طيب!!!

 

تنبأ بيومه.. ورحل : حسام فتحي

 

..نتشارك هو وأنا في نفس سنة الميلاد، ويكبرني بشهر واحد فقط، لكنه تفرغ للإبداع الأدبي وأخلص في عشقه للأدب، ليتحول إلى «أيقونة» لأدب الشباب و«عراب» لجيل كامل وجد في وداعته ملائكية مفتقدة، وفي عقله

«يوتوبيا» تجمع الحلم والأمل.

 

لم يحب أن يدعوه بألقابه التي يستحقها الأستاذ الدكتور رغم أنه عضو هيئة تدريس بكلية طب طنطا، وطبيب استشاري.

 

بهدوء وفجائية يتناسبان مع شخصيته، غادرنا الأديب الطبيب أحمد خالد توفيق، الذي بدأ حياته الأدبية في ترجمة وكتابة ما يعرف بأدب «الرعب» والخيال العلمي، ثم كانت رواياته الرائعة «يوتوبيا» و«السنجة» و«في ممر

الفئران»، وغيرها من السلاسل مثل «ما وراء الطبيعة» و«فانتازيا» و«رجفة الخوف» وغيرها.

 

برحيل أحمد توفيق فقدت مصر روائيا عظيما وإنسانا رائعا وأبا روحيا لجيل كامل من الشباب وجدوا فيه القدوة في زمن غياب القدوة، والصديق في وقت عز فيه الأصدقاء، والرأي المتزن في عصر عز فيه الاتزان!

 

..في روايته «قهوة باليورانيوم» صفحة 62 السطر الأول يقول الأديب الراحل: «اليوم كان من الوارد جدا أن يكون موعد دفني هو الأحد 3 أبريل بعد صلاة الظهر».. وقد كان إذ دفن - رحمه الله - يوم 3 أبريل بعد صلاة الظهر بعد أن

أنهى آخر رواياته بعنوان «أفراح المقبرة» وسلمها إلى دار النشر قبل أسابيع.. ولم تنشر بعد!!

 

أستأذنك في اقتباس ما قلته على لسان بطلك رفعت إسماعيل: «وداعا أيها الغريب.. كانت إقامتك قصيرة، لكنها كانت رائعة، عسى أن تجد جنتك التي فتشت عنها كثيرا، وداعا أيها الغريب، كانت زيارتك رقصة من رقصات

الظل، قطرة من قطرات الندى قبل شروق الشمس.. لحنا سمعناه لثوان من الدغل، ثم هززنا رؤوسنا وقلنا إننا توهمناه.. وداعا أيها الغريب لكن كل شيء ينتهي».

 

..وداعا فقد كان وداعك الأخير كما وصفته بنفسك عندما قلت: «ستكون مشاهد جنازتي جميلة ومؤثرة لكني لن أراها للأسف برغم أنني سأحضرها.. بالتأكيد»!!

 

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.