طيب!!!
 
السحر.. والساحر
 
.. ما هو يا إما الأمريكان «ذكاؤهم» وصل حدود تفوق كل ما عرفته البشرية،.. يا إما «غباؤهم السياسي» غير مسبوق، لكن بالتأكيد لا توجد «منطقة رمادية» بين «القمتين».
السيد ريتشارد بروس تشيني، المعروف بـ «ديك تشيني» نائب الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش بين عامي 2009-2001، وأحد صقور الحزب الجمهوري الأمريكي، وواحد من أبرز صناع السياسة الخارجية الأمريكية ووزير الدفاع خلال الغزو العراقي للكويت، وأيضاً «بطل» الإطاحة بالغزاة وتحرير الكويت،.. السيد تشيني أدلى باعتراف «مهم» بمناسبة ذكرى 11 سبتمبر، أو «موقعة البرجين»، جاء في اعترافه «الحكيم» انه «يعتقد» أن «الإخوان المسلمين» هم المصدر الأيديولوجي للإرهابيين الأكثر راديكالية وتطرفاً في العالم، وأنهم «أصل جميع الجماعات الإسلامية الإرهابية التي نراها حالياً مثل داعش»، ودعا تشيني الى ضرورة ان تدعم أمريكا دولاً مثل مصر حتى تتمكن من مكافحة الإرهاب في سيناء، ووصف قرار إدارة الرئيس باراك أوباما بتعليق المساعدات العسكرية لمصر بأنه «خطأ فادح»، لأن مصر تقف على خطوط المواجهة الأمامية لمكافحة الإرهاب.
.. وقبل «درر» تشيني أعلن رئيسه.. ورئيس مجلس إدارة العالم «باراك أوباما» أنه سيشن حربا بلا هوادة على تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في العراق وسورية، واجتمع وزير خارجيته مع «الأصدقاء» لتعلن 10 دول على رأسها مصر ودول الخليج دعمها للتحرك الأمريكي.. وبالتزامن مع «الإعلان» تم تسريب أنباء عن أن قوات «داعش» أصبحت تتجاوز 30 ألف مقاتل، منهم حوالي 10 آلاف أوروبي وأمريكي!!.
ولكن بما أن «تشيني»، لا يهرول عبثا، وأوباما تعهد بالقضاء على «داعش».. لابد أن هناك أسئلة ستطرح نفسها.. أو «تطرحنا» جميعا على ظهورنا ضحكاً أو كمداً:
-1 هل فات الأوان لتغير واشنطن اتجاهها الداعم للإخوان، فهم نفسهم لم يتغيروا الذين كانت أمريكا تصفهم قبل شهور بممثلي «الإسلام المعتدل» سبحان مغير الاحوال؟
-2 تركيا لم توقع على اتفاق «التعهد» بمحاربة الارهاب ولم تنضم للدول العشر الذين اتفقوا مع جون كيري على ذلك في جدة، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان أحد رافعي إشارة رابعة، وينتمي حزبه الحاكم للإخوان المسلمين، وتركيا تحتضن كبار قادة الإخوان الهاربين من مصر، لكن تركيا عضو في حلف الناتو.. فكيف سيتعامل «الحلفاء» الجدد ضد الإرهاب مع دولة تركيا ورئيسها «الربعاوي»؟
-3 «داعش» تمتلك صواريخ ودبابات ومدرعات وزوارق حربية!! دخلت سورية تحت سمع وبصر واشنطن وبمباركتها، وأصابع الاتهام تتجه نحو واشنطن كصانع لـ«داعش» والخليفة، كما صنعت «القاعدة» وبن لادن، فهل فعلاً انقلب السحر على الساحر، وتوحش «النمر» الذي ربته واشنطن في المنطقة لحمايتها، فبات يهدد مصالحها؟.. وفقدت السيطرة عليه؟.. أم أن «داعش» مازال يحقق أهداف إقامة الدولة الكردية القوية، وتقسيم العراق وتفتيت سورية؟
-4 أين كان «الحسم» و«الحزم» الأمريكيان طوال الأعوام الثلاثة الماضية، والتطرف يفتت قواعد الدول العربية، وقبل شهور و«أرتال» مصفحات «داعش» تتنقل نهاراً من شمال سورية حتى قرب بغداد، دون أن يعترضها أحد، أو يسألها إلى أين أنتم ذاهبون؟ وماذا ستفعلون؟
لا أعتقد أن الإجابة عن أي من الأسئلة السابقة ستكون متاحة، إلا بعد ظهور نتائج «الحرب» على داعش، ومعرفة تفاصيل «الاتفاقية» التي ستستبدل السياسة الاستعمارية البريطانية التي زرعت دولة إسرائيل في قلب العالم العربي، وتضع مكانها «دولة» جديدة داعشية، تجعلنا نتمنى لو دامت الدولة الصهيونية خنجراً وحيداً في خاصرة العرب.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
 
 
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66