اذن انت " مفتي " .
ببساطة في بعض الاحيان اجد لدي بعض الوقت لمشاهدة اختراع التلفاز واتابع احيانا دار الافتاء اقصد بعض برامج " التوك شو " التي تحولت الى دار للافتاء بمعنى ان بعض الاعلاميين القائمين على هذه البرامج تحولوا من ممارسين لمهنة الاعلام الى ممارسين لمهنة الافتاء فتجد الواحد فيهم يتحدث في مقدمة برنامجه اليوم لمدة ساعة محللا كافة الاحداث اليومية في مصر والاحداث في مصر يوميا كما هي في شتى انحاء العالم تجدها سياسية واجتماعية واقتصادية ورياضية الى آخره من الاحداث المتنوعة اما الغريب والعجيب في الامر والذي لفت انتباهي ليس من اليوم بل منذ سنوات لكنني قررت الكتابة عنه اليوم الغريب والعجيب ان المفتي اقصد مقدم برنامج " التوك شو " يتحدث لمدة ساعة في كل هذه الاحداث ويحلل ويفسر ويهاجم وينتقد ويسب ويلعن وكان هذا الاعلامي هو من وضع اساسيات الحياة .
انا افهم ان برنامج " التوك شو " هو برنامج ناقل للاحداث اليومية و من الممكن الاستعانة ببعض ضيوف البرنامج من المختصين اما في الاستديو او عبر الهاتف ليتحدث كل في اختصاصه وعندئذ سنقبل مثلا من الخبير العسكري ان يتحدث في مجال الجيش او الشرطة والخبير السياسي في مجال الاحزاب او الاوضاع السياسية بشكل عام والخبير الاقتصادي يتحدث ايضا عن الاقتصاد اما ان ينصب مقدم البرنامج نفسه للحديث في كل هذه التخصصات فاعتقد ان ذلك غير مقبول وعليهم ان يراجعوا انفسهم ويغيروا من هذه السياسة التي مللنا منها ولم نعد نتقبلها او نتحملها .
قبل كتابة هذا المقال تحدثت الى زميل لي وكنت اشكو اليه حال الاعلاميين في بلدنا فسالني عن ماذا تتحدث فذكرت له عنوان المقال وشرحت له باختصار عن مقدم البرنامج الذي يتحول الى " مفتي " فرد علي بكل بساطة " هو احنا عندنا في مصر اعلاميين " فابتسمت له وابتسم هو الآخر ثم ذهب الى حال سبيله وتركني افكر في كلامه وبالرغم من ذلك كتبت المقال لاعبر عما يجيش في نفسي سواء كان في مصر اعلاميين ام لم يكن
بالمناسبة في بداية اثارة موضوع الجزيرتين " تيران وصنافير " شعرت بأن مقدمي " التوك شو " تحولوا الى دار الجغرافيا بمعنى انهم اصبحوا جغرافيين واغلبهم يمتلكون وثائق تثبت ملكية مصر للجزيرتين وايام مشكلة دخول الامن لنقابة الصحفيين لالقاء القبض على مطلوبين تحولوا الى " ...... "
اسف لا استطيع كتابة الوصف لسببين اولهما ان اخلاقي لا تسمح والثاني ان اغلبيتهم تراجعوا وقدموا الاعتذارات لكن الى متى سيظل هذا هو حال الاعلام في مصر والى متى سيظل بعض الاعلاميين يظنون ان الاعلام مجرد " سبوبة " والى متى سيقحم الاعلاميون انفسهم في كل شيء ؟ والى متى سيظلون يعتقدون انهم اوصياء على الشعب المصري وانهم اكثر من يفهم في هذا البلد ؟ والى متى ستكون مصر هي اخر هم على قلبهم بدلا من ان تكون مصر على رؤوسهم ويحاولون دعمها والدفاع عنها وتعزيز التنمية فيها ومساندة الشرفاء فيها على مايقومون به من جهود لمصلحة هذه البلد الحبيبة
لكي الله يانصر
ارحمونا يرحمكم الله