لكي لاينتصر الارهاب!- بقلم : محمود الشربيني
-------------------------------------------------------
قبل ان تقرأ:موقفان اولهما اخلاقي والثاني مبدئي يحكمان سطوري التاليه !
انا من مدرسه صحفيه تؤمن بان المعارض يشد ازر المفاوض، وكثيرا ماكان كاتبنا الكبير كامل زهيري يعلمنا تقاليد المعارضه واهميتها ، خاصة عندما يضيق صدر ( الرئيس) السادات ، او مبارك ، بالنقد ويعتبر اي نقد له خصوصا وهو علي مشارف استرداد بقية اراضينا المحتله بالتفاوض وليس بالقتال . كان كلاهما يخشي ان يجد ممثلواالكيان الصهيوني ذريعة في مقال ناقد هنا او هناك ، فيتعللون به ويرفضون تسليم الاراضي التي تم انتزاعها في المفاوضات بشق الانفس!
ومااشبه الليله بالبارحه! فكل نقد يمكن ان يوجه الي الدوله وهي في حالة حرب حقيقيه ، قد يكون سهما في خاصرة الوطن ، ولو بحسن نيه ! ولذلك فان سطوري هذه محكومه بالموقفين الاخلاقي والمبدئي، فلااريد لها ان تصب ابدا في خانة دعم الجماعه الارهابيه، بينما جيشنا المصري الباسل  يخوض نيابة عن المصريين حرب وجود شرسه، كما اسماها السيد الرئيس،يدفع فيها الثمن فادحا من دماء ابنائه، وليس هو وحسب وانما يدفع الشرفاء من الجنود في الجيش والشرطه اغلي ثمن وهو حياتهم، فداء لمصر والمصريين..رحم الله كل شهداء الوطن ، الثوار .. الجنود وكل من اريق دمه علي ارض مصر ، دفاعا عن مصر وثورة يناير المجيده ،وحركة التصحيح الثوريه في 30 يونيو، وليس دفاعا عن جماعه ارهابيه، او دفاعا عن دعوات  كيان او فصيل سياسي ،يستهدف  اسقاط النظام ،والدوله المصريه..ليبني دولته المنشوده!
لكن معركة مصر ضد الارهاب تحتاج الي الكثير منا كى نننتصر فيها، تحتاج الي تعبئة الجهود والطاقات المصريه، وسبق ان كتبت هنا مطالبا باعلان التعبئه العامه في مصر، وهي ليست تعبئة عسكريه فقط، وانما هي تعبئه شامله في واقع الامر.. تعبئه علي قاعدة " المعارض الذي يشد ازر المفاوض"،فليس كل ذي راي مخالف للراي السائد في دواير صنع القرار في مصر ،راي خائن او مأجور او مدفوع الثمن، بل كثيرا ماقلنا مع عمنا احمد فؤاد نجم ان " البقره السمره النطاحه..  وقعت في البير.. وقعت م الخوف، والخوف ييجي ليه .. من عدم الشوف"!
الرأي المعارض يكشف مجال الرؤيه امام القبطان، فيري كل شيء، ولايحجبه عن المعلومه الحقيقيه شيء.. ومااحوجنا بالفعل الي كل رأي مخلص.. معارضا كان او مؤيدا.. فالناس مختلفون، وحتي الله جل جلاله اختلف الناس عليه علي مر العصور ولازالوا يختلفون. فلابأس من اختلاف الاراء ولايجوز ارهاب كل ذي راي مخالف بانه ان قال قولا مختلفا ، حتي في محنه يخوضها الوطن ، انه خائن او خارج عن الاصطفاف الوطني ، هذا نوع من الارهاب لابد ان يختفي.. والشاعر يقول " لاشيء في الدنيا يقوم علي اتفاق"!
نريد ان نري رئيس الدوله ينصت لاراء معارضيه قبل مؤيديه، مالضير في ان يلتقي الكل، اليس هو رئيس كل المصريين؟ لماذا لايحاور الجميع ويطرح عليهم رؤيته ؟ اليس الساسه والمفكرون والاقتصاديون وعلماء الاجتماع جزء من عقل الامه ووعيها العام ؟ اليسوا مؤثرين بمواقفهم سواء تجاسروا وتعالوا علي وصمهم بالخيانه، وتجاوزوا لحظة ارهابهم بالخيانه والعماله و" الاجنده اياها" التي اصبحت سيفا مسلطا علي رؤس كثيرين ، فامتنعوا عن السقوط في مستنقع الاتهامات والتصنيفات الجاهزه؟
منذ متي ياسيادة الرئيس كان رئيس الدوله يعمل وحده من دون فريق رئاسي ؟! لقد بح صوتنا ونحن نناشدك ان تحمي ظهرك وتدعم حجتك وتقوي عزيمتك بابناء بلدك من العلماء والخبراء والمفكرين؟ البلد فيها كفاءات تعزف عن المشاركه باي جهد علمي اوفكري عام ، والغالبيه يتجه الي ابداعه الخاص الذي لايصب في خانة الدوله وتقدمها؟
حسنا فعلت ذات يوما عندما ارسل لك الشاعر عبد الرحمن الابنودي قصيدته المتالمه " مرسال" وسجل فيها ان الغلابه والفقراء اصبحوا في وضع مزري بعد الغاء الدعم وبعد ارتفاع الاسعار ، وفي ظل استمرار المافيا المفسده تنهش في الدوله ، فلاهي فقدت امتيازا، ولاخسرت جنيها، ولادفعت ضريبة مستحقه ! فما الذي يضير ياسيادة الرئيس ان تجلس في حوار مفتوح ، ليس الي الاعلاميين هذه المره، ولا لقوي الاحزاب السياسيه ، التي انفقت فيها وقتا وجهدا جبارا، مع ان الساحه لايوحد عليها احزاب حقيقيه من بين 80 حزبا سوي الوفد والتجمع والمصريين الاحرار والتحالف الاشتراكي وربما إئتلافين اخرين او اكثر ؟ اليس من المفيد الانصات الي صوت الاقتصاديين العظام في مصر؟ ونحن علي مشارف مؤتمر اقتصادي تريد الجماعه الارهابيه منعه باي ثمن؟ الايستحق هذا المؤتمر ان نمهد له بمؤتر داخلي تحت اشراف كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه؟ اليس مفيدا الانصات - وعفوا فقد سبق ان قلت هذا- الي جلال امين وسمير امين وعبد الخالق فاروق وابراهيم العيسوي ووائل جمال من شباب الاقتصاديين، وحتي صلاح جوده ورشاد عبده ؟مالذي يمنعك من ان تستعين في مفاوضات سد النهضه بالدكتور محمود ابوزيد ، وهو خبير مائي معروف وتعرض للقهر علي ايدي مبارك ، فلماذا لايكون بالنسبة لك كسكرتير للمعلومات في هذا الصدد. فمن الغريب ان تفاوض الاثيوبيين وحدك من دون خبراء يقدمون لك المعلومه والمشوره؟ ولنا في " معجزة" استرداد طابا بالتحكيم اسوة حسنه ، فقد كان لدينا لجنه علي اعلي مستوي .. بحثت ونقبت وفندت وقدمت وثائق وحجج وبراهين!
سيادة الرئيس اين ذهب الرجال الاكفاء ، كالدكتور مصطفي حجازي؟ اليس هذا الرجل من ادار بكفاءه واقتدار المؤتمرات الصحافيه العالميه التي اوصلت للعالم رؤيتنا اثناء الازمات المتكرره التي مررنا بها ايام الاخوان ، وكنا في مواجهة العالم كله .. وبحنكته وخبرته استطاع ان يحقق التوازن وان ينجح في مخاطبة الراي العام العالمي؟ رجل كهذا كيف يغيب عن الصفوف الاولي؟ بل كيف لايكون من رجال الرئيس؟ الايستطيع هذا الرجل ادارة ملف الازمه السياسيه الناشئه عن تحدي الاخوان وحالة الاستقطاب السياسي التي خلقتها المواجهات، وعزل مرسي، واعتلاء رئيس منتخب ( ولكن جنرال!) عرش مصر؟
بعد ان قرات: دعك من الاسماء التي طرحتها ياسيادة الرئيس، المهم الفكره ، المهم المبدأ، المهم ان يتحلق حولك المؤيدون والمعارضون، فالمعارض يشد ازر المفاوض..وذلك لكي لاينتصر الارهاب!