إلى أين يأخذنا شريف إسماعيل وحكومته؟!- بقلم : محمود الشربينى
---------------------------------------------------------
قبل أن نقرأ: وكأنه لاتوجد حكومه فى مصر!
تحتج نقابة الأطباء وتدعو إلى عقد جمعيه عموميه طارئه لمناقشة إعتداءات عناصر من الشرطه على أطباء مستشفى المطريه ،ويتقاطر الآلاف منهم إلى مبنى دار الحكمه متظاهرين ومنددين،والحكومه تضع أذنا من طين وأخرى من عجين! ينهار كوبرى سوهاج فيسارع "الرئيس" إلى تهدئة خواطر الناس وتكليف الجيش بإصلاح ماأفسده أساتذة ولواءات ومحافظون ومقاولون وعمال! يهوى "هشام جنينه" بمطرقته كرئيس للجهاز المركزي للمحاسبات على رءوس الفساد فى مصر فيبادر "الرئيس" إلى تشكيل  لجنه لتقصى الحقائق ، أياً كان موقفنا أو تساؤلاتنا عن نتائجها؟يصاب العشرات إثر خروج قطار عن القضبان عند بنى سويف فيتدخل الرئيس لعلاج المصابين ونقلهم إلى المستشفيات !!مامعنى هذا ياسيادة الرئيس؟ مامعنى هذا يابرلمان مصر؟إلى تأخذنا حكومة شريف إسماعيل؟ أما من أحد يقول لها شيئاً.. أما من إئتلاف برلمانى شريف يدعو لنزع الثقه عنها وإسقاطها إلى عير رجعه؟ 
**************
فى تصريح له قبل أن يحتشد الأطباء يهاجم النائب مرتضى منصور  وكيل نقابة الأطباء منى مينا ويتهمها بأنها" هاتولع البلد"! ( بعضهم قال أنها من الإخوان!!) مستعد أن أتفهم ماقاله " مرتضى" .. فالحشود التى لم تلفت نظر شريف اسماعيل ووزيره للداخليه مجدي عبد الغفار ، هى أول حشود من نوعها تراها مصر منذ حشود الثلاثين من يونيو .. وكانت فرصة سانحة لكى يشارك "الإخوان " -ويرفع نفر  مندس.. أو غاضب - إشارة  "رابعه"..وربما فكر بعضهم فى إعداد قنبله أو طعن متظاهر.. فيحدث ما لاتحمد عقباه! 
مَنْ هنا يستحق الإتهام ؟ "منى مينا" التى تمارس دورها النقابى التى إختارها الأطباء من أجل القيام به.. أم وزارة شريف إسماعيل كلها التى لم تتخيل أن الأطباء - سبقهم المحامون عندما  تعرضوا لمصير مماثل لكن على أيدى  وكيل نيابه إعتدى على محام - يمكنهم أن يفعلوها؟ 
من الذى يتجاهل هنا من صنع بأفعاله  فتيل البارود.. و أظهر مستصغر الشرر؟ النائب الهمام الذى لم يفكر فى دعم الإنسان المصرى كمواطن له حقوق، أكان طبيباً او محامياً او مهندساً أو صحفياً..فينتصر لحق المواطنين جميعاً فى الكرامه  والتمتع بمظلة العدالة وتطبيق القانون وإنفاذه على الجميع؟ وهل النائب المذكور يسكت عن مجرد صحفى تعرض له بصفته رئيساً لنادى الزمالك؟ أو لنائب آخر  حاول إنتقاده؟هل "منى مينا" هى المتهمه الحقيقيه الآن أم "الحكومه" التى تفتقر إلى تقدير المواقف والرؤى الصحيحه، فتدرك أن مشكلة من هذا النوع مع  الأطباء لاشك أنها تعيدنا إلى المربع الأول .. فما الذى يمكن أن يحدث لو أن الأمناء لم يحاكموا على فعلتهم ؟ ماهى الرساله التى نقولها لهم فى هذه الحاله؟ ألسنا نقول لهم بوضوح أن " حاتم مش ممكن يتحاكم"؟! ألا نقول لهم: إضربوا وافعلوا مايحلو لكم ثم إذهبوا فأنتم أسياد للبلد؟  من المستفيد من هذه السياسه التى تفتقر إلى أى حكمه او خيال سياسي، بل هو " الخبال السياسي" بعينه الذى يدفع النظام ثمنه خصما من رصيد نريده أن يكبر ولا يهدر ولا يبدد! كل هذا العناد أو الإفساد  أو سوء إدارة  الأزمات لماذا؟ هل بمثل هذه المواءمات التى لاتقيم عدلاً ولاتقيم وزناً لحقوق أو كرامه أو مساواه نصنع مستقبلاً ودولةً قويةً؟ هل مازالت عقلية صنع دوله داخل الدوله ، دولة ل" الأسياد" -وأخرى ل "العبيد" كما هى تصريحاً لاتلميحاً  فى أدبيات وزير العدل ،بينما لا يفصح عنها أو يلمح لها وزير الأمن ، وإنما يدفع منتسبي جهازه لممارستها بالفعل لا بالقول .. هل هى الفلسفه أو السياسه السائده؟هل بمثل هذا نكتب للدوله المنشوده القوه التى نحلم بها ؟
 هل لأن جهاز الأمن لم يعد يقبل أن ينتقده أحد أو يحال أحد من عناصره للتحقيق ولو كان مجرد "أمين شرطه وأنا هنا أتحدث عن"الرتبه" وليس عن"الشخصيه" يقف وزير الداخليه هذا الموقف؟ أم أننا نخشي مرة أخرى أن تنكسر هيبة الشرطه ، فيضيع الأمن والأمان من جديد؟ وهل بمثل هذا المنطق تدير الحكومات الدول؟ هل يجوز أن يهددنا من يحموننا ولسان حالهم يقول: "إما أن  تطيعوا وتخرسوا أو أن نترككم لِتُرَوَّعَوا وتُذَّلُوا؟
الحكومه صاغرةً قبلت اليوم السبت  التحقيق مع الأمناء وقامت بوقفهم عن العمل .. ومع تقديرى لفكرة التراجع عن الأخطاء ، فتلك وحدها فضيلة ننشدها، لكن السؤال هو لماذا ؟! وهل كنا بحاجه بالفعل لتظاهرة الأطباء التى حتماً ستشجع آخرين على المواجهات مستقبلاً، ذلك أن  المآسي  والمفاسد -فى ظل هذه السياسات- حتما ستستمر!! من هم هؤلاء الأمناء الأشاوس المتنفذون الذين خشيت الدوله أن تحيلهم للتحقيق منذ اللحظة الأولى ؟ ولماذا رفضت دعوات النقابه العامه للأطباء مدعيةً أن ماحدث مجرد مشاجرة عابرة ؟ لماذا أضطرتنا الحكومه لرؤية صراع قوى بهذا الشكل .. بين الأطباء ووزارة الأمن ؟ من الذى أشار على "شريف أسماعيل" بمثل هذا الموقف ومن الذى دفع "وزير الداخليه" برفض التحقيق واتخاذ موقف من أمناء الشرطه فى التو واللحظه وترك القانون يأخذ مجراه ؟ لماذا تركوا الأزمه تكبر مثل كرة النار ؟
بعدما قرأتم: لا أرى أن نقابة الأطباء تجاوزت عندما حاولت أن تدافع- ولو بطريقه كان يمكن أن تدفع بنا الى المجهول- عن حقوق أعضائها، ولا أظن أن نقاباتٍ أخرى لن تحذو حذوها إذا واجهت إعتداءً مماثلاً .. وليست المسآله فقط مجرد مطالبه بتفعيل القوانين،فهذا لامفر منه،  وإنما بتغيير السياسات  والعقليات والحكومات الفاشله  التى تدفع بنا من دون حكمةٍ أو أو تفكيرٍ أو خيالٍ سياسي إلى المجهول !
حكومةٌ فاشلةٌ ونوابٌ يغيرون جلودهم كما تغير الرقطاء جلدها على الدوام .. وكل هذا خصماً مِن مَن؟ خصماً من رصيد الرئيس؟
حسناً بددوا رصيدكم .. والشعب إذ يدفع اليوم الثمن ، فغداً ستعضون أصابع الندم. وأخيراً لاخير فينا أن لم نقلها ولا خير فيكم ........... لطفاً:أكملوا انتم بقية الجملة!