أنا مصري وكويتي!!
بقلم/ أسامةجلال
ما بين حديثالجنرال واطارات السيارة التي دهست المرحوم أحمد فرغلي تطل علينا يد الكويتالحنونة الأصيلة التي كانت دوما هي الملاذ الأخير لكل من يقيم على أرضها.. وما بينصلف من تمتعوا بجنسية عبر صدفة غير سعيدة تربت على كتف المقيم يد ابن الكويتالأصيل الذي يمثل غالبيه أشهد أنها من خيرة من عرفت في حياتي احتراما وتقديرا وحباومعرفة بالله واتقاء له.
وما بينأحداث فردية لا تعبر إلا عن أصحابها نجد موقفا جماعيا لأبناء هذا البلد يناصر الحقويساند المظلوم ويقوي الضعيف في بلد تساوى فيه الشيخ وابن الأسرة الحاكمة معالعامل البسيط أمام القانون الذي هو فوق الجميع في النهاية وإن حاول البعضالالتفاف عليه.
إنها الكويتيا سادة تلك البلد الذي اختلط دم أبناءه بدم المصريين وجيوش عربية أخرى في حرباكتوبر المجيدة.. إنها الكويت يا سادة التي لنا فيها نسب وأهل وأصدقاء ومعارفنتشرف بوجودهم في حياتنا.
نعم الحادثةقاسية والحديث مؤلم لكل وافد تقاسم الطعام مع أبناء هذا البلد المضياف في أيمناسبة سعيدة.. لكنهم ها هم الكويتيون ينتفضون لحادثة غريبة على مجتمعهم وتصرف لميعهدوه ينذر بالخطر ويهدد المستقبل في بلد السلم عنوانه والأمان طبيعة أهلهوالمقيمون فيه.
ربما تكونشهادتي مجروحة في حق بلد وطأت قدماي فيه قبل نحو اربعين عام للمرة الأولى طفلاحللت على أهله واهلي الكويتيين ودخلتها للمرة الثانية صحافيا منذ أكثر من عشرينعاما لكنني أتحدث هنا عن مشاعر لا يمكن كتمانها ولا تجاهلها فما حدث كان حريا بأنيتدخل فيه أصحاب العقل والحكمة حيث لا غنى لنا عن الكويت ولا غنى لها عنا.
مصر والكويتنعم يا محمد الملا يد واحدة وبلد واحد.. ونعم يا استاذ بدر الرفاعي الوافدونيكسبون بعرقهم والكويت احتضنتهم.. ونعم يا أخي ذعار أنت كويتي وأنا وافد فلماذا لانتبادل الحب والعمل بدلا من التضاد بيننا حتى نفيد المجتمع بأسره.. ونعم أيضا ياصديقي ماضي الخميس إنها حوادث فردية لا تمثل المصريين ولا تمثل الكويتيين ولكل حقهيأخذه على العين الراس (تالت ومتلت).. وأيضا نعم يا أستاذه فجر نفس الرد على ماحدث في مصر وما حدث في الكويت.
مصر والكويتبلد واحد.. شعب واحد.. بل كل بلاد العرب والمسلمين.. شتتنا الاستعمار وفرق بينناومازالت دوله تثير الفتن بيننا وتسعد بها ولكن يبقى المصري والكويتي أبناء عروبةودين ودم.
تأخذناالعصبية مرة والعنصرية مرات ولكن انظر داخلك حين تهدأ.. ستجد أننا من بعضنا.. نشبهبعضنا في اللون والشكل.. في العرق والدم.. حتى في الأسماء والدين والصفات.. فيالطيبة وفي الشجاعة.. في حب الخير والتسامح.. وحتى في الغضب والتعصب في بعضالأحيان.
رب ضارةنافعة.. تجعلنا نستفيق.. نراجع أنفسنا.. من حقك كمواطن كويتي أن تقر ما تشاء منقوانين ومن حقي كوافد أن أوافق عليها أو أرحل.. ولكن انتبه.. جميعنا كأسنان المشتأمام قوانينك.. إن احترمتها ليس لك علي مطالب وإن خالفتها طبق علي هذه القوانينوأنت كذلك.
لا نريد أنتأخذنا الفرقة أكثر من هذا ونتمنى أن يلعب الإعلام دوره الصحيح بوأد الفتن والتركيزعلى الإيجابيات المفيدة لنا جميعا.. فمصلحتنا واحدة ومصلحة الكويت من مصلحة الوافدومصلحة مصر من مصلحة الكويت.. فلنفق ولنتفق على أن القانون فوق الجميع.. رحمك اللهيا ابن بلدي أحمد ورحمك الله يا بنت بلدي الكويت أنت ووالدتك يا من قتلتم جميعاغدرا وعدوانا.. وتبقى الكويت عزيزة ومصر غالية.. وبإذن الله سيأخذ كل حقهبالقانون.. وبالعدل.