طيب!!!
«صباح».. الإنسانية
.. «وقت الضيق.. تعرف العدو من الصديق».. وقد تعرضت مصر لأوقات ضيق متواترة، تعرفت فيها على مواقف الأشقاء الأصدقاء.. وأيضا «الأشقياء» الأعداء!!
منذ تعرضنا للعدوان الثلاثي في 1956، وحتى «معاناتنا» مع توابع 25 يناير 2011، مروراً بنكسة 1967، وحروب الاستنزاف، ثم اكتوبر 1973، ونحن «نختبر» معادن الاصدقاء، ودائما ما كانت الدول العربية الشقيقة عند حسن الظن، إلا قليلا!.
.. وبالأمس أعلنت الأمم المتحدة على لسان أمينها العام بان كي مون تسمية دولة الكويت «دولة إنسانية» وأميرها سمو الشيخ صباح الأحمد «قائداً للعمل الإنساني»، وهو تكريم لم يسبق للامم المتحدة ان منحته لملك أو أمير أو رئيس أو مسؤول عالمي، بل ذكرت مسؤولة في الأمم المتحدة ان هذا التكريم تم «نحته» خصيصا لدولة الكويت وأميرها، وهو أمر يستحق التوقف عنده ولاشك، دولة إنسانية.. وقائد للعمل الإنساني.. مسألة تستحق التفكير.. لماذا الكويت.. وأميرها؟
التفات العالم الى مبادرات الكويت الإنسانية بلغ ذروته عام 1988، عندما اطلق الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، الذي كان يطلق عليه «أمير القلوب» لما له من مكانة في أفئدة أبناء الكويت، أطلق مبادرة غير مسبوقة تقضي بالغاء فوائد القروض المستحقة على العديد من الدول النامية، وتلك الأكثر فقراً مما شكل سابقة في العمل الإنساني، .. ووقتها أيضاً كان الأمير الحالي الذي تم تكريمه هو وزير خارجية الكويت، وصانع سياساتها الخارجية ومهندس مبادرتها.
والكويت ذات وضع فريد في مسألة العمل الإنساني بالفعل، كانت من أوائل الدول الخليجية التي وجهت جزءاً مهما من فوائض عوائدها النفطية لمساعدة الدول النامية، وأيضاً الأكثر فقراً واحتياجاً، وانشأت لذلك جهازاً ضخماً هو «الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية»، ورغم مسماه إلا أن مساعداته تعدت الدول العربية ووصلت قلب أفريقيا.. ووسط آسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق، وحتى أمريكا اللاتينية!! وتجاوزت القروض الإنمائية الميسرة التي يمنحها الصندوق الكويتي مبلغ 17.6 مليار دولار، استفادت منها 103 دول، .. ويبلغ نصيب مصر من هذه القروض حوالي 3 مليارات دولار (2.908 مليار تحديداً) مقسمة على 38 قرضاً، و9 منح ومعونات فنية بقيمة 6.93 ملايين دولار، يضاف لذلك المبلغ حوالي 16.8 مليون دولار منحة يديرها الصندوق لبناء وإصلاح بعض المدارس التي تأثرت من زلزال عام 1992.
ولا يشمل الرقم السابق مساهمات دولة الكويت المباشرة لمساعدة الحكومات المصرية، «وقت الضيق» ولا المساعدات الشعبية التي تقدمها الجمعيات الأهلية الخيرية الكويتية التي تعد الأشهر والأكثر عطاء ضمن الجمعيات المماثلة في المنطقة.
.. ولا تحدث كارثة طبيعية.. أو حروب في مكان ما، إلا وتجد «المساعدات» الكويتية تتقاطر بأشكال مختلفة على المنطقة المنكوبة لا فرق في ذلك بين زلزال في اليابان، وتسونامي في آسيا، ومجاعة في أفريقيا، وحريق غابات أو هزة أرضية في أمريكا، وفيضان في الهند، وإعصار في جزر الكاريبي، ومذبحة في العراق، وحرب أهلية في سورية، أو حرب على غزة.
ومهما كانت الخلافات السياسية أو التباين في وجهات النظر، فلا علاقة للسياسة بالإنسانية، ومن هنا استحقت دولة الكويت الشقيقة تسميتها «دولة إنسانية»، واستحق أميرها تكريم العالم له ممثلاً في الأمم المتحدة كقائد للعمل الإنساني.
ندعو الله ان يحفظ الشقيقة الكويت وأميرها وشعبها من كل سوء، وأن يديم عليهم محبة الخير ومساعدة الإنسانية جمعاء.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66