-------------------------------------------------------
قبل أن تقرأ( أو " تكفر" أنت أيضاً):كفر الأقصريون والأسوانيون بالثوره على عظمتها وأهميتها للوطن .. ونعتوها بأسوأ النعوت ووصموها بكل النقائص والعيوب . ليس معنى هذا انهم غير وطنيين .. مطلقاً .. بل هم مصابون فى سويداء القلب .. لقد "ضُرِبوا فى المليان" حتى نزفوا أغلى الدماء رخيصة بغير ثمن!
************
- العائدون من الأقصر وأسوان بعد رحلة نيليه مذهله فى رحاب بلد الحضاره .. تلك المدينه العريقه، درة التاج الأثرى المصرى.. ينقلون عن أهل هذه المناطق أنهم بلغوا الذروه فى "النزف"  ولا أحد يستمع إلى أنينهم أو شكاواهم ، وكانها "شكاوى المصرى الفصيح " تبعث من جديد لكن هذه المره ليس بقلم الروائي يوسف القعيد وانما بقلم الأقصريين والأسوانيين أنفسهم ، الذين يستجيرون بالمصريين أن تنشط سياحتهم داخل بلدانهم ، وان كانت لن تعوضهم ابدا نقص السياحه العالميه التى كانت ومازالت مصدر رزقهم الاساسي.. والتى " ضُرِبت" فى سويداء القلب منذ أندلاع ثورة يناير فى مصر وماواكبها من احداث وحوادث !
- يتحدث العائدون من أسوان والاقصر عن مدي الاحساس بالألم والغبن من المصريين الذين ينعون مدينة شرم الشيخ ومجدها الضائع واملهم فى استعادة بريقها وتوهجها كدرة المدن السياحيه فى مصر ، ويتجاهلون  مدينتى الاقصر وأسوان كدرتين للحضاره المصريه القديمه ومهبط الوحى الفرعونى والتلاقح الحضارى اليونانى الرومانى والقبطى .. قبل تحول مصر الى العصر المسيحى .
- كل مواطن فى هذه البلدان يبدو عارفا وواعيا وربما حافظا عن ظهر قلب لتاريخ المعابد المنكوبه سياحيا هناك . لو انك سالت صبيا عن جانب من  تاريخ هذه الآثار،التى تناهز ثلث آثار العالم لحكى لك كل الاساطير والحكايات القديمه ، من اسطورة إيزيس التى ذهبت لتلملم أشلاء أوزيريس إلى الدموع التى ذرفتها فجادت علينا بنهر النيل !
- نحن فى رحاب عالم اسطورى فى هذه المناطق. عالم كان يدر دخلا معقولاً على ألسكان ، وكان يتوقع أن يتزايد ويزدهر بعد ان كدنا نفرح بالثوره التى وضعتنا على السكه، فاذا بانتكاسة الثوره على أيدى نفر من هنا ونفر من هناك تصب فى خراب بيوتهم فلا بيع ولاشراء ولاتزاور ولا رحلات ولا مواسم سياحيه ولا " دياولو".. فقط نعيق بوم وغربان يعشش فى كل الاماكن ، وهموم يطرحها بعض العائدين  من هناك ، مغاربه وتونسيون ومصريون التقيتهم على ضفاف جلسه عربيه كانت اسوان التاريخيه  حاضرة فيها ،مثلما كانت مصر العربيه حاضرة فيها بكل قوه ، بعد انتصارها على الانتكاسه الاخوانيه التى كادت تذهب بتاريخنا لتقدمه الى القاعده وطالبان وداعش ليمزقوه ويحطموه كما يفعل هؤلاء الهكسوسيون الجدد اعداء الحضاره والتاريخ وابناء الجهل وانعدام الافق وسدنة الشياطين الذين لايتورعون عن طمس وتشويه وتكسير كل معالم الحضاره القديمه ، من افغانستان الى العراق، والعين منهم على مصر .. التى يمزقهم انها شبت عن طوق الاخوان المفسدين مبكراً وانتصرت لحضارتها وتنوعها وتعددها وتاريخها الاسطورى الذي يليق بها .
- الاقصريون والسيناوين يشعرون بغبن شديد كلما تزايد تغنى المصريين ب" شرم الشيخ" وتجاهلوا " الأقصر وأسوان" ،ويستغيثون بالاعلاميين والكتاب والمثقفين ، ويبحثون عن " جبهة نصره" مصريه وطنيه تدعمهم وتنصرهم ، لا جبهة نصره تماثل داعش واخواتها ،كما هى الحال فى سوريا المنكوبه بالجماعات المسلحه ، وبالتحول الدراماتيكى المفاجىء فى التعاطى مع قواعد ظنناها مستقره فى القانون الدولى تمنع التدخل بسفور فى الشئون الداخليه للدول ، على غرار مانراه اليوم من دول شتى ، تحلف بالمصحف وتقسم بالسيف ، بانه لابد من تغيير النظام السورى وانه لامستقبل له فى اى تسويه جديده !! مع أنه وبناء على هذا "الكسر"  الذي نراه بوضوح للقانون الدولى يباح  للقاهره ان تتدخل فى الشان الاميركى والقطرى والبريطانى وأن تتشاطر هى الاخرى مع جماعات اخرى اذا انطلقت اصوات منها تطالب باسقاط اوباما وحزبه وتغيير النظام الاميركى بل واسقاط التاج البريطانى وزوال عرش الملكيه الدستوريه !
-    السؤال الذي لايمل الأقصريون والأسوانيون من تكراره هو إلى متى تتجاهلوننا ونحن لم نعد نجد اللقمه التى تسد جوع صغارنا؟ إلى متى تنسون هذه الدرر وهذه الكنوز المصريه التى يمكن أن تدر ذهبا على مصر كلها ؟ من ذا الذي فى قلبه كل هذا المرض فى عقله لكى يتجاهل ان لحظة تعامد الشمس على وجه حتشبسوت مثلا لحظة فريدة فى التاريخ تستحق مؤتمراً أثرياً عالميا يقوده وزير ( !!!) ورئيس الاثريين فى المحروسه الذين لم يفكروا فى مغادرة مكاتبهم الوثيره لاعادة تسويق الاقصر واسوان كافضل الوجهات السياحيه العالميه فى فصل  الشتاء و الربيع ؟ لمحة كتعامد الشمس هذه  ان حدثت تعنى الكثير وغيابها وعدم الاحتفاء بها يعنى اكثر يعنى اننا لانعرف قيمة مالدينا من كنوز فالعالم يعشق الحضاره المصريه القديمه ويتبتل فى محاريبها ومعابدها الذائعة الصيت من فيله الى ابو سمبل ومن الكرنك الى أدفو .. العالم كله يتوق لرؤية كل هذا الزخم والانسانى ويشغف به ويسعى لاقتناء تذكارات منه ومع هذا فنحن لاندرك الجمال الكامن فى اعماق مقابر المصريين القدماء ، ولاجلال هذه الطقوس والاساطير والحكايات والعبادات  ووسائل وطرق الزراعه والصيد والتحنيط ومهارات القتال وفنون النقش ..... سيظل لحديثنا هذا بقيه!
- بعد أن قرأتم : مرة أخرى إستقيلوا يرحمنا منكم الله !