حتي لايبقي القاتل الحقيقي" خارج السجن"!
-----------------------------------------------------
بقلم : محمود الشربيني
-----------------------------------
قبل أن نقرأ:لا أظن أن أحداًمن المصريين كان جاداً في القصاص العادل من حسني مبارك وأولاده . لقد إكتفينا بمنع" بكري" له من السفر وإحالة النائب العام له للمحاكمه في واقعتين فقط هما قتل المتظاهرين وفضيحة القصور الرئاسيه . إسترحنا إلي هذا الحل وتركنا النيابه "تحاول" !والمخابرات "تتمنع" !والداخليه المتهاويه "تتواري" عن المساعده،ويتلف نفر منها مستنداتها ووثائقها وأسطواناتها! و جهاز أمن الدوله المترنح "يطأطيء" رأسه خجلا ، فقد أُسْقِطْ،كما أسقطت الداخليه ،ووقعت ملفاته ( الساخنه)في أيدي "سوكه" و"أسماء" و"النجار" وغيرهم ..ماأدي إلي إعلان النيابه عن عجزها التام ، في التوصل" إلي "أدلة الإدانه"، ضد مبارك !!.
************
دعونا من قتل المتظاهرين، فلهم الله!(وتباهينا بجهادهم في جلساتنا الخاصه، ومقالاتنا الدامعه) ثم إنهم ليسوا وحدهم ، فالدماء المصريه تسيل منذ إندلعت "جمعة الغضب"، ، دون أن نكون جادين في إيقاف نزيفها ، سواء كنا معارضين لحسني أو مؤيدين لمرسي ،أومؤيدين- بعد عزله-
. والقاتل الذي لايزال يمارس القتل هو حسني مبارك ( الرئيس.. وليس الشخص)الذي خلعناه وفضحناه في يوم 25 يناير .. فدولته لاتزال قائمه.. والكتابه عنه وفيه ليست "موضه قديمه" كما يتصور البعض .. ف" بدلة مبارك" هي "بدلة العصر" .. صنعتها ماكينات حياكه عربيه- مصريه خالصه.. وبأيدي "ترزيه ومقصدارات" مصريين من نوع خاص جداً.. لانعرف كيف سيلاقون ربهم .. فمثلما هناك "قضاة" في الجنه، هناك "ترزيه ومقصدارات" في النار. هم الذين صنعوا "بدلة مبارك" وهم الذين يصنعون بدلات غيره من الرؤساء والحكام والوزراء .. وزراء عدل ( بقي) وزراء ظلم ( بقي) الله تعالي أعلم ..
قلت دعونا من "قتل المتظاهريين" ولم أقل دعونا من "قتل المصريين".. وهنا بيت القصيد ..فكم قتل من المتظاهرين في ميدان التحرير؟ وكم قتل من المتظاهرين في عهد المجلس العسكري ؟ وكم قتل من المتظاهرين في عهد مرسي؟ وكم قتل من المتظاهرين من اخوان مرسي بعد سقوط مرسي، انتقاما لمرسي في عهد "السيسي"؟
الإحصائيات حتماً ليست لدي رئيس البوندستاج ، الذي يزعم أن عدد القتلي ناهز الألف وعدد المعتقلين ناهز الأربعين ألفاً!وليست لدي وكالة تزييف "رصد".. التي تنطق بلسان " إخوان الإرهاب" ولكن لدي "ويكي ثوره" التي توثق لأحداث الثوره منذ إندلاعها فتقول أنه" خلال فترة الـ 18 يوم الأولي من ثورة 25 يناير تم حصر1075 قتيلاً، وفي عهد المجلس العسكري .. خلال عام ونصف تم حصر 438 قتيلاً،وفي عهد محمد مرسى ..خلال عام تم حصر 470 قتيلاً وفي عهد السيسي/عدلي منصور تم حصر 3248 قتيلا حتي 31 يناير 2014، فيما تم حصر عدد ضحايا فض الإعتصامين وتوابعهما .. منذ 14 اغسطس حتي 1 سبتمبر 2013 في حدود 1817 قتيلاً.
الاعداد المذكوره لاتفرق بين الشهداء سواء من المواطنين العاديين أو من الجيش والشرطه ، أو من قتلي الجماعات الارهابيه.
كل الدم المصري حرام .. لكن السؤال هل لأنه دم فهو يصدمنا ويفجعنا ويدمي قلوبنا ويهز مشاعرنا ؟ فماذا عن ملايين القتلي الذين يقتلهم "مبارك" منذ عام 1981 وحتي اليوم .حيث تركهم نهباً لتفشي الأمراض الفتاكه في أنحاء الوطن لاتستثني أحداً، سوي أبناء الاكابر فقط من وزراء ورجال أعمال ومدراء وفاسدين ونحو ذلك ، في مقابل سقوط الآلاف من أبناء الزبالين والبوابين والفلاحين والعمال والفقراء والمعدمين فريسة لفيروس (c) اللعين.وكان من سخريات الأقدار، أن يخرج علينا أحدهم ، مرتدياً ملابس الجيش، وروج له بأعتباره لواء بالجيش ويدعي اللواء " إبراهيم عبد العاطي".. وأنه نجح في إختراع جهاز عبقري لعلاج فيروس (c) ويتندر عليه مصريون بتسميته "عبعاطي كفته"، بعد أن فشل إختراعه السحري الذي أعطي أملاً زائفاً لعلاج الفيروس، وكانت المصيبه أنه أعطي هذا الأمل في حضور كبار قادة الجيش ، وفي حضور ( السيسي وكان وقتها وزير دفاع ومرشحاً محتملاً للانتخابات الرئاسيه ! فكان ذلك مثار سخرية وتهكم- بل واتهام- الدكتور نادر فرجاني، ل "السيسي" ، ذلك أنه لم يواجه فضيحة جهاز "الكفته" ، لأن الجيش هو من روج للإختراع (!)في حينه وأستثمر ذلك في الانتخابات الرئاسيه ، لحصد أصوات 15 مليون ناخب بحسب نادر فرجاني!
من هو القاتل الحقيقي هنا ياساده؟ هل هو السيسي الذي سكت عن فضيحة عبعاطي وفريقه .. أم أن القاتل الحقيقي هنا هو (الرئيس) حسني مبارك؟! بوضوح أقول أنه يتعين علينا جميعا أن نتوحد ضده في بلاغات مليونيه نتقدم بها إلي النائب العام ،نتهمه جميعاً بالقتل الجماعي، باعتباره كان رئيساً لكل المصريين وأنه أخلَّ بقسمه، وحنث بيمينه وتعهده بأن يصون الوطن ويحترم الدستور والقانون ،الذي شرع أساساً لاجل الحفاظ علي حياة المواطنين وصحتهم ، لكنه أهدرها حينما تركهم يشربون مياه المجاري الملوثه ويتعرضون لشتي أنواع الاوبئه ويعيشون حياة غير نظيفه وغير كريمه ، وتقترب من حياة " الحيوانات"( وأعتذر من شعبنا الصابر) حتي سقطوا ولايزالون يسقطون فريسة المرض الذي تعجز الدوله عن توفير العلاج فيه لكل هذا الكم من المصابين به والبالغ عددهم الآن بالملايين( نسبة المصابين بالمرض هي الأعلي عالمياً وتبلغ 14 في المائه في حين تبلغ في الصين 2 بالمائه).
بعد أن قرأنا:خصوم "السيسي" يحملونه مسئولية كل الدم المصري وكل ماجري منذ إندلاع الثوره، بل ويحملونه حتي مسئولية وباء تفشي علي مدار 30 عاماً، ويستخفون بمناشدته لشركات الدواء توفير" ماليون" جرعه للمصابين ،ويبرئون "مبارك" من التهمه، لأنه لم يعد له حول ولاقوه .. ولأن المعركه الآن لم تعد معه، وإنما مع "الإنقلاب"!
مبارك الذي "أسقطناه" أصبح بريئاً، والسيسي الذي "إنتخبناه" أصبح مداناً ومتهماً ، لأنه أولاً إنقلابي ، وثانياً لأنه لم " يفصل رأس عبعاطي الكفتجي " عن جسمه.. حتي يرتاح "معسكر الدكتور نادر فرجاني"؟! إلي هذا الحد غابت البوصله ، فاصبح البريء متهماً والقاتل يجد من يدافع عنه؟ والأسوأمن هذا أننا نفشل في القصاص من المجرم .. ونتركه حراً طليقاً خارج السجن؟إيه ال( .....)ده ؟