طيب!!!
 
تحت.. «الكوبري»
 
الحمد لله.. ضمن «التطور» الذي شهدته المحروسة على مدى الـ30 عاماً الماضية، كانت نهضة بناء الجسور (الكباري)، وشق الانفاق، وهي من الانجازات «القليلة» التي لا ينكر أحد فضل الرئيس «المتنحي» فيها، حتى كان أحد مسمياته رئيس دولة «الكباري»!!.
.. ولكن.. ولأننا في مصر، لابد ان يظهر «شيء لزوم الشيء»، فطالما أصبح عندنا (جسور وكباري) لابد أن تظهر «مافيا» للاستفادة من الوضع! وقد تتساءل: أي وضع فكل دول العالم بها جسور.. ما الذي يميزنا عنهم؟..
.. أقول لك يا سيدي.. يميزنا عنهم أشياء كثيرة: عدم التخطيط – ترك الثغرات – التسيب – التواطؤ – غياب القانون – الاهمال – وأخيرا وليس آخرا الفهلوة والشطارة و«من أمن العقوبة أساء الأدب»!!.
طيب.. وما علاقة كل ما سبق بـ«الكباري»؟
.. العلاقة وطيدة، فمع «النهضة» الكوبراوية التي شهدناها مع انشاء «كوبري 6 أكتوبر»، وبالتوازي مع هذه النهضة، نشأت.. وترعرعت وانتشرت وتوسعت «مافيا» بيزنس.. الاستيلاء على اراضي الدولة «تحت الكوبري»، وعلى طريقة «المال السايب يعلم السرقة»، وضع أفراد هذه المافيا أيديهم على «المواقع» الاستراتيجية عند «مطالع ومنازل» الكباري، وقاموا بتقسيمها حسب المستوى الاجتماعي للحي الذي تقع فيه،.. محلات زهور – كافيتريات - خردوات - «غُرَزْ» (لا مؤاخذة)!! وطبعاً يعيدنا ذلك لما سبق وذكرته من «تميزنا» عن كل الدول التي بها «كباري»، .. فعدم التخطيط أدى الى «عدم» التفكير في استغلال مئات الآلاف من الأمتار المربعة التي ستنشأ تحت الكوبري، وترك الثغرات ساقنا لعدم ادخال فكرة استغلالها بشكل علمي لا يؤثر في صيانة هذه الكباري مستقبلاً، والتسيب فتح الباب «للأسرع والأقوى» ليضع يده عليها، والتواطؤ خلق عشرات الموظفين «المرتشين» الذين سهلوا للعصابات و«مكنَّوا» لهم في اراض تحت الكوبري، .. وغياب القانون وانشغال «ممثليه» حقق «الحيازة» المستقرة للصوص، والإهمال الذي هو سمة «المحليات» في أغلب أحياء ومدن مصر جعل عيون الناس تتآلف مع كل القبح الواقع تحت «الكوبري»،.. اما الاطمئنان لعدم العقاب وإساءة الأدب والفهلوة والشطارة.. فحدث ولا حرج!!
والنتيجة «مأساة» وتلوث بصري وعشوائية تعشعش تحت كل كباري مصر.. من 6 أكتوبر العتيد.. حتى «كوبري الوراق» الحديث، مروراً بالطريق الدائري، ومحور المنيب، فهل فقدنا الأمل؟
كلا.. حقيقة هناك حرب طاحنة.. يقودها في صمت اللواء سعد الجيوشي، رئيس هيئة الطرق وكباري بدأها بإزالة «التشويه والقبح» تحت كوبري الوراق، ووعد باستمرارها، لكنه يحتاج في «حربه» إلى «إسناد» من «الداخلية» في مواجهة «بلطجية تحت الكوبري» حتى ينجح ويعيد للدولة مئات الآلاف من الأمتار المنهوبة، ويعيد للقانون هيبته، ويمحو القبح المقزز الذي يصدم العيون في هذه المناطق.
ثم يتم تشكيل لجنة فنية سريعة لبحث الاستغلال الأمثل لهذه المساحات، والتي يمكن أن تتحول فعلاً إلى محلات تؤجر لشاغليها القدامى بعد تطويرها وتطبيق مواصفات الأمن والسلامة و«الذوق» عليها، أو تحويلها لمكاتب خدمات للمواطنين، أو حتى مساحات خضراء..
فقط لا تتركوا اللصوص والبلطجية وعصابات المافيا والمشردين «يفعلون» ما بدا لهم.. «تحت الكوبري».
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
 
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66