يعني ايه ياعم الصحفي السيسي خط احمر؟!! انا مش عارف الناس دي معمولة من إيه ، ودماغها دي فيها إيه .. لو انت مثلا سألت واحدة ست غلبانة على باب الله وبتحب السيسي : ايه رأيك في رئيس الجمهورية ؟ .. فممكن ترد عليك : حلو وزي الفل ، ومش عايزة حد يقرب منه بكلمة وحشة ، الا السيسي ، قول على غيره اللي نفسك تقوله ، لكن لحد السيسي تخرس خالص. ممكن جدا أقبل الكلام ده من الست الغلبانة دي ، او من غيرها اللي مش غلبان ، هى او هو شايفين كده .. اوعى تقربوا من السيسي .. لكن الاقي واحد صحفي صاحب قلم ورئيس تحرير تنفيذي لجريدة كبيرة وفي برنامج تليفزيوني على الهوا يقول بالنص : الوطن والسيسي والجيش خطوط حمرا. طيب الوطن ماشي اللي يقرب منه وعايز يهدّه ننسفه من على وش الارض ، والجيش مش مختلفين عليه لأنه الدرع الحقيقي الصلد اللي بيحمى هذا الوطن .. لكن السيسي خط أحمر ليه؟ هذا هو السؤال. عن الصحفي بجريدة الوطن محمود الكردوسي اتحدث ، فقد ذُهلت وانا اسمعه يقولها دون حياء : نعم السيسي خط أحمر .. ويكاد يُكمل : واللي حيدوس له على طرف حانسفه من على وش الدنيا. عمنا الصحفي مش فاهم اى حاجة عن اى حاجة .. قبل ما اكتب المقال فتحت جوجل اشوف بعض مقالاته ، فأنا مش من المتابعين لما يكتب ، خاصة وانا اعرف عنه الولاء الشديد والعبيط والمتخلف لرئيس الجمهورية .. في مقال مثلا يقول : للسيسي رب يحميه ، كأنه بقى الكعبة والبيت الحرام أو ان له نفس القدسية .. في مقال أخر بعنوان " عايز تعارض .. تعالى في البامية واتصدر " ويبدأه بالأتي : هل من الضروري ان يكون للسيسي معارضون .. ويجيب : طبعا ثم يُكمل : وهل من المُجدي ان نعارضه والبلد في موقف صعب أو على حافة الانهيار أو انهار بالفعل ؟ فيجيب على نفسه : طبعا لأ .. وفي مقال أخر يقول : متى يحاسب السيسي المرتزقة والهتيفة إذا داسوا على طرف ثوبه .. ويُكمل بفجاجة : ومتى سنراه يقول للمسؤول في جهازه الاداري " كن .. فيكون " . وهنا بقى لازم أقف .. عشان كده عيب .. عيب إيه ؟ ده تخطى حدود الادب واللامعقول وعايز يهب للسيسي - كعبد مهما علا شأنه - قدرة من قدرات الله سبحانه وتعالى لايقدر عليها بشر " إنما أمره إذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون " .. ربنا بس جل علاه ياسيد كردوسي هو سبحانه الذي يقول للشىء كن فيكون .. مش السيسي .. ولو انا من الرئيس السيسي اقدم فيك بلاغ بنفسي رغم انك بتطبل لي وتزمر لي وترقص لي ، لأنك أذتني أذية مابعدها أذية حين وصفت قدراتي بقدرة الخالق العظيم ، أو تتمنى أن أكون على نفس قدره. أنا ممكن أطبل وعندنا ما شاء الله عدد من الطبالين والارزقية في الصحافة والفضائيات مش مقصرين الحقيقة .. لكن ان يصل بي النفاق الى هذا الحد المخزي ، وأعتقد أنني بذلك سأرضي غرور الرئيس ، وانتظر منه العطية والهبات زي أيام هارون الرشيد وشعراء بلاطه ، كان كل واحد " يطرش " قصيدة غزل في جنابه ، وتُلقى له الدراهم باحتقار شديد .. عايزنا احنا بقى نرجع للأيام دي ونعيش الجو العفن ده .. وحياة خالتك مش ممكن يحصل ولو فيه من عينتك الف ولا حتى الفين. صحفي ياعم الكردوسي اذا مكنتش تعرف يعني قلم .. وقلم يعنى كلمة .. والكلمة اذا ماكنتش حرة ، تغور هى واللي كتبها ، والكلمة الحرة ممكن تكون مؤيدة ومعارضة .. ونغمة ان احنا دلوقتي ، والدولة تعبانة ومنهارة ، منسمحش لحد يعارض .. نغمة عبيطة وغبية ، وقّعت أنظمة سابقة وجابتها الارض ، والسيسي ولاغير السيسي ممكن يكون خط أحمر ممنوع الاقتراب منه الا بالكلمة الحلوة الناعمة الطيبة اللي تشد من أزره وتبسطه وتخليه ينام فرحان ويحلم احلام سعيدة .. محدش بيفهم يقول ان للمعارضة وقت ، يُسمح لها به وفيه ، وفي وقت أخر يجب ان تُداس بالاحذية ، تحت شعار : احنا بنبني البلد ومش فاضيين للألسنة الطويلة اللي عايزة قطعها ، وصدقني يا استاذ كردوسي : انا لو من الرئيس .. كنت انت أول لسان أقطعه ، لأن اللي بيحبوني بجد وبيحبوا البلد بجد ويخافوا عليها ، لازم يكون صوتهم عالي .. ولمّا اغلط يحاسبوني ، ولمّا أقول حاجة ومعملهاش يقفوا لي ، ولمّا اقبل على نفسي كلمة واحد زيك " عندما اقول للمسؤول كن فيكون " واسكت .. يبقى أنا بحدد نهايتي من دلوقتي وبحفر قبري بإيدي.!!