عاصفة "النهر"!!- بقلم : محمود الشربينى
-----------------------------------------------------------
قبل أن تقرأ:" أنتَ ( ومن على شاكلتك)لست مخضوضاً ولست مذعوراً من تمدده، ومن تخبط الدول الكبرى والصغرى فى مواجهته، وتباين التحليلات السياسيه حول نشأته وتطوره وتعاظمه، والبحث عن من مولوه ودعموه واستخدموه ولايزالون يستخدمونه، وهل هم الاميركيون والأوربيون والاتراك،أم بعض العرب المتأمريكين المتصهينين، أم أن التربه الخصبه المتطرفه عندنا، هى التى تتيح له - كما أتاحت لغيره من التنظيمات- أن يرتع ويعمل بكفاءه؟.. لا بأس .. لا بأس!!
*************************
أنت "مش مخضوض".. لايعنى هذا أنك شجاع رابط الجاش وأن غيرك جبناء خوافون ، بل يعنى إحتمالاً بين عدة إحتمالات: أنكَ -وأنتَ المُعَادي للعسكر- ترتكن الى أن الجيش المصري فى نهاية المطاف جيش قوي،كما كتبت هيلارى كلينتون نفسها فى مذكراتها،حينما تطرقت إلى"ازمة الاسطول السادس" الذي اقترب من مياهنا الإقليميه أثناء إندلاع الثورة، ثم أضطر للتراجع والاختفاء المُذِل بعد ظهورنا السريع!..مايعنى تأكدك ووثوقك بأن "العسكر" سيحمونك" وسيحمون مصر من " داعش" ،وهذا يوحى بأنك نصاب متاجر بالسياسه، ولك فيها مآرب أخرى ، وأنك تلعق حذاء العسكر فى السر، وفى الوقت نفسه تناهضهم فى العلن.. تحتمى بهم فى "سرك" فتطمئن ،وتنتقدهم فى العلن ،فتشعر أنك " بطل"..من دون افتضاح "أمرك"!!
أو انك "مثلهم"؟!.. لست مهتماً فى النهايه ب مصر"الوطن" ، فالوطن لايشكل لك القيمه التى تشكلها لك "الجماعه"- اياها- التى تعتبر ان "الفكره الاسلاميه" على طريقتها هى "الوطن"(!!)أو أنك ماصدقت ومَنَيْتَ نفسك ان "الفُخَارْ"-الجيش وداعش- بدأيُكَّسِرْ بعضه كمايقول الشوام ، فحلمت بأن أحدهما "يخلص على التانى" فيضعفان وتستفيد الجماعه!
****************
-يامراكبى!
-----------
-أنتَ "مش" مخضوض، وتنتظر عند النهر ، حالماً بان يحمل اليك جثثنا.. لابأس.. هذا حديث ليس لك وانما ل" مراكبى النهر".. كى يعيد النظر فى تدفقات المياه ..فيقيسها ارتفاعاً وهبوطاً ومداً وجزراً.. ويخضع بدن القارب للفحص، وموتوره للصيانه ، ويستبعد القطع التالفه والمهترئه والفاسده فورا حتى يمكنه أن يعبر النهر بركابه ، من دون ان يحقق لمن ينتظر عند الضفه الاخري مراده واحلامه، بتلقى جثثنا فيرقص على أشلائها، ويقيم الاحتفالات ويعلن الافراح والليالى الملاح!
- " يامراكبى .. شد القلوع يامراكبى.. مافيش رجوع يامراكبى".. هى ليست مجرد أغنيه فى القلب يغنيها لنا "منير" ( أو "منيب" من كلمات مجدي نجيب)فى لحظة رغبه فى " الاستماع والبهجه"، فنحن الآن فى قلب عاصفة النهر! وماأحوج " المراكبى" إلى فرد كل الأشرعه ورفعها لتسابق النور وتزيل العتمه من الصدور والقلوب.ماأحوجنا إلى نور حقيقي يشع من مصر .. ومن كل مكان فى مصر..أدباً وفكراً.. شعراً ونثراً..غناءً و تموسقاً، تمسرحاً وتوضؤاً..فتسطع مصر على العالم، وتكتب بكل الادوات والوسائل صفحه جديده فى تاريخ مصر الحديث!
*****************
قوم يامصرى
--------------
- إفردوا الأشرعه وشُقُوا العتمه،وارفعوا رايات النور !فحتى وقت قريب كانت "راياتهم السوداء" تصوب نيرانها عند حدودنا،وتخومنا ، ودولاً مجاوره لنا،ولكنها الأن ترتفع عن يميننا( فى سيناء) وعن يسارنا (فى ليبيا)! الرايات السوداء ترتفع الآن فوق صبراتة الليبية وداعش يعلنها إمارة إسلامية! فقدسيطر عناصر التنظيم على مدن سرت ودرنة وانتشروافى العديد من المدن،و بدأوا فى حشد عناصرهم فى "صبراتة".. ونشطت كتائب الشر فى حشد انصار جدد،وجاء المدد من ألف تونسي دفعة واحده ، ليقووا قلب التنظيم أسْودَ الرايه والعقيده والقلب معاً. الإعلان الجديد يؤكد ماسبق أن توقعته، من ان الاميركيين يهيئون المسرح السوري لحل جديد على طريقتهم، فلم يعودوا بحاجه الى تدمير سوريا اكثر فاكثر ، ولذلك سينقلون التنظيم ومسرح العمليات الآن إلى "خاصرة مصر" ،لإحكام الخناق عليها من الشرق ومن الغرب!
لقدسعى التنظيم الإرهابى للسيطرة على المدن الليبية عقب الغارات العسكرية التى تشن على معاقله فى العراق وسوريا، وشهدت المدينة- بحسب تقارير صحفيه -"استعراض أرتال عسكرية قوامها 30 آلية مسلحة رفعت خلالها الرايات السوداء. وأعلنت مصادر أمنيه عن إنضمام 1000 تونسى للقتال مع التنظيم مشيرة إلى وجود 295 ميليشيا، كلٌُ منها تتكون من 5 إلى 6 عناصر، فى المدينة التى ستصبح حديث الأيام المقبله( صبراتة) التى تبعد عن تونس ما يقرب من 70 كم!
**************
شدى حيلك يابلد
---------------
مدد مدد مدد.. شدي حيلك يابلد.. وان كان ف ارضك مات شهيد فيه الف غيره بيتولد!(وهذا أيضاً ليس مجرد نشيد ينشده المصريون بقلب رجل واحد أبدعه كلاماًابراهيم رضوان ولحنه وغناه محمد نوح).. ولكنها صرخة مصر ل" المراكبى".. ليظلق نفير الإنتباه .. ويعلن حالة التأهب القصوى.. فالخطر على الابواب ، وإذا كان "المتنطعون" ممن يقتاتون على حالة الإضطراب وعدم الإستقرار الحاليه، سيقللون من حجم الخطر ، ويسخرون كعادتهم من حديث المؤامرات ، ويشعلون نفير " تويتو وفيس بوك وانستغرام " النضالى، الذي يذكرنا بنضال مجاهدي الفنادق ، الذين لم يطلقوا طلقة واحده إلى صدر الأعداء، فلاأظن أن هذا يوقفنا عن دق نفيرالتحذير ، بعد أن كاد العدو يصل إلى "غرف النوم" !
******************
" أنت مش مخضوض" و" مش مذعور" على مصر .. لايعنى هذا أنك أسد هصور ، وأنك تزأر زئير الأسود، وأن كل حججك الزائفه لها معنى ، وتغريداتك الساخره من مصر ورئيسها لها قيمه، وبوستاتك التى تدبجها خدمة لاسيادك وأهدافك فى كسر ( الإنكلاب!) مؤثره.دعنى بوضوح أقل لك ، أننى وكثيرين غيرى، نشدنا الحريه والعداله والكرامه الانسانيه مع اندلاع الثوره الينايريه، وأننا نشعر بأن هناك "عتمه"تجب ازالتها من طريقنا نحو النور، وأن من يؤجلون ازالة هذه الظلمات من طريقنا، إنما يرتكبون جريمةً وخطأ فادحا فى حق الوطن، لكن الجريمه الاكبر هى فى بقائك هناك ، فى خندقك ، لاتشعر بالخطر الحقيقي الذي يهدد مصر!
بعد أن قرأت:درس الوطنيه الأول كما نعرفه، وكما نفهمه،أول ابجدياته أنه عندما يصل العدو إلى غرف نومنا ، فإن علينا أن نفزع من نومنا لنواجهه ونمنعه من ان يهتك استارنا وأعراضنا ويحتل بيوتنا، ويدنس أرضنا ، قبل أن نفكر فى خوض أي معارك أخري من أي نوع ولو كانت معركة من أجل القيم الكبرى التى ننشدها للوطن ، لاننا لو لم نواجه هذا العدو الآن وفوراً ،فلامكان فيه - ولا قيمه- للقيم الكبرى والصغري اليوم او غداً!