لك الله ياوطني الحبيب !بقلم : محمود الشربيني 
--------------------------------
-قبل أن نقرأ:سمعة المصريين في الخارج بالنسبة لي مسأله مبدئيه .. والسؤال هو : هل أنت كذلك أم أنك في هذا الأمر "ممكن تعمل نفسك من بنها" بمعني آخر " مش واخد بالك"؟!
*******************
 - إن تجاهل مايمس هذه "السمعه" علي نحو ماجري في "الكويت" مؤخراً أمر مشين.. وتمنيت لو أن لدينا " دوله ورجال " علي المستوي المطلوب ،تجعلنا نزهو ونشعر أننا مبادئيون ، ونقدس سمعة مصر ،ونحميها من أنفسنا قبل أن نحميها من الآخرين  ، خاصة واننا نباهي - بمناسبه وبدون مناسبه- بأننا " الرواد" وأننا " العلماء" وأننا " المعلمون" وأننا اصحاب الحضاره التي أنارت عقول العالم من أوربا إلي آسيا وفي القلب منهم القاره السمراء التي كانت حتي وقت قريب تسير في ركابنا وتتلمس أثر خطانا .. زمن العمالقه : كوامي نكروما واحمد سيكوتوري وهيلاسيلاسي ونيريراالخ.
عدت إلي الكويت  لتنفجرفي وجهي وقائع حادثه غريبه .. مازالت مثار جدل في الشارع الكويتي وصحافته وبرلمانه. بطلها طبيب مصري تردد أنه متعاقد حديثاً تعاقداً شخصياً مع دولة الكويت، ليعمل طبيباً بوزارة الصحه الكويتيه، وتم تعيينه في محافظة الجهراء ، يعتبرها مواطنوها محافظه "نائيه" .. (مع أن المسافه لاتزيد عن المسافه من شبرا المؤسسه إلي موقف أحمد حلمي بالقاهره) وأعرب الكتاب في الصحافه والنواب في البرلمان عن أسفهم لما وصفوه بأن الحكومه ترسل لهم أطباء محدثون " يجربون" الطب فيهم .. مستدلين علي ذلك بأن هذا الطبيب القادم حديثا من مصر ، تسبب في وفاة مواطن كويتي، هكذا قالوا، بعد أن أجري له عملية في المعده، أخطأ خلال إجرائها وقطع أحد الشرايين المهمه ، ثم سارع بعلاج الخطأ ، لكن المريض فارق الحياه بعد أن نقل الي العنايه المركزه!
بينما الضجه البرلمانيه والصحفيه قائمه، والغضب "الجهراوي" علي أشده، قام الطبيب المصري- و قبل إتخاذ أي إجراء معه،و قبل أن يصدر بحقه أي قرار بالتحقيق معه أو بمنعه من السفر أو نحو ذلك- بالسفر إلي مصر(...)  مما أثار حفيظة الجميع .. أما علي مستوي كاتب عذه السطور فالقضيه عندي شائكه جداً .. فربما لوكنت مكانه وأتكهن بما يمكن أن يحدث لي في قضية رأي عام كهذه ، (أقول ربما)  فعلت مثله تماما، ففي مناخ إحتقان وغليان كهذا لايدري المرء ماذا يفعل وهل يلقي في مثل هذه الظروف دعماً يحفظ له حقوقه الانسانيه أم أنه يترك بمفرده لمواجهة مصير وغضبة المواطنين، فيصبح " كبش فداء"  في قضيه قد لايكون له فيها ناقة ولاجمل إلا بكونه تواجد في المكان والزمان الخطأ؟!وبالتالي لايجد من أحد رعاية ولا احتراماً لحقوقه وحرصاً علي تحقيق عداله قد تقطع بأنه مظلوم، وتبين أن ماجري للمريض المتوفي أمر خارج عن نطاق الخطأ البشري؟
وأقول أيضاً ربماامتلكت جسارة البقاء والدفاع عن سمعتي وسمعة بلادي إن أنا إمتلكت يقيناً بأنني قمت بكل ماينبغي علىّ فعله في أمر كهذا .. لكني أنفذُ من هذا القول لأسأل إخوتنا في السفاره والقنصليه المصريه بالكويت: هل تحركتم على أي نحو حين تناثرت الأنباء هنا وهناك عن الخطأ( المفترض) من الطبيب المصري ؟ هل إستشعرتم شيئاً "ما"؟ هل كان لديكم أي حدس عن الموضوع وتطوراته؟ هل سألتم أنفسكم عماإذا كان " هروبه" أو حتي " خروجه الطبيعي" من الكويت يمكن أن يلحق الأذي بسمعته وبسمعة المصريين في الكويت؟ يخطيء من يظن أن القضيه مجرد " هروب أو خروج "طبيب متهم بالاهمال الطبي المفضي إلي موت مواطن ، بمجرد أنه لم يعد تحت مقصلة العقاب وتطبيق القانون ! مثل هذه القضايا- الجراح الغائره لافرق - تترك ندوباً غائره أكثر في نفوس الآخرين، لايعرف مداها الا عند وقوع حادث أخر وساعتها حتي لوكان الضحيه بريئاً فعلا فإنه سيدفع الثمن السابق واللاحق!
سبق أن إختلس "مصري" أموال صندوق إعانة المرضي الكويتي، وكانت بملايين الدنانير وفرّ إلي الوطن، ورغم مرور ثلاث سنوات أو أكثر لم يقبض عليه أو يحاكم بتهمة الإختلاس مع أن المادة رقم 3 من قانون العقوبات تنص على :''كل مصرى ارتكب وهو خارج القطر فعلا يعتبر جناية او جنحة في هذا القانون يعاقب بمقتضى احكامه اذا عاد إلى القطر وكان الفعل معاقبا عليه بمقتضى قانون البلد الذى ارتكبه فيه".  
لقد اقر المشرع المصرى "مبدأ الاختصاص الشخصى للتشريع الجنائى تلافيا لثغرات اخرى في التطبيق الاقليمى للقانون فقد يعود إلى مصر مواطن ارتكب جريمة في الخارج دون ان يلقى جزاءه في تلك البلدة التى ارتكب بها جريمتة ويحول الدستور دون اجابة طلب تسليمه إلى دولة اجنبية في هذه الحالة يفلت الجانى تماما من العقاب لذا يبدو واجب القانون ومصلحته في عقاب الجانى تحقيقا للعدالة ومنعا لخطره وعودته إلى الجريمة .
أليس في عدم معاقبة هذا المختلس وغيره إهداراً للقانون ولسمعة مصر؟ خاصةوأن هناك واقعة أخري روج لها كتاب آخرون عن مختلس مصري آخر إختلس أموالاً من "جمعيه"  ثم مضي إلي مصر تاركاً خطاب اعتذار عن جرمه؟ صحيح أن سوريون وهنودا وبنغالاً وآخرون كثر يفعلون نفس الحماقات لكننا نتحدث عن سمعة بلد عريق هو أكبر بلد عربي ، والواقعه التي نتحدث عنها بطلها طبيب بلغ أقصي درجات النبوغ الدراسي!
هل أحلم اذا قلت أنني كنت أتمني أن تمد السفاره والقنصليه مظلة حمايتها المعنويه للطبيب المتهم بالقتل ، بحيث يخضع للتحقيق الذي أمر وزير الصحه الكويتي بإجرائه.. بحيث إذا ثبت " براءته" لايتعرض لمكروه ولايكون " كبش فداء؟
بعد أن قرأت: لمّ لا أحلم .. وسمعة مصر .. وطني ووطنك العريق علي المحك .. ولكن في الحقيقه نحن لا نتحرك أبداً إلا بعد أن تكون الكارثه قد وقعت بالفعل ، والأنكي والأمر أنه وفي نفس الوقت الذي لاتزال فيه القضيه حاميه وساخنه في الكويت ،لم نسمع رأياً للدبلوماسيه المصريه في الكويت، ولا لسدنة العداله وتطبيق القانون في مصر!
لك الله ياوطني الحبيب مصر!