لقدس البحر الهائج...
شعبان مصطفى محمود
 
في خضم الموج الهائج وجدت نفسي اسبح في محيط لاحدود له تتلاقفني موجة تسلمني للأخرى... لم ار اي شيء يطمئن بأنني سأصل الشاطئ...مازلت اصارع الموج ..مازلت اسبح في غياهب ظلام البحر الهائج، تكالبت علي ذئاب البحر وتجمعت من حولي...انكشحت الشمس فجأة من حولي...زاد الظلام ..ضاعت الرؤية من حولي فقدت صوابي.. دب الخوف في فؤادي.. ارتعدت فرائصي ..حاولت مرارا أن اهرب من هذا الوحش الكاسر المسمى بالظلام...انه سواد ألم بي ...ظللت اعافر وحدي لأنجو منه ...لكني لم أستطع..
 
تمر الأيام.. وانا في الدائرة نفسها التي امتلكتني..احاول الخروج تتلاقفني الأمواج الهائجة التي لم أكد اسيطر عليها حتى تعود بي إلى حيث كنت...اسأل نفسي..ما هذا الظلام الحالك حولي..؟ لا أكاد اتنفس الصعداء...حتى اتلطخ بدم الذئاب البحرية التي هي حولي...حاولت كثيرا التحالف مع بقية ذئاب البحر لتنقذني مما انا فيه...بالفعل تحالفت معي الذئاب الأخرى..وأنا بنيتي مسالم...لم يدور بخاطري أنها ايضا ستتحالف الذئاب مع بعضها رغم كل ماكنت اقدم لها في الأيام الخاوية...
 
فجأة ودون مقدمات تكالبت علي جميع الذئاب..التي تحالفت معي والتي لم تتحالف...تركتني وتحالفت مع بعضها...ظللت حبيس البحر وحدي.. فجأة كشرت ذئاب البحر عن انيابها...هرعت بسرعة لأجد لي مكانا اختبئ فيه رغم الضياع الذي ينتابني...ارتفعت الأمواج وهاج البحر واشتد هلعي وخوفي..واغرورقت عيناي بالدموع لما انا فيه...لم كل البشر يعيش في أمن وأمان وانا مازلت في البحر تتلاطمني الامواج ولم اجد لي شاطئا أرسو إليه...فجأة ومن دون مقدمات...وجدت نفسي على الشاطئ فرحت فرحا شديدا ...لكني وجدت ذئابا بشرية تريد أن تأكل لحمي تجمعوا حولي ...سلبوا مني ارضي التي بنيت فيها بيتا على الشاطئ..لم يتركوا لي اي شيء ...تحدثت معهم مرارا...قالوا لي: انت ضعيف ونحن الاقوياء..ابق في مكانك وإلا ستنال منا العقاب....انت ضعيف لاتتكلم لاتتحدث لا تخرج صوتك...
 
تركت شاطئي وعدت ابحث عن أحد يأتي لي بحقي.. وجدت ذئابا اخرى تعاملهم بالقوة نفسها التي هم عليها ...اتفقوا معي انهم سيحمون ارضي منهم....صدقت الخديعة بعدما طلبوا مني الكثير من أموالي مقابل الحماية...دفعت لهم بحسن النية....ذهبوا معي إلى ارضي المغتصبة ...فجأة وجدتهم يتقاسمون اموالي التي دفعتها لمن ظننت أنه سيحميني... ضحكوا جميعا امامي....قالوا بصوت واحد....الارض ارضنا والأموال اموالنا ونحن أصدقاء ونحميكم....فجأة استيقظت من نومي....فوجدت القدس ملك يمين... نتنياهو....ووجدت امريكا والذئاب تنهش في نخاع المسلمين الخاوية دون مقاومة....تمنيت انني لم استيقظ من نومي..... لك الله يا أمة الإسلام...من اين نأتي بالمعتصم وصلاح الدين.....أخيرا قررت النوم في ثبات إلى أن يأتي الممات او يعود المعتصم وصلاح الدين...!!!!!!!