طيب!!!

 

العاق غلب المرحوم : حسام فتحي

 

.. أبداً لا يمكن اعتبار ما حدث مجرد «دعابة سمجة» أو «مزحة ثقيلة» أو «خفة دم زيادة»، بل هو مؤشر جديد على تحول ميزان التأثير الإعلامي من الكلمة المكتوبة في الصحف، والمسموعة في الراديو، وحتى المشاهدة

في التلفزيون، إلى شاشة هذا القادم المسيطر بقوة على عيون وعقول الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي من «فيسبوك» و«تويتر» و«انستجرام» و«واتس آب» واخواتها، بمجرد امتلاك «إنترنت» وأي شاشة ذكية.

 

في البداية، كان الضحك منصبا على تلك اللافتة التي أراد صانعوها إظهار حبهم وتأييدهم للرئيس السيسي، وفي الوقت نفسه إبراز «وفائهم» لقريبهم المتوفى فكانت اللافتة العبقرية التي حوت عبارة: المهندس أنور حنفي

والأستاذ سيد حنفي و«المرحوم» يحيى حنفي يؤيدون بكل الحب الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثانية!!

 

ولم يتجاوز التعرض لكون «المرحوم» يؤيد بكل الحب بعض التعليقات التي تناثرت على مواقع التواصل، بين مازح وجاد ومبرر أن «المرحوم» ربما أوصى بالتأييد قبل أن يقابل «وجه كريم» ويقف أمام بارئه!! وقبل أن يتطور النقاش

حول «تأييد المرحوم» كانت اللافتة الأخرى والتي تجاوزت حدود مصر إلى جميع الدول العربية، وأصبحت «التريند» الأول على «تويتر»، والأكثر بحثا على «فيسبوك»، وأعني بها اللافتة المصنوعة ببرنامج «فوتوشوب» والقائلة:

عائلة الشريف (ما عدا العاق وليد الشريف) يؤيدون ويبايعون بكل الحب السيد الرئيس!!

 

.. فجأة أصبح «العاق وليد» أشهر شخص في مصر، ورغم أن شقيقه «محمد» سارع إلى توضيح أنه من صنع اللافتة المزعومة كمزاح من العيار الثقيل، إلا أن الأمر خرج عن السيطرة تماما، فالمعارضة ممثلة في القنوات التي

تبث من الخارج اعتبرت «العاق وليد» أيقونة المعارضة ورمز الثورة على النظام!!.. ومؤيدو الرئيس اعتبروا وليد «خائنا وعميلا»، والطابور الخامس أطلق الشائعات أن «العاق وليد» اختفى قسريا ودعا للحرية للعاق!!.. وعاد

المؤيدون للرئيس فأنشأوا صفحة «مزورة» لـ «العاق وليد» ووضعوا على لسانه عبارات تأييد الرئيس وصورة أصبعه الملون بالحبر الفسفوري وانه انتخب الرئيس!!..

 

«العاق وليد» شخصيا نفى كل ذلك، ولا يعلم ماذا يفعل!

 

.. وآخر تعليق كان «تعليق» لافتة في لبنان الشقيق كتب عليها: «الرئيس (...) يهنئ المسيحيين بالصوم الكبير ما عدا العاق

 

(...وذكر اسم وزير مسيحي)!! أيضا على سبيل المزاح!

 

.. أدعو خبراء الإعلام وأساتذة أقسام الصحافة و«الميديا» إلى دراسة هذه الظاهرة الجديدة وأثرها في عقول البشر.

 

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.