قبل نهاية العام الماضي طرح في الكويت مشروعان. لن اقول مهمان، لاني اعتقد ان الاول مشروع يمكن وصفه بفوق العادة، او نقلة نوعية في العمل والانتاج والاقتصاد الكويتي، والآخر – في نظري بالطبع – مضيعة للوقت والمال والجهد، ومصدر أخطار على صحة الفرد والمجتمع الكويتي، ووبال على نفسية الناس والجماعات.
المشروع "السوبر".. هو مشروع تطوير الجزر الكويتية وإحياء طريق الحرير. وهو مشروع اقتصادي معني بالدرجة الاساسية بتوفير بدائل دخل غير نفطية للميزانية، ومعني ايضا بخلق عشرات الآلاف من الوظائف القادرة افتراضا على امتصاص فيض العمالة الوطنية التي ستتراكم في السنوات القادمة.
ليس هذا وحسب، بل هو مشروع يهدف ايضا، وبشكل أساسي، الى توفير استقرار دولي ثابت في الاقليم، وتأمين وتحصين مستقبل الكويت عبر إشراكها في علاقات مصلحية وتجارية مع الجارين ايران والعراق، بمساهمة و"وصاية" دولية.
وهو مشروع سيبني أو ينشئ كويتاً ثانية، كويتاً مختلفة اقتصادياً واجتماعياً، وحتى سياسياً أيضاً، لأنه سيحدد نمطاً جديداً من العلاقات بيننا وبين الدول المساهمة في المشروع، وسيخلق وضعاً اقتصادياً واجتماعياً مختلفاً تماماً عن الوضع الحالي.. ويكفي ان نشير الى انه سيحول الكويت الى دولة سياحية من الدرجة الاولى،
وهو في النهاية مشروع ستصل تكلفته النهائية الى ما قد يتجاوز نصف تريليون دولار (500 مليار)، يعني اول مشروع او ظاهرة اقتصادية تدخل "التريليون" في القاموس الكويتي.
في الوقت ذاته، الذي طرح فيه هذا المشروع العملاق او الجبار، صودف ان طرح مشروع آخر، وهو "شركة الدرة". ولأكون أميناً ودقيقاً فأنا ليس لدي أي معرفة او معلومة عن هذا المشروع على الاطلاق.. فأنا لم ولا اعتقد انني سأتعامل مع العمالة المنزلية، وهو ما يعنى به المشروع (على ما اعتقد)، اي انه مشروع سينظم الاستغلال والاستعباد القائمين على قدم وساق للإنسان في الكويت، وليس اكثر من ذلك، بل يمكن القول انه مشروع يتيح هذا الاستغلال وييسر عملية استقدام واستعباد العمالة المنزلية، والى حد كبير يقنن هذه العملية.
هذان المشروعان طرحا في الوقت ذاته. الآن عزيزي القارئ، ان كنت قد سمعت بكلا المشروعين، مع اني على ثقة بأنك لم تسمع عن مشروع تطوير الجزر.. عزيزي القارئ: هل لديك فكرة عن المشروع الذي استثار اهتمام المواطن الكويتي وأشبع نقاشاً.. تأييداً واعتراضاً؟!