أبداً.. لن نركع

..لغير الله لن يركع أهل مصر، ..اسحبوا سائحيكم، أعيدوا رعاياكم، حذروا أبناءكم من القدوم الى المحروسة، علقوا رحلات طيرانكم العارض، أوقفوا خطوطكم المنتظمة، امنعوا أفواجكم من الاستمتاع بأجمل أجواء الشتاء فى الأقصر وأسوان، خوفوهم من دفء شرم الشيخ، وارعبوهم من الغوص مع أبهى الأسماك الملونة وأكثرها تنوعا وجمالا..

ثقوا أنكم الخاسرون - لن تموت مصر أبدا.. ولن تختفى شرم الشيخ الساحرة، ولن يرحل ثلث آثار العالم المسجلة باليونسكو من الأقصر العريقة، لن يذهب ملوك «وادى الملوك» الى كندا، أو ترحل ملكات «وادى الملكات» الى أستراليا، ولن يصطحب «أبوسمبل» شقيقه «فيله» ليقفا أمام سفارة بريطانيا العظمى طالبين تأشيرة دخول الجنة!!

لن تفقد «مرسى علم» رونقها لأنكم لن تطأوا أرضها البكر، ولن تختفى رمال «مرسى مطروح» البيضاء الناعمة، لأن أجسادكم لن تتمدد عليها، ولن تتغير ألوان مياه «الساحل الشمالى» المتدرجة من الأبيض الشاهق الى الأزرق الملكي مرورا بكل درجات «التركواز»، لأن عيونكم لن تكتحل بأطيافها، ولن تتوقف سجادة النجوم الساحرة فى سماء «سيوة وواحاتها الشقيقة» عن عزف مقطوعة الضوء المتناغم التى تجعل الأحداق تتسمر منبهرة، ويجافيها النوم، وهى تتأمل إبداع الله فى سمائه التى خصنا بها!

..لن يتوقف المصريون عن إلقاء النكات على كل شىء حتى أنفسهم.. ولن يتراجع المصريون عن شرب الشاى الأسود الثقيل والابتسام رغم الألم، ورغم الجراح التى يسببها بعض الأشقاء، والطعنات التى يقترفها بعض الأصدقاء، والخيانات التى يرتكبها بعض من يحملون شهادة ميلاد تقول انهم مصريون.

نحن مصر يا سادة.. ولن أقول أكثر.. فقد قيل فى مصر ما يكفى وزيادة..

نعم سيتأثر الاقتصاد - الواهن أصلا - وصحيح ان الدخل سيتراجع، ويجب أن يتم تشكيل «خلية أزمة» على الفور لمواجهة الموقف، لكن لا تنسوا أن مصر زارها العام الماضى 16 مليون سائح وزائر عربى، ينفق الواحد فيهم أضعاف ما ينفقه السائح الغربى، ولا تنسوا أن هناك 10 - 12 مليون مصرى يعملون فى الخارج، لا أعتقد أنهم سيقضون إجازاتهم هذا العام فى مكان غير أرض المحروسة، ..أدعوهم جميعا هؤلاء وأولئك الى قضاء - حتى عطلات نهاية الأسبوع فى مصر إذا استطاعوا - فملايين المصريين الذين يعملون فى قطاع السياحة والطيران هم أهلنا الذين يجب دعمهم والوقوف الى جانبهم.. حتى يزيح الله الغمة عنهم.. وعنا.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

حسام فتحى