استتيبوهم .. قبل ان تعدموهم ! بقلم : محمود الشربيني
-----------------------------------------------------------------
-1- كلما صفقنا للرئيس ووزيره الاول جاء من يصفعنا علي وجوهنا من المحيطين بالرئيس والرجال حول الرئيس ورئيس الوزراء.
2-كشف حساب الشهور الخمسه الاولي للرئيس ونائبه بحسب استطلاعات مركز بصيره يشير الي تاييد مابين 56 و85% من المواطنين لادائهماوهو امر يستحق التحيه لكنه ايضا قد يغري جوقة المطبلين وكذابي الزفه!!
3- " الجهبذ" الذي اعاد انتاج المكارثيه كصناعه مصريه رديئه سابقة التجهيز بقراره فصل 40 طالبا من كلية الشرطه لايقودنا ابدا للتقدم نحو المستقبل
4-المفصولون كانوا علي وشك التخرج ما يعني انهم قاب قوس واحد من حياه مختلفه فيها استقلال مادي واسري فكيف نغتال هذا المستقبل بجرة قلم من دون ان نفتح امامهم ابواب الامل والرجاء !
5-الدكتور ناجح ابراهيم وعبود الزمر وغيرهما ممن اسسوا تنظيمات مسلحه وارتكبوا جرائم ارهابيه نالوا الدكتوراه وهم قيد السجن مايعني ان العلم مطلب وامل يؤشر للتغيير ولو خلف اسوار السجون!
6- اعيدوا تأهيلهم ، استتيبوهم ..الحقوهم بدورات دينيه، احرموهم من الخدمه الشرطيه والعمل الميداني المؤثر .. ضعوهم دوما تحت المجهر .. لكن تأسوا بجامعة القاهره.

*********************************************
-----------------------------------------------------

- قبل ان تقرأ: طبقا لمركز بصيره لاستطلاعات وبحوث الرأي العام فان نسبة المصريين الموافقين جداً على أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد مرور 6، اشهر من توليه الرئاسه بلغ 58 % مقارنة بحوالي 65 % في نهاية الشهر الخامس..اما الاستطلاع الخاص برئيس الوزراء ابراهيم محلب فيقول: نسبة المواطنين الذين يرون ان اداءه جيد، بلغت 65 %
، وترتفع هذه النسبة من 53% في الريف إلى 59% في الحضر.
***************************
كشف حساب الشهور الخمسه الاولي من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي في رأي ( او تقدير او استطلاع) مركز "بصيره" يوحي بالامل والثقه في الرئيس ووزيره الاول..ومع هذا فان هذه المؤشرات بالنسبة لكثيرين من المصريين لاتشفي الغليل ،بل اننا كلما "صفقنا" للرئيس- ووزيره محلب- جاء من "يصفعنا" علي وجوهنا من دائرة المحيطين بالرئيس او من الرجال حول الرئيس!
الامر المؤكد ان هذه النسب سوف تغري"جوقة المطبلين"،وسيرون فيها كالعاده انه" ليس في الامكان ابدع مما كان"..وسيسعون الي استثمارها.. واقامة "زفه"بلدي احتفاء بها .. تشبع رغبتهم في "التطبيل" ، وتجييرها لصالح النظام الحالي ، او مايتوهمون انه يساهم في زيادة رصيد "النظام"، بذريعة مواجهة خصومه الكثيرين .
يمكننا ان نحيي الرئيس ووزيره الاول، ونتمني عليهما بذل الجهد في قادم الايام من اجل مزيد من التقدم ، لكن احسب ان علينا دورا اهم ، وهو ان نتقدم امامهما، لننير الطريق بملاحظات كاشفه مخلصه ، تبتغي وجه الوطن وليس وجه النظام!
 
ايها الساده : التقدم الي المستقبل يمر بتكافؤ الفرص ، وب "ألاتزر وازرة مثل اخري"، ومن هنا فان " الجهبذ"الذي اعاد - ببساطه- انتاج الفكر "المكارثي" ،وصناعته صناعه مصريه خالصه، باصداره قرارا بفصل اكثر من40 طالبامن صفوف طلاب كلية الشرطه ، لايقودنا ابدا نحو المستقبل ولا يساهم بفكره ( اميركي المنشأ والمعاد تعليبه مصريا اليوم) في تحقيق هذا الهدف باي حال من الاحوال!
اكثر من 40 طالبا من صفوف السنتين الثالثه والرابعه يفصلون) يغتالون في واقع الامر) فصلا نهائيا من كلية الشرطه، بعد ان قضوا في الدراسه نحو عامين او ثلاثه، ونجحوا في المراحل الدراسيه السابقه، واصبح لهم وجود شرعي وقانوني، اهلهم له انطباق الشروط والمعايير المطلوبه عليهم،من اختبارات لياقه واختبارات للقدرات والمهارات الشخصيه ونحو ذلك ، أكل هذا يتم تجاهله، ويضرب به عرض الحائط ؟!
هذه " مكارثيه" صناعه مصريه خالصه ، وسابقة التجهيز ، بل وتجهيز رديء في الحقيقه ، لانه يتجاهل تماما ان مثل هذا الاجراء الفصل .. الاغتيال- انما هو اجراء عنيف جدا ، وغايه في التعقيد ولايخدم احدا .. لايخدم دوله ولايخدم نظاما ولايخدم هؤلاء الطلاب الذين كانوا علي وشك التخرج !بل ازعم انه يغتال سمعة الدوله المصريه في الصميم .. لانه لم يراع الوضع الجديد الذي اكتسبه هؤلاء، وهو انهم قضوا سنوات في الدراسه وكانوا علي وشك التخرج، مايعني انهم كانوا قوس واحده من الانخراط في حياه مستقله جديده، فيلتحقون بوظيفه، ويتقاضون راتبا ويمتلكون " "حيثيه" اجتماعيه تؤهلهم لعقد مصاهرات وفتح بيوت وتكوين اسر جديده!
مامعني ان يقال ان هؤلاء الطلاب لديهم انتماءات " اخوانيه"؟ مامعني ان يقال ان التحريات اثبتت ان هناك ملاحظات علي هؤلاء الطلاب تتعلق بانتماء او ضلوع عائلاتهم او مقربين منهم من الجماعه ؟!اوحتي قيامهم بارتكاب اعمال عنف؟هل ضبط احدهم بالفعل وهو يرتكب هذه الجرائم ؟ فلم- اذن- لم يحول الي مجلس تأديب؟ لماذا- اذن- لم يحول الي النيابه العامه؟ هل التحريات التي تمت حاليا ، اصبحت لها نفس القوه ونفس الوجاهه التي تمتعت بها التحريات السابقه،والتي اجريت وقت ان تقدم هؤلاء الطلاب باوراقهم الي الكليه لاول مره؟ ام ان هناك " تحايلا او ضغوطا مورست علي وزارة الداخليه وعلي كلية الشرطه لقبول هؤلاء الطلاب ؟ وكيف حدث ذلك وعمر هؤلاء الطلاب في الكليه يزيد كثيرا علي المده مابين وصول الاخوان الي " السلطه" واسقاطهم عنها؟
هذا اجراء "عقابي" بامتياز .. وربما نحن في طروف ومناخ لاتجعل المسئولين في الوزاره يعبأون بالنظر الي اتهام كهذا ، لكننا لانسوق مثل هذا الاتهام بهدف النيل من الوزاره، وانما نسوقه بحثا عن حلول . فنحن لانريد ان نسد ابواب الامل والرجاء امام مثل هؤلاء الابناء ! لايمكنك ان ترتب اوضاعا معينه لمدد طويله من السنين ثم تاتي لتنسفها بجرة قلم ، ومن دون ان تراعي الصالح العام والخاص معا!
بوضوح انا لاادافع عن الضالعين في ارتكاب جرائم الارهاب ومعاونيهم .. لا اتورط مطلقا في دفاع عن طلاب وطالبات جامعات الازهر او القاهره او عين شمس اوغيرها، ممن ضبطوا يرتكبون جرائمهم الارهابيه السالف ذكرها في داخل الحرم الجامعي ، وانما اتحدث عن "الاجراء العقابي" لهؤلاء واولئك .. فقط الاجراء العقابي..
 
ايها الساده : ان عبود الزمر وناجح ابراهيم ممن شاركوا في تاسيس تنظيمات مسلحه في مصر، وقاموا باغتيال رئيس مصر الراحل انور السادات ، حصلوا علي الدكتوراه وهم خلف اسوار السجون .. مايعني يقينا ان العلم فوق كل شيء.. وانه حق حتي للمتهمين والمحكومين في قضايا ارهابيه من الوزن الثقيل . ونحن الان نري الدكتور ناجح من انجح المعارضين الاسلامين النابهين ،الذين نبذوا العنف وانتهجوا النهج السلمي في الدعوه الي الله بالحكمه والموعظه الحسنه.
 
ايها الساده: ان ماارمي اليه هو ان يكون العقاب علي الجرم فقط، ولايتعداه الي غيره، مما يمكن ان يصادر علي مستقبل .. فطلبة الاخوان الذين احرقوا قلب الوطن علي جامعاته ، يجب ان يعاقبوا علي جرمهم هذا ، لكن لانصادر علي مستقبلهم ، فقد يكون مختلفا. قد يكون من بينهم ناجح ابراهيم اخر ..قد يقومون بمراجعات اخري داخل السجون .. فلماذا نعاقب المقبوض عليهم بالفصل التام متجاهلين اننا بهذا اننا انما نصنع مجرمين جدد عتاه في الاجرام .. لاننا نسد في وجوههم ابواب الامل والرجاء!
 
ماهو الحل؟ مالذي ترمي اليه هذه السطور؟ هل يغيب عن ذهن الكاتب- عزيزي القاريء- ان من الخطوره بمكان ان يتكون داخل المؤسسات العسكريه والشرطيه اي خلايا لتنظيمات سياسيه او دينيه ؟ يقينا لا .. يقينا لا .. بالعكس انا مع الاجراء الحاسم الذي يمنع نشأة هذه الخلايا داخل هذه القطاعات الحساسه ، لكن ماارمي اليه هو ان نفرق بين الاجراء القمعي القائم علي شبهات جري رصدها في مناخ معين، كمناخ مصر الان الواقع تحت ضغط وتاثير الارهاب، وبين الاجراء العقابي الذي يمكن ان يكون " تاديبا وتهذيبا واصلاحا"
 
مااريده هو ان نجتهد في البحث عن حل.. حل مناسب .. يراعي مصالح الدوله والطلاب معا.. اجراء يقوم علي الرحمه ويقوم علي ادراك المتغيرات التي تحصل مستقبلا.
 
مره اخري اقولها وبوضوح شديد يحدد اين نقف ومع من؟ نحن ندين ونرفض كل ممارسات هذه الجماعه الارهابيه المخربه، بل انني قد اذهب الي حدقبول اي اجراءات .. نعم اي اجراءات ، بحق اي منتسب ( او داعم) لهذه الجماعه، بدءا برئيس دولة قطر المتحالف معهم، والذي يأويهم ويمنحهم الملاذات الآمنه، والقرضاوي( اكتبه هكذا مجردا من لقبه، ومن مواطنته ،فهو مواطن قطري لايعنيني في شيء)مرورا بالقيادات القابعه خلف اسوار السجون، وصولا الي قياداتهم الوسيطه والطلابيه التي حولت الجامعات الي" خرابات" يعشش فيها التدمير والحريق والتفجير والتكسير بل وربما القتل .. مع كل الاجراءات التي يتم اتخاذها من قبل الدوله ،لردع هذا الارهاب وايقاف هذا الترويع، وتجفيف ينابيع هذا الفكر، الذي يوهمنا انصاره، وخصوم النظام الحالي، بان هؤلاء الناس لايفعلون شيئا سوي انهم يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله!لكن في المقابل فانني ارفض كليا ان نهدر مستقبل طلابنا ، الذين هم في مراحل التحول .. فقد كنا طلابا في يوم من الايام .. وكنا نتنقل كالفراشات بين الافكار وبساتين المعارف والثقافات .
 
والحقيقه اننا من بين ماتعلمناه ، ممن نثق في علمهم ونزاهتهم وتدينهم ،ان (" لا اله الا الله".. تقال "بحقها") ولاتقال علي عواهنها.. عرفنا هذا الآن.. وهذا ربما مالايدركه طلبة الجامعات الان، لكن هذا لايمنع من ان يدركوه في قادم الايام!
 
بعد ان قرأت: افصلوهم عاما او حتي عامين، اعيدوا تأهيلهم ، استتيبوهم ..الحقوهم بدورات دينيه، دعوهم يتعرفون علي الاسلام الصحيح، احرموهم من الخدمه الشرطيه والعمل الميداني المؤثر .. ضعوهم دوما تحت المجهر .. لكني ادعوكم الي التأسي بجامعة القاهره ورئيسها،فرغم انها كانت مسرحا للتظاهرات واعمال عنف عاصفه، إلا انها اعادت النظر في قرارات الفصل النهائي، التي اتخذتها بحق عدد من طلابها ، لكنها بعد ان تلقت منهم تعهدات بعدم معاودة ارتكاب جرائمهم السابقه، اعادتهم مره اخري الي الحياه الجامعيه ولم تصدر قرارا باعدامهم كما فعلت كلية الشرطه مع طلابها الاربعين !