اقترب من الستين. هب مفزوعا من غفوته نافضا حلما جميلا كان يداعبه.
 خاطبته بصوت عال يخلو من الانوثة: قم من نومك، فالدوام انتهى والموظفون ينصرفون.نظر اليها متأملا، كانت في منتصف العشرينيات،يختلط حمار وجهها ببياض فيبدو رائقا صافيا كجدول عذب.
كان يظن انها لو اطلت بعينيها من وراء برقع لقال فيهما الشعراء مئات القصائد.
سألته بضيق: لماذا تحدق النظر هكذا ايها العجوز؟
ابتسم رغم ألمه من وصفها له بالعجوز.
كان يشعر بانجذاب غريب نحوها، يود ان يراها دائما، أن يتحدث معها كل صباح ومساء، ان يطالع عينيها.
حملت حقيبتها وأسرعت منصرفة تحاول استباق الزحام.
خاطبها بصوت مرتفع: نسيت المفاتيح!
عادت مسرعة،سألته بقلق: اين هي؟ضحك: بين اصابعك!
كنت أمازحك!
 
 قالت مبتسمة بعد ان لانت ملامحها: تمازح في هذه السن ايها العجوز؟!
ثم سارعت الخطا مخلفة وراءها حسرة!!!