كنت أظن أن تعبير «الصيد في الماء العكر» خاطئ، حيث إن الصيد في المياه الصافية يكون أسهل والصياد يرى الأسماك بوضوح، حتى أخبرني أحد الصيادين أن بعض «المحترفين» يسعون بالفعل إلى «تعكير» المياه لتفقد الأسماك توازنها بسبب ضعف الرؤية فتتخبط وتتخذ اتجاهات متضاربة توقعها في «شبكة» الصياد!.. والمعنى هو نشر الفتن والاضطرابات.

..وبغض النظر عن صحة هذا الرأي فإن هناك «أجهزة» تتبع دولاً أصبح همها الأول إيقاع الضرر بمصر، وتستخدم أساليب «حقيرة» تليق بها، وسبق أن جربتها بـ «نجاح» خلال السنوات التي أعقبت يناير 2011، وهي تستهدف المقيمين المصريين في الخارج - وبخاصة في دول الخليج - بحيلة ساذجة، بقدر فاعليتها و«حقارتها»، حيث ينتحل أحد عناصر هذه الأجهزة شخصية مواطن مصري مقيم في الدولة الخليجية، ويطلق رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيسبوك أو تويتر أو انستجرام، تحمل أفكارا وعبارات غير منطقية وشديدة «الاستفزاز» لمواطني البلد المضيف، وقد تمت دراسة الجمل والكلمات والمقاصد بدهاء وخبث بالغين، وعقب بث الرسالة التي تحمل اسماً وهمياً لرجل أو امرأة من تلك الأسماء التي تكاد تقتصر على المصريين، يسارع «عنصر» آخر، وربما نفس العنصر الأول المكلف بملف زرع الفتنة، بتقمص شخصية مواطن خليجي «غيور» استفزه تصريح «المصري الوهمي»، فيقوم بالرد، وأيضا بعبارات وجمل وكلمات صيغت بنفس «الخبث والدهاء» لتحدث «أسوأ» أثر ممكن في نفوس المصريين، ثم يقوم الجهاز ببث الرسالتين على أوسع نطاق ممكن، ويترك بقية العمل على عاتق بعض «السذج» الذين يتلقفون «الطُّعم» ويبدأون النفخ بـ «حماس» في نيران الفتنة، دون أن يفهموا شيئاً، حتى يتعكر صفو العلاقة بين الضيف والمضيف.

شهدنا هذا العمل القذر يتم تنفيذه بـ «حقارة» للإيقاع بين المصريين وأشقائهم ومضيفيهم في المملكة العربية السعودية ودولة قطر.. وتم احتواء الأمر، وهذه الأيام تجري محاولة من هذا النوع «المكشوف»، مع الأشقاء في دولة الكويت.

ولا شك أن التجاهل التام.. والإهمال الكامل لمثل هذه المحاولات «الحقيرة» هما الحل الأمثل، كذلك عدم محاولة «الرد» على «الرسالة الملغومة» مهما كان الرد عاقلاً أو مفحماً، فالهدف للأسف هو النشر والاستمرار في التداول، لعلها «تصطاد» ساذجا أو ضعيف عقل أو حاقدا أو موتورا.

اهملوا «الرسائل» الملغومة، تصحوا.. ويموت الحاقدون الصائدون في الماء العكر بغيظهم!

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.