ظلام...
بقلم/اسامة ابوزيد
 لم يتجاوز عمره انذاك العشرين عندما ماتت امه. بمجرد ان انتهى من دفنها وعاد الى بيته دهمته حالة من الخوف الشديد. تملكته الهواجس بأنه سيرحل عن الدنيا خلال شهر واحد. راح يقضي في المسجد معظم أوقات الشهر لعل الموت يغفل عنه أو يضل اليه الطريق.
مازال يتذكر هذه الايام البعيدة وقد تجاوز الثمانين الان، فيهز رأسه في سخرية وأسى. لم يعد يفعل شيئا في الحياة إلا اطفاء المصابيح المضاءة في المنزل او اغلاق الصنابير المفتوحة. لا احد يعيره انتباها. لا احد يستمع اليه او يطلب رأيه أو يزوره. راح يقضي في المسجد معظم أيامه منتظرا الموت...