لطفا سيادة الرئيس.. تقدم بقوه! بقلم : محمود الشربيني
--------------------------------------------------------------------
قبل ان تقرأ: نعم تقدم بقوه .. انظر امامك .. وخلفك .. وحولك .. وتقدم بقوه.. فاشرف ماتقدم عليه الان هو " العمل".. انه صحيفتك البيضاء التي تقدمها الي الشعب .. انه الطلب الرسمي الذي تتقدم به اليه،آملا تأييده ، وراجيا دعمه ومساندته.
****************
تقدم بقوه ياسيادة الرئيس، فاختر رجالك بعنايه، وابحث عن الكفاءات في كل مكان ، اعثر عليهم في النقابات ، والاتحادات الطلابيه والثقافه الجماهيريه ،في المصانع ،في الجامعات، في القطاع الخاص ، في سوق العمل ، حتي في اثناء زياراتك للكنائس وفي لقاءاتك مع المستنيرين من رجال الدين ونن المفكرين والعلماء والمتخصصين . اعثر عليهم لاجلك ولاجلنا ياسيادة الرئيس ، واخترهم بنفسك ، ولاتدع التقارير التي تعدها الاجهزه السياديه وحدها هي التي تختار لك ، فانت الذي تحكم .. ( فلا تُحْكَّمْ) .
"اذهب لشعبك ان اردت الملك/ حاول ان تعيد له الحياه/ حاول بشعبك " هكذا قالت ولاده بنت المستكفي للوليد بن زيدون حينما اراد ان " يعيد لارضنا المجد القديم"( من مسرحية الاثيره الوزير العاشق للرائع فاروق جويده)يرد ابوالوليد: انا لااريد السيف  حبا في السيوف .. فاحلام هذا الشعب المطحون تمزقني ..) وانا اشعر - ياريس-انك مهموم بالفقراء والبسطاء من شعبنا وانك بكل ماتقدم عليه من خطوات-ولو كانت فرصا ل" الاغنياء"- انما هي في داخلها عمل تنموي ،يوفر فرص عمل للبسطاء والمطحونين والكادحين ، وابنائهم الذين يعانون انسداد الافق ويروعهم   فقدان الامل ، ويزعجنا منهم غياب الشعور بالانتماء!.
"اذهب لشعبك ان اردت العرش".. هذا درس "وّلاّد&<619;هْ" .. لذا ابحث فيه عن رجال اكفاء ..ابحث عن قضاه في غاية النزاهه وقدمهم الي الناس ، فبالعدل وحده تقام الدول القويه.. صلبة الاسس والبنيان..لاتدع احدا بالسلطه القضائيه  يعيق تطور المجتمع ، وبجعله حكرا عليهم مدي الحياه، عبر تطبيق معايير من شانها استبعاد المتفوقين من ابناء البسطاء من وظايف النيابه العامه والترقي في سلك القضاء .. لاتترك احلام المتفوقين تذهب ادراج الرياح .. ولا تدع الصحافه والاعلام كلما ارادت ان تشب عن الطوق، وتقتحم عش الدبابير ، ترهب بسيف القضايا والاحاله الي الجنايات كما حدث مع زميلنا رئيس التحرير مجدي سرحان !
لايجوز ان تتركنا نحن الصحفيين نهبا لسلطه اخري ، فالصحافه مناره ..لك ولشعبك ، وبغيرها لن يمكن لك ولا لشعبك مواجهة الافاعي والحيتان في كل مكان .. في كل " شـَقْ" تركه "مبارك"نازفا ..ناثرا " صديد" وتقيحاته .. قاذفا بها في مجتمعنا .. 
تمنيت لو ان ديوانك الرئاسي رد علي مقال الزميل مجدي سرحان وتصريحاته عقب احالته للجنايات ، عقابا له علي حوار لم ينشره، وعلي مقال راي لزميلتنا تهاني ابراهيم ، علقت فيه علي مانشر في حوار "الاخبار" مع المستشار  "جنينه"! .. واستغرب ان يمر كل مايصرح به هذه الرجل من دون ان تتوقف عنده .. لقد سبق ان استضفناه في "الوفد" ، وصدمنا بحقيقة ميزانية جهاز الشرطه ( 22 ) مليار جنيه 19 منها رواتب وحوافز وامتيازات والباقي فقط للتسليح والتدريب؟! فهل كان واجبا ان يقوم جهاز وزارة الداخليه -ايضا-بتعقبه وملاحقته ونحن معه لانه كشف هذه المهزله؟ وهل حينما يتحدث عن رواتب وحوافز السلطه القضائيه، او عن مكافأت وزير سابق للعدل ، فان السلطه القضائيه يجب ان تخرج له ملفات قديمه ، او كما يقول الاستاذ مجدي سرحان "يدبحوا له القطه"! الأمر الآن أمرك ياسيادة الرئيس .. انها سنوات حكمك انت وهي تاريخك انت .. فلست مدينا بشيء لاحد ، وحتي اذا كنت مدينا لاحد فانت مدين للشعب المصري الذي دفعك لاجراء الحركه التصحيحيه في 30 يونيو ولم يحدث ان خذلك ، رغم اخفاق وزرائك كثيرا ورغم سوء حال واداء بعض رجالك.. ورغم ان ماجري خلال الفتره الماضيه ليس مشرقا كله ، ففيه " السويس" وفيه  "شرم الشيخ" وفيه اغتيال "شيماء "، وقتل محام جراء التعذيب بالاقسام ،التي حلمنا بان تكون في خدمة الشعب ، لكنها اصبحت  " للموت"- او التعذيب- فقط"!
العدل اولا ..ثم الاعلام ! قل لنا ياسيادة الرئيس هل جهاز الاعلام الرسمي للدوله يعبر عنك وعن توجهاتك وعن القضايا التي تحملها ؟ قل لنا ماهي البرامج الجيده التي تتابعها في التليفزيون المصري؟ هل تفضل "دنيا السياحه" "وطعم البيوت"أم "بين السائل والمجيب" الخ..هذا "الاعلام"الذي لم يعد يشاهده احد .. بل بتعبير كامل البيطار الاذاعي الشهير ( 95 ) بالمائه من البرامج التي تقدم بلاقيمه؟ فهل تختلف معه ؟ واذا كنت توافقنا فهل انت تكتفي بزملائنا فقط في الفضائيات الخاصه ليشكلوا الوعي القومي؟ فلماذا اذن لانسرح كوادر التليفزيون المصري؟لماذا ننفق عليه الملايين وهو " ميت" .. اليس واجبا ياسيادة الرئيس ان تعيد له الحياه؟ تقديري ان تختار لرئاستة قامه كبري من قاماتنا الثقافيه والفكريه المشهود لها بالتفكير الخلاق والمبدع ، قامه قادره علي العطاء ورسم استراتيجيه اعلاميه ثقافيه تنهض بالوعي الشعبي .. فتكافح الارهاب، وتواجه التطرف، وتبين الافكار الضاله، وتكشف الفتاوي الفاسده وتساهم في نبذ التعصب وابعاد شبح الطائفيه البغيضه عن واقعنا المثخن بجراح الارهاب .
..من اسف انه و حتي الجمعه الماضي اثخنتنا جراح الطائفيه ، فقد ثار اهالي قرية "العور"مركز سمالوط بالمنيا، رفضا لقرار انشاء كنيسه هناك تكريما لارواح ضحايا "الغدر الداعشي" في ليبيا! كيف يجرؤون علي منع بناء هذه الكنيسه؟ وكيف يمكننا ان نقبل تحدي نفر من المتعصبين دينيا لقوة وهيبة الدوله؟ والمثير للدهشه انه برغم ذيوع الخبر فانك لاتمتلك احدا في الرئاسه ، قادرا علي التعبير الجيد والدقيق عن رؤيتك للحادث وعن قدرتك علي مواجهته؟ ويستدعي هذا الي ذهني مفكر من طراز مصطفي حجازي .. الذي خسرناه بابعاده دون ان نعرف السبب؟ فهل هو" اخوان " مثلا ؟ او "برادعاوي الهوي"؟
بعد ان قرات: نريدك ان تتقدم بقوه ياسيادة الرئيس، وان تختار رجالك بعنايه. و&<619;جَّبَّ الآن .. الآن .. ان نميزهم وان نراهم .. نراهم يحققون العداله والمساواه.. نراهم يصيغون الوعي ويستنفرون في مصر " الهرمه" مصر " الفتيه" التي نريدها .. نراهم متحدثين مفوهين بارعين ، مدركين قيمة مصر وقيمة الحقيقه، فيعبرون عنك وعن افكارك وعن طموحاتك.. و قادرون علي مواجهة الاكاذيب وعمليات التضليل التي تتعمد تقزيم مصر، مع انها اكبر من الجميع!