لا أقصد أبداً ان تتكرم الحكومة و«تتصل» بأحد لأخذ النصح، ولا أعني قطعا ان «تتواصل» عبر الإيميل أو «الواتس آب» للحصول على المشورة، وإنما رميت إلى التنبيه لانعقاد منتدى «مهم» تحتضنه اليوم مدينة السلام «شرم الشيخ» برعاية رئيس الوزراء شريف إسماعيل، تحت عنوان «المنتدى العربي للحكومة الإلكترونية المتواصلة» تحت شعار «الطريق إلى التنمية المستدامة»..
.. ولكن لماذا المؤتمر مهم؟.. ولماذا «شرم الشيخ» تحديدا؟
ترجع أهمية المؤتمر إلى أن أهدافه تركز على وضع معايير علمية ثابتة على المستوى العربي بشأن التوسع في تطبيق أسس الحكومة المتواصلة والذكية، وهذه هي الدورة الخامسة للمنتدى، لكنها الأولى التي تنعقد في مدينة شرم الشيخ، ولأول مرة تنقله الشركة المنظمة إلى خارج الكويت، ولذلك قصة، حيث تصادف انعقاد المنتدى الرابع العام الماضي مع الحادث المأساوي لتحطم الطائرة الروسية فوق أرض سيناء، فما كان من رجل الأعمال الكويتي يوسف خالد المرزوق المدير التنفيذي لشركة «نوف اكسبو» المنظمة للمنتدى ورئيس تحرير صحيفة «الأنباء» إلا أن أعلن عن انعقاد الدورة الخامسة للمنتدى خارج الكويت لأول مرة وتحديدا في مدينة «شرم الشيخ»، ليؤكد للعالم كله ان مصر لا تخضع للإرهاب، وان «الأشقاء» دائما يتعاضدون في المِحَن.
وبالرغم من وقوع سلسلة حوادث مؤسفة خلال الأيام القليلة الماضية بتفجير كنيستي طنطا والإسكندرية ثم الاعتداء الإرهابي على النقطة الأمنية بالقرب من الطريق المؤدي إلى «سانت كاترين» بوسط سيناء، إلا أنه أصر على ضرورة انعقاد المنتدى في موعده ومكانه على أرض الفيروز سيناء وفي أحضان مدينة السلام «شرم الشيخ».
ويزداد المنتدى أهمية في دورته الخامسة مع دعم وشراكة من جامعة الدول العربية ممثلة في المنظمة العربية للتنمية الإدارية، ثم ولأول مرة تنسيق إعلامي كامل ورعاية إعلامية وشراكة ناجحة ومميزة بين مؤسسة أخبار اليوم المصرية، وصحيفة «الأنباء» الكويتية.
ندعو الله أن يوفق حكوماتنا العربية «للاتصال» بين وزاراتها والتنسيق بين أجهزتها، و«التواصل» مع الحكومات والأجهزة المختلفة والنجاح في التعرف على أحدث التقنيات العالمية واستخدام الحلول العلمية في حل مشكلات المجتمعات العربية والوصول إلى تنمية حقيقية ومستدامة.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.