طيب!!!

 

.. «تكريم» 

 

قضيت اليومين الماضيين فى «دبى» مدعوا من قبل القائمين على واحدة من أفضل المبادرات الفردية العربية الناجحة، وأعنى بها مبادرة «تكريم» التى يرعاها رجل الأعمال والإعلامى اللبنانى الناجح «ريكاردو كرم».

الفكرة على بساطتها، جعلتنى أتحسر على ما يفعله أغلب رجال الأعمال عندنا فى مصر لمجتمعهم الصغير (مصر) أو مجتمعهم الأوسع (الوطن العربى).

تسعى مبادرة «تكريم» إلى تسليط الضوء على أشخاص أبدعوا فى مجالاتهم، وتُعرِّف العالم بإنجازاتهم فى مجالات الثقافة والتعليم والعلوم والبيئة والعمل الإنسانى والتطوير الاجتماعى والاقتصادى، وتستعرض «الإبداعات» العربية لتلهم الشباب العربى بأمثلة رائدة تحتذى.

..وكانت النماذج العربية لهذا العام تمثل أطيافا عدة، منها أول كفيفة عربية نجحت فى إنشاء مؤسسة لإطلاق قصص صوتية للأطفال المكفوفين، وهى الشابة الأردنية روان بركات التى أنشأت مؤسسة «روان» غير الربحية لتنمية مهارات التعلم والتواصل لدى الأطفال فاقدى البصر، والتى نجحت فى افتتاح 150 مكتبة صوتية فى المدارس وصلت من خلالها لأكثر من عشرين ألف طالب مكفوف.

كما كرمت من الكويت وزير الصحة الأسبق د.هلال الساير وزوجته مارجريت لتجربتهما الإنسانية الفريدة فى إنشاء «الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال فى المستشفى»، والتى تعرف فى الكويت باسم «بيت عبدالله»، وتهدف الى مساعدة الأطفال الذين يصابون بالسرطان المتقدم وغيره من الأمراض التى ينتظر أصحابها وذووهم الموت فى كل لحظة، فقاما بإنشاء مركز للعناية «التلطيفية» كما أسمياها لرعاية الأطفال المهددة حياتهم، للتخفيف حتى عن ذويهم.

..ومن فلسطين تم تكريم د.جمانة عودة التى حصلت على جائزة نوبل للطفولة عام 2008، وإحدى أبرز الناشطات فى مجال العمل المجتمعى والإنسانى وحقوق الطفل فى فلسطين المحتلة.

..وكذلك النائبة فى البرلمان العراقى د.فيان دخيل الكردستانية اليزيدية التى أبدت اهتماما فائقا بمشكلة النساء اليزيديات اللائى اختطفهن تنظيم «داعش» واساء معاملتهن.

وغيرهم الكثير من النماذج الناجحة والمتميزة على طول عالمنا العربى، لتبث رسالة إيجابية مفادها أننا مازلنا أمة يستطيع بعض شبابها إثبات انهم مميزون وقادرون على العطاء والانجاز.. بل والابداع وتحدى الصعوبات.

..بالصدفة، جلست بجوار د.منى مكرم عبيد، التى شاركت فى النقاشات بحيوية وعمق، وسألتها: فى رأيك ما هى «خلاصة» حل مشكلاتنا فى مصر والعالم العربى؟ وكم سعدتُ عندما كان ردها كلمة واحدة «التعليم»، فجودة التعليم الذى نقدمه لأبنائنا هى الحل القاطع لأغلب مشاكلنا فى مصر والمنطقة.

..أين رجال أعمالنا فى مصر من مشروع وطنى نهضوى شامل لتطوير التعليم فى مصر؟

..ألا توجد لدينا آفاق تفكير أوسع ليدرك رجال الأعمال عندنا أن «استثمارهم» فى مشروع مصرى وطنى لتطوير التعليم هو استثمار حقيقى سيعود عليهم بالنفع المباشر؟

وبانتظار صحوة ضمائرهم.. في القريب.. يا رب..

 

يا رب احفظ مصر وأهلها من كل سوء.

 

حسام فتحي