" فيه حاجه غلط فعلا"!- بقلم محمود الشربيني
-----------------------------------------------------------
1-في اغترابنا قد نري الاخطاء اكبر من احتمالنا، وتتحول قلوبنا سلالم للوجع وتصبح غربتنا دوحتنا فعلا!
2-توصيف القوي الناعمه للازمات اصدق انباء من سيوف القتال،وربما كانوا تليسكوبه الذي يري به علي المدي ، وكان زرقاء اليمامه تخفي نبوءه او تلمح نذرا للخطر
3-غاب هيكل والابنودي وحجاب وحسن حنفي وسمير امين ومنال عمر والاسواني عن لقاء الرئيس بالادباء والمفكرين .. فمن الذي حضر؟
4-لماذا لايلتقي الرئيس المعارضين ؟ السنا بحاجه لان نقدم صوره ديمقراطيه حقيقيه عنا امام عالم يتربص بنا وينتبذنا ويصورنا كانقلابيين؟!
5-من الذي يحدد اسماء المفكرين والادباء والاعلاميين الذين يدعون للقاء الرئيس .. اهو الرئيس ام مساعدوه ؟ الا يتعظوا من ازمة "الاعلاميين" الشهيره!
6-ماضيركم لو جلس الابنودي الي جانب الاسواني؟ ماذا دعيت منال عمر ؟ بالله عليكم كيف لايحدث ذلك بينما تمنح مؤمنه كامل وساما في العلوم ؟!
7- قبضة " هيكل" التي هوي بها علي المنضدة مطالبا الرئيس بثوره علي الثوره كانت تستحق حوارا علنيا امام المصريين.. تخيلوا لو فعلها ديوان الرئيس!

---------------------------------------
قبل ان تقرأ:
--------------
قلبك سلالم للوجع / والا الوجع سلم علي روحك
كل اللي تاه قبلك رجع / وانت اللي صارت غربتك دوحك
ابيات موجعه تحتل عقلي ولاتبرحه منذ ان انشدها ذات لحظة ألم الشاعر الجميل نادي حافظ .. لكنها ايضا تسكن قلبي وتخفف من اوجاعه في غربته او دوحته لا فرق!
***********************
بينما كان الشاعر الكبير سيد حجاب يضيء ليل الكويت الثقافي السبت الماضي ، وينشد اغنياته للوطن والثوره ..(الثوره المصريه التي يصفها بانها لامثيل لها في التاريخ ) حيث حل ضيفا علي ملتقي "ضفاف" الثقافي ،الذي اسسته في الكويت كوكبه من المبدعين المصريين،كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يلتقي الادباء والمفكرين ،في واحده من اللقاءات التي تمنيتها ودعوت اليها، فللابداع قوته الناعمه ورؤيته الثقافيه والفكريه الشامله ، التي تفتح الافق المسدود، وتنير الطريق الحالك امام المقاتل، وتكشف له عن بعد ابعاد ازمة الوطن،سواء كانت ازمة حرب وقتال ام ازمة تنمية وبناء .. وربما كان توصيف هذه القوي الناعمه للأزمه اصدق انباء من سيف المقاتل ، وربما كان ايضا،" تليسكوبه" المكبرلمسرح العمليات ، فيري علي المدي ،وكأن زرقاء اليمامه هناك تخبيء نبوءه، او تلمح نذرا للخطر.. اوللامل.. قد تلوح علي الافق!
سيد حجاب غاب عن اللقاء الادباء، وغاب ايضا الابنودي، وبالطبع غاب هيكل ،وان كان حاضرا في كل وقت، خاصة عندما تجد ان الرئيس يرد بشكل غير مباشر علي ماطرحه عبر نافذة الزميله لميس الحديدي الجمعه الماضي.. وماقبلها في الواقع.. فقد قال الرئيس انه مع التغيير التدريجي وانه ضد فكرة نسف المؤسسات وانه مع اصلاحها تباعا حتي لاتسقط الدوله، وبدا انه يرد بوضوح علي مطالبة الاستاذ هيكل للرئيس، بان يقوم ب " ثوره علي الثوره". وهو مااحدث حالة من الصدمه، في نفوس الكثيرين،مااستدعي من الاستاذ ان يعاود تفسير رؤيته مجددا( في لقاء الجمعه الماضي)،وانه قصد ان يقوم الرئيس بتحديد رؤيته وتمكينها في المجتمع ، بحيث يتخلص من كل السوس الذي يعشش وينخر في عظام الدوله القديمه، منذ ثلاثين عاما تقريبا، حتي اهترأت وحتي اصبح الفساد والافساد فيها غولا يبتلع كل شيء.
فمن الذي حضر اذن؟ اتساءل هنا عن "معايير حضوراللقاءات الرئاسيه"؟ من الذي يختار ويستبعد؟ من الذي يحدد هؤلاء هم المفكرون، وهؤلاء هم الادباء ،وهؤلاء هم الكتاب والصحفيون ؟ من الذي يختارهم الرئيس ام مساعديه؟ الم تكن لكم عظة وعبره من ازمة لقاء" الاعلاميين" اياهم التي كانت مثار تندر عظيم !
كان حضور هيكل ضروريا،علي الاقل ليطل بنفسه علي" ملمح " القوه الناعمه بين الحاضرين.. وعما اذاكان ذلك متوافرا في شخصيات حضرت اللقاء مثل " لميس جابر" مثلا! واذا كان حضور فاروق جويده وجلال امين،ووحيد حامد وشوشه، واخرين ممن دابت الرئاسه علي لقائهم طبيعيا، خصوصا المفكرالبارز جلال امين وهو علي يسار النظام الحالي، فان غياب الابنودي مدعاة كبيره للدهشه بنفس القدر لغياب هيكل وسيد حجاب.. فالاول اكثر من تغني بثورتي مصر في 25- 30 واما سيد حجاب فهو " صائغ" ديباجة دستور مصر يونيو 2013 واحسب انه ان كان دعي واعتذر بسبب السفر لكان ذلك أليق واجدر!
لا استطيع ان اذهب مع الذاهبين الي ان مثل هذه اللقاءات " بروتوكوليه " لالتقاط الصور التذكاريه، فلقاءات الرئيس السابق مبارك مع المثقفين، لم يبق منهاسوي جمله! جمله مؤلمه كاشفه، رد بها علي النبيل الدكتور محمد السيد سعيد، الذي تقدم اليه ليسلمه ورقه للاصلاح الساسي ،فما كان منه الا ان قال له" الورقه دي تحطها ف (...........!) بقيت الجمله و لازالت طاغية الحضور حتي الان علي جلسات جماعة المثقفين شاهدة علي عصره. ذهب مبارك .. وجاء السيسي واظن انه كان ممكنا ان يدور حوار علني مثمر بينه وضيوفه ،علي الاقل مع " هيكل "حول رؤيته ل" ثورة الرئيس علي ثورته" ؟ تخيلواماذا لو دار هذا الحوار و ظهرت فيه كل افكار الرئيس ؟
ثم .. ثم متي يلتقي الرئيس- مثلا- مفكرا من حجم ونوع سمير امين؟ ومن نوع وطراز حسن حنفي؟ هل يعرفهما الرئيس ؟ومتي ايضا يلتقي علماء في الطب النفسي كاحمد عكاشه ويحيي الرخاوي؟مااحوجنا الي الاطلاله علي الصحه النفسيه للمصريين. ثم ماهي قيمة لميس جابر ذات المسلسل الواحد امام قيمة مبدعه مثل الدكتوره منال عمر التي لازالت تشارك في العمل الجماهيري وتتقدم الصفوف والزيارات الي مناطق التوتر كزيارتها- ضمن وفد- لاهالي بورسعيد لتضميد الجراح بعد المذبحه الكرويه؟ ولماذا لم يدع المعارضون ايضا للحوار، لنقدم صوره " مغايره " لنا امام عالم يتربص بنا وينتبذنا باعتبارنا انقلبنا علي الديمقراطيه(...) ماضيرنا لو جلس الابنودي الي جوار علاء الاسواني؟
قبضة الاستاذ هيكل التي "هوي" بها علي مائدة الحوار وهو يطالب الرئيس بان يتقدم برؤيته حتي يلتف حوله الشعب و" يقوم" من سكاته وصمته .. كان ممكنا ان يترجمها مثل هذا اللقاء لكننا فيما يبدو "نهوي" ارتكاب الاخطاء ، فنعجل بالقبض علي آلان جريش في مقهي بوشايه من مواطنه شريفه، وتدعو الخارجيه المصريه حقوقيه اميركيه تصم ثورتنا بانها " انقلابيه" لكي نوضح لها موقفنا، لكن " جهه سياديه" تمنعها ،فنجعل من انفسنا "مهزله"يتداولها العالم !
بعد ان قرات :الاحتفال الاخير الذي جري احتفاء بعلماء مصر،وبصرف النظر عمن استحقوا التكريم وغيبوا عنه، الا انه مما يلفت النظر مثلا ان التكريم طال دكتوره تدعي مؤمنه كامل!وبصرف النظر عما يتردد من اتهامات توجه اليها، الا ان الثابت انها رشحت من الحزب الوطني ونجحت بالتزوير في مجلس شعب 2010 ( مجلس خليهم يتسلوا) وكشف التزوير علنا وبنفسه احد القضاه، فمالبثت ان اهانته - مؤمنه- علنا ولم يجد من ينصره او يصغي له او يرد اهانته ويعتذر منه؟ فيه حاجه غلط ايها الساده .. نعم فيه حاجه غلط! ولاننا مغتربون وصارت غربتنا دوحتنا ، فان الاخطاء مهما صغرت لاتهون وانما تكون اقسي وأمر مماتظنون!