------------------------

حوار بقلم: محمود الشربيني

-سونيا وليد الاسدي الشهيره بفتاة اللورين سونيا الاسدي، كما تدون ذلك علي غلاف روايتها الاولي " رماد عشق" وكتابها الجديد" ملحده" ..مبدعه من مبدعات مصر الجدد .. تخطو خطواتها بثبات نحو حفر بصمه لنفسها بين المبدعين الكبار.

تتحدث ل" مصريون في الكويت" عن ظروف وكواليس عملها الابداعي الجديد" ملحده".. كيف نبتت الفكره، ومن الهمها هذه الفكره الصادمه للذائقه المصريه؟

هل لهذا " الاسم" علاقه بظهور 800 ملحد او اكثر بحسب الاحصائيات الصادره في مصر اليوم؟

من هو " رامي الذي قالت له:" انا كفرت بكل مبادئي " وبعدها كتبت ملحده؟

هل الرجل المصري ضحيه .. وهل المرأه المصريه متسلطه؟

مامشاعرها تجاه هذا التغيير في حياتها .. كانت تجوب معرض الكتاب قبل ذلك قارئه والان تجوله مبدعه!

كيف تري مصر الان.. وهل تحتاج الخبز ام الحريه؟

هذه بعض الاسئله التي من خلالها حاولنا ان نطل علي "سونيا الاسدي" وهنا اجاباتها عليها وعلي غيرها فاقرأوها معنا.

************************************

-لنبدأ بالحديث عن روايتك الجديده..هل تصنفينها روايه ام رؤيه.. ام ان لها توصيفا آخر عندك من الاشكال الابداعيه؟

 "ملحده" ليست روايه بالمعنى المتعارف عليه - من حيث ارتباطها باحداث واماكن معينه واحداث مترابطه، لتنتج قصه  ،اكثر من كونها نقاش عقلاني "بحت "، فيما يخص ثقافتنا في العلاقات الزوجيه والأسريه او علاقة الحب التي قد تجمع بين اي رجل وامرأه .

 "ملحده" محاوله مني لنزع قناع حقوق المرأه والتعصب للجنس في حل الازمات بين كلا الطرفين . في "ملحده" ستجد المرأه ان النقاش مع الرجل قد يجدي بشكل كبير، اذا ما خرجت خارج دائره حقوق المرأه ، ومحاولات اظهار الرجل كمجرم طوال الوقت . ايضا محاوله لتبرير مواقف كثير قد تمر بها المرأه مع الرجل وتبني المرأه وجهة نظرها بشكل مغلوط نظرا للقالب الذي وضعت المرأه فيه الرجل بسبب التنشئه الاجتماعيه المشوهه التي تمر بها منذ طفولتها.

ملحده روايه تخاطب العقل والدين والعادات والتقاليد والمجتمع وآليات التغيير في استراتيجية التعامل بين الرجل والمرأه .. واهم ما تم مناقشته في ملحده ( دوافع الزواج ، زواج التمنع ، أسس قيام الأسره ... ).

--------------------

مامواصفات الكتاب .. في كم صفحه يقع .. هل اطل عليه ناقد بالدراسه والتحليل.. وبمن تأثرت به؟

العمل في 173 صفحه ، لم يقرأه ناقد بعد ( بل أنا قرأته وانتقدته ) ، والمؤثرات الفنيه موجوده طبعا، وتتمثل في تأثير موسيقى بيتهوفن التي أثرت على سرعة ايقاع الاحداث في الفصل الأخير من الكتاب!

------------------------

اشهدك ايها القاريء:

-----------------------

*دعينا نطل علي مقطع من مقدمة " ملحده" ماذا قلت في التقديم لهذا العمل؟

ساقتطع لك هذا الجزء من المقدمه:

"أُشهدك أيها القارئ أنني لم أكتب "ملحدة" إلا لأكمل هدف حياتي، وأن أصبحَ مكبِّرَ صوتٍ يصل بأصوات الضعفاء إلى كل مكان.. والضعفاء المستهدفون من "ملحدة" هم أكثر من 99% منّا جميعًا.. سترون في "ملحدة" نماذجَ لشخصياتٍ وأفكار وقيم ومبادئ باطلة لأنها بُنِيَتْ على باطل، وذلك سبب بطلان الحياة في مجتمعنا؛ فما بُنِيَ على باطل فهو باطل.

وما "ملحدة" إلا كفر بالتسميات؛ فلننزع عباءة التسميات التي خلقت فتنةً لن نجنيَ منها سوى الخراب ، فتنه إرتدت ثوب الفضائل والحريات بإسم الإيمان ، فليس كل الإيمان أديان ، وليس كل الإلحاد كفر.

----------------------------------

كفرت بمبادئي فنبتت ملحده!

----------------------------------

* كيف ومتي نبتت فكرة هذه الروايه.. حدثينا عن الكواليس وظروف ابداع هذا العمل ؟ 

-قبل اكثر من  80يوماتقريبا! كنت أحدث صديقي الدكتور رامي السيد عن أزمة تعرضت لها في حياتي، وكنت أبكي بكاءً شديدًا، سألني صديقي إن كانت انفعالاتي طيشًا أم أنها إيمان بمبادئ ومعتقدات كما ذكرت في روايتي الأولى (رماد عشق)؟فأخبرته بأنها طيش مبادئي، وأنهيت حديثي بأن أخبرته بأني "كفرتُ" بكل مبادئي وكل النظريات التي أتماشى بها مع الواقع.. قلت "أنا كفرت بكل حاجة يا رامي.. مَعتقدش إني هكمل بالأفكار دي".. وقتها توقفتُ عن الحديث، وكان "رامي" يتحدث وأنا شاردة أفكر في "ملحدة"!استفقت من "ملحدة" على رامي يسألني "انتي لسّه معايا؟"، فأخبرته بأن لديّ ما أنجزه من عمل وسأعاود الاتصال به، وجلست بين أوراقي لأسرد مبادئ أنا مؤمنة بها وصُغتُها في قصة "آسر وجميلة"...ووقتها قررت أن اسير في طريق مبادئي وان عاندتني الحياه!

* الايحاء الناجم عن استخدام مفردة "ملحده" بكل تداعياته اليس صادما للذائقه المصريه؟

-الربط بين عنوان الكتاب لن أبوح به ..هذا ما سيكتشفه القاريء بعد قراءة الروايه!

*في ملحده هل هناك شخصيه مؤمنه ؟ هل هي ايجابيه ؟ 

-الملحده "مؤمنه"!وهي شخصيه ايجابيه لدرجة انها قد تكون قدوتي بالحياه ، علما باني  شخصيه شهد لها الكتاب والمقربين بانها شخصيه مثاليه!.

*هناك اكثر من ثمانمائة ملحد اعلن عن وجودهم مؤخرا في مصر .... بداية هل لهذا دلاله ؟ هل لهذا علاقه بالعمل؟ هل تعتقدي انه سيفيده توزيعا ؟ 

-هذاالسؤال  مرتبط بالسؤال" اللي انا عامله عزوف عن اجابته"!

* اما موضوع التسويق "فميهمنيش قد ما يهمني ان العمل نفسه بعجب الناس"

*تضيف: رماد عشق في طبعتها التانيه والمفروض ان ده معدل بطيء "بس انا مش مهتمه قد ما يهمني اعدل من اعمالي ..الاشياء السائده مش كلها ناجحه" ..الالماس موجود في قاع البحار!

----------------------------

بين رماد العشق وملحده

----------------------------- 

* "ملحده" هي ابداعك الثاني في قائمتك.. اليس كذلك؟ 

نعم .. فقد سبقتها روايتي الاولي المعنونه ب" رماد عشق"، وهي  باللغه الفصحي ،  اما " ملحده," فهي مكتوبه  ب" اللغه العاميه"،بالرغم من عدم تأييدي، او تفضيلي للكتابه باللغه العاميه ، ولكني ارى ان اللغه العاميه كانت الاقدر على توصيل مغزي الروايه.

--------------------------

الدكتور"رامي"وازماتي!

---------------------------

* فمن هو الدكتور رامي؟ اهو طبيب ام صديق؟وهل هذا ايحاء بان الروايه وليدة" ظرف شخصي"؟

-رامي هو صديقي المقرب والحديث عنه او ذكره لا يزعجني ، بل انه من الاشخاص" اللي ليهم فضل عليا بحياتي لانه ساعدني على تخطي أكبر ازمه مريت بيها ف حياتي".

----------------------------

الرجل مجرم ام ضحيه؟

--------------------------

*اشرت الي ان المرأه دوما تعامل الرجل كمجرم طول الوقت.. كانثي هل ترين "الرجل".. ضحيه؟

-الرجل ليس ضحيه ( بالضبط ) ولكنه شريك في جرم ارتكبه المجتمع في حق الذكر والانثى 

وهذا الجرم يتمثل في الايحاء الذي تعرض له كل الازواج باقتباسهم افكار وعادات متوارثه من الاباء والاجداد ،بدون التفكير في وضع او احداث تغيير في المجتمع 

ولذلك كتبت:

إحنا بنكبر جيل كل عشر أجيال.. المفروض إن التنشئة الاجتماعية بتختلف وبتنمو وتتطور من جيل للتاني.. جيل بيضيف لجيل ويسلم لجيل.. ده بيحصل في كل دول العالم.. إلا إحنا.. بناخد الفكرة ونكررها ونخليها تتفشى فينا لمدة عشر سنين أو أكتر وبعد كده نسمح بظهور العلماء والمفكرين اللي بيفتحولنا طريق التغيير ولحد ما نثبت إنهم صح بنضيّع عشر سنين تانيين.. ونحارب كساد المجتمع الفكري في عشر سنين.. ونبدأ تطبيق أفكارهم على أرض الواقع في عشر سنين.. وبنستغرق خمسين سنة علشان نتحول من مجتمع بفكرة معينة.. لمجتمع بنفس الفكرة ولكنها معدّلة.

-------------------------------

استقلال المراه.. وفشلها!

---------------------------------

* الي اي مدي اثر استقلال المراه الاقتصادي علي نجاح مشروعها الاسري ورباطها الزوجي؟

-اما عن المرأه المستقله بذاتها فاعتقد انها المرأه الذكيه ، والمرأه الذكيه لا تفشل ، والفشل هنا متمثل في عدم قدرتها على اقامة علاقه زوجيه ناجحه ، البيت والأسره والزواج الناجح والتنشئه الاجتماعيه الناجحه التي تقوم بها المرأه احد اكبر المميزات التي قد تميز امرأه عن سواها ، بل ان تدريب الاجيال هو المهنه الأرقى على الاطلاق .. فمن يعلمني الصيد أفضل بكثير ممن يدعوني لتناول سمكه ..

*كما ان "ملحده" ناقشت مشاكل المرأه الذكيه في مجتمعنا الشرقي ، بان رسمت لها صورة "السلعه" التي يعجب بها الجميع بالرغم من خوفه من اقتنائها .. مع حفظ مقام المرأه ككيان.

*لنتحدث  عن الشكل الفني الاسلوب المستخدم في العمل سردي درامي تقريري حواري مزيج ؟-انا عموما كتاباتي تميل لأسلوب السهل الممتنع ، ومثلما ما قلت فهي روايه لا تعتمد على سرد الاحداث او الدراما بل انها تعتمد اكثر على الحوار بين" آسر وجميله" و"مصطفي وصفيه" ( ابطال الروايه ) ، الروايه تعتبر حوار ونقاش عقلاني بينهم ، صياغته في قصه او روايه خدم المباديء دي لتكون "انقرائيه" اكتر بالنسبه للقاريء.

----------------------

ا ل م ص ر ي ه 

----------------------!

*ماذا عن التغير الذي طرأ علي المرأه المصريه حاليا ؟ اترينها اصبحت افضل اسوأ  علي الطريق؟

-المرأه المصريه برأيي انها ( احسن الوحشين ) 

هي المرأه لعربيه الوحيده "اللي  نوعا ما" قادره ان تحافظ على توازنها كعامله وكأم وكزوجه .. هي احسن ولكنها ليس كما يجب ان تكون عليه !خاصة وان نجاح الزواج لا يقاس باستمرارية الزواج ، بل يقاس باستمرارية روح الزواج ، وتجنب الوقوع في الخرس الزوجي.

الاتشعرين ان المراه المصريه اصبحت " متسلطه"؟

-المرأه المصريه متسلطه وهذه طبيعه ، ووجهة نظري المتواضعه جدا والتي تحمل الصواب او الخطا 

ان السبب في ذلك هو حادثة موت فرعون ورجاله وغرقهم في البحر ومن ثم تحولت زوجاتهم الى زوجات من هم اقل منهن من حيث المكانه وبذلك ظهرت تلك القوه على هيكل المرأه المصريه! 

تضيف:

-ولكن التسلط ايضا عاد عليها بفائده اخري ، وهي انها اصبحت إمرأه "مرنه".. قد تتعامل مع ظروف مختلفه، قد "تخشوشن" مع خشونة الحياه التي تخضع لها!!.

-------------------------

ثورة يناير والمصريين

-------------------------

ثورة يناير وهي الثوره الوحيده التي عرفتها مصر ، هي محور تغيير كبير وشامل..

انني اري مصر كطفل يناجي الله في عرض البحر .. عين تشاهد الغرق والموت والأخرى تتطلع للعوده الى الضفه.

ماذا عن اولويات القضايا امام مصر الان الخبز ام الحريه؟

-اعتقد ان "الخبز" هو من أولويات القضايا بالنسبه لي "الخبز" هو اهم ما يجب ان نتمسك به ،فلا احد ينسى ان يزيد لم يغلب سيدنا الحسين الا بعد ان أذاقه الجوع والعطش!

-تضيف:الجوع يسلب القوى ومن ثم لا تتحقق الديمقراطيه او التعليم او الحريه 

وثاني اهم القضايا هي "العداله".. والتي تتنافس مع الخبر على تلك المرتبه الاولى

في ملحده هل هناك شخصيه مؤمنه ؟ هل هي ايجابيه ؟ مامشروعك المقبل ان شاء الله

-حدثينا عن مشاريعك الابداعيه المقبله؟

*اعمالي القادمه ... المفترض انها رواية صرخه ولكني لم استقر على الاسم بعد وممكن انتهي منها في نهاية 2015.

--------------------

فتاة اللورين!

-----------------

*"فتاة اللورين"لقب تضعينه علي الغلاف..لماذا؟

-فتاة اللورين اقتباس ليس أكثر وهو محاوله لتعريف الناس بعذراء اللورين جان دارك ،وهي مرأه خدمت بلدها بدون اللجوء لشعارات حقوق المرأه ، بل انها خدمت مدينتها طوال عمرها على انها رجل. 

وذلك يدل على ان حب الوطن لا يكمن في جنس من يقدم للوطن

-وهو لقب مستخدم ايضا على غلاف  رواية رماد عشق في الطبعتين وايضا في ملحده

 

----------------------------

الثقافه المصريه.. مزدهره

------------------------------

* ماذا يعني لك وجود الروايه في معرض الكتاب2015 ؟ وماتقييمك للثقافه المصريه حاليا علي ضوئه؟

-معرض الكتاب ككل هو فكره ابداعيه خلاقه جدا وطريق سليم جدا لنشر الثقافه والفكر الابداعي بالنسبه للكاتب او القاريء،فالقراءه من اهم ادوات الرقي وتقدم وتثقيف المجتمع، لكن من اسف انه يتأثر بالظروف الأمنيه والازمات التي تمر بها البلاد، ولكني لاحظت تقدم او ازدهار الثقافه في العام الماضي ، وهناك طفره ملحوظه جدا في اعداد المقبلين على القراءه واستمرارهم في تلك الهوايه.

تضيف:المعرض يعني لي فرصه اكبر لمخاطبة القاريء في شان مهم جداوهو محاولة التثقيف في العلاقات الانسانيه والتي يندرج تحتها اسم الحب او الزواج .. و نزع الفتن والخلافات والاختلافات التي صنعها محاولة تسييس حقوق المرأه او اتخاذ حقوق المرأه أداه ينتزع فيها الوفاق بين الرجل والمرأه في مجتمع واحد لن يقوم الا باتفاق كل من الطرفين

تضيف:

-احساس مختلف اني ابدل الادوار ومن قارئ لكاتب ينتقد وتوجه له الاسئله ،قد اكون محل اهتمام احدهم وقد اكون محل استياء اخرين ،قد اكون قوة احداهن على مواجهة الحياه ، وقد اكون نبراس يضيء حياة اشخاص 

فانا الان رسام يرسم لوحه فنيه ، فهو قادر على ان يرسمها بالقلم الرصاص او بالالوان ..مسئوليه صعبه تحملها ومخاطره.