طيب!!!
..وبقى عندنا «ماستر بلان»
..قبل أن يتوجه إلى القاهرة لحضور مؤتمر «أخبار اليوم» الاقتصادي الذي يحمل اسم«مصر.. طريق المستقبل»،.. زارني رجل أعمال خليجي، محب لمصر، واستثماراته على أرضها تتجاوز بضع مئات من ملايين الدولارات، أغلبها في قطاع العقار والمجمعات التجارية، إضافة الى شركات تهتم بالتجارة «البحرية»،.. والسياحة.
المهم ان الرجل بدت عليه علامات الحيرة وهو يحاول أن يشرح لي موقفه، وموقف العديد من رجال الأعمال العرب الذين اختاروا «المحروسة» ساحة لاستثماراتهم وحضناً آمناً لأموالهم، وبدأ الرجل بقوله:
منذ سبعينيات القرن الماضي وأسرتي تركز جل استثماراتها في مصر، تعاملنا مع النظام الذي بدأ عهد الانفتاح الاقتصادي أيام السادات، ثم تواصلنا مع 30 عاما من حكم مبارك، تعاقبت على استثماراتنا حكومات متباينة، وتوالى رؤساء وزراء ووزراء مالية واستثمار ذوو رؤى مختلفة، وأحيانا متناقضة، وتمكنا من التعامل معها جميعا كي يستمر وجود مجموعتنا في مصر،.. واستطرد قائلا: ومع قيام ثورة 25 يناير تعرضت أعمالنا «لركود» استمر 3 سنوات، لم نغلق فيها شركة، ولم نقلص عملا، بل تحملنا كل ما مر به بلدنا الثاني مصر، ولم نسع لقطع رزق موظف او عامل ممن يعملون في شركاتنا، حتى استقر الامر للنظام الجديد، فاستبشرنا خيرا، وحاولنا مواصلة ما فاتنا من اعمال، ففوجئنا بأمور جديدة لم نعتدها.
.. صمت الرجل لحظات، وأنا أنظر اليه منتظرا ان يكشف عن الامور الجديدة، ويوضح مما يشكو.. ولم يطل صمته فقال:
كنت قد حصلت على موافقات «حكومية»لتخصيص ارض لإقامة مجمع تجاري «مول» بإحدى المدن الجديدة خارج القاهرة، وايضا موافقة اخرى لإنشاء تجمع سكني، وعندما اردت البدء بالتنفيذ فوجئت بان الجهات المسؤولة تقول لي: تريث قليلا، والموافقات التي حصلت عليها لن تلغى ولكن لابد من تعديلها لتتوافق مع المخطط التفصيلي الشامل، أو ما يسمى بـ«الماستر بلان» لأي توسع جديد،.. وهذا طبعاً يعني مزيداً من التأخير.
قاطعته لأول مرة مبتسماً، وباغته بقولي: الحمد لله.. فصعق ورد غاضباً: الحمد لله على استمرار العطلة ووقف تدفق الاستثمارات؟!.. فأجبت:.. بل الحمد لله أن أصبح عندنا«ماستر بلان» «MASTER PLAN»، للمدن والمناطق الجديدة التي كنا نخشى أن تطولها يد العشوائية، فهي بدأت منظمة، ثم بدأ «فساد المحليات»يتسلل إليها شيئاً فشيئاً، فيجري تغيير النشاط المذكور في التراخيص، وتتحول المنطقة السكنية إلى مكاتب وعيادات «بقدرة قادر»، وتتغير الجراجات إلى «كافيهات»، والأدوار الأولى من العمارات السكنية إلى مكاتب وورش تصليح.
.. الحمد لله أن هناك «عقولا» بدأت تعمل بفكر جديد يفهم ماهية الحياة الإنسانية في المدن الجديدة، وضرورة أن تتحقق فيها شروط «الحياة» الإنسانية حتى لا تتحول إلى نموذج جديد من سيئ الذكر حي «مدينة نصر».. والعياذ بالله.
.. وعقبال ما يبقى عندنا «ماستر بلان»حقيقي لكل أحياء مصر.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66