طيب!!!
الأيدي المرتعشة ومحاولة للـ«فرعنة»
بداية.. «أحمد الله حمداً كثيراً الذي حفظ مصر من شرور التقسيم والتفتيت والحروب الأهلية والقتل والإرهاب والخراب الذي ابتلي به إخوتنا وأشقاؤنا في سوريا وليبيا والعراق وفلسطين والسودان واليمن.. وندعوه وهو الرحمن الرحيم ان يرفع البلاء عن كل بلاد العرب والمسلمين».
اما موضوعنا فهو انه وقبل ايام قليلة فوَّض الرئيس عبدالفتاح السيسي صلاحيات أكبر إلى رئيس الوزراء المهندس محلب، وذلك بالقرار الجمهوري رقم 293 لسنة 2014، ومنها التصرف في اراضي الدولة ونزع ملكية العقارات للمنفعة العامة ومنح المعاشات والمكافآت الاستثنائية والتعويضات عن الخسائر، وما يتعلق بالعاملين في الدولة والهيئات العامة، وحالة الطوارئ والاعفاءات الجمركية وتأشيرات الموازنة العامة وغيرها من الأمور.
وقانونا كما قال القانونيون فالقرار سليم، .. ومنطقياً هو يعني ان الرئيس لا يرغب ولا يريد ان يحكم مصر بمفرده، او ان تتركز كل الصلاحيات في يد رئيس الجمهورية، وبالمناسبة فإن الرئيس السابق محمد حسني مبارك أيضا اتخذ قرارا مماثلا، لكن الأيدي المرتعشة للوزراء والمحافظين لم يستخدموه كما يجب، ربما «كسوفا واستحياء» من السيد الرئيس، او «استذكاء» منهم، فربما كان مبارك يختبرهم.. أيهم يطمع في صلاحياته غير المحدودة!!.. وطبعا فهم ليسوا بهذه السذاجة حتى يقعوا في الفخ!!.
أما هذه المرة فأعتقد جازما ان السيسي يعني ما يفعل، ويرغب في عدم حكم مصر «وحده» على الطريقة «الفرعونية» الاصيلة، خاصة في ظل عدم وجود مجلس شعب منتخب او شورى، وعلى المهندس محلب ووزرائه ومحافظيه ان يتحملوا المسؤولية الكبيرة، و«ينسوا» سياسة «الايدي المرتعشة» التي انتهجها اسلافهم قبل 25 يناير وبعده، وعليهم المشاركة الفعلية بعيدا عن العبارة الشهيرة: «بناء على تعليمات السيد الرئيس»، وتستطيع ان تحذف كلمة «الرئيس» وتضع مكانها: رئيس الوزراء – الوزير – المحافظ – مدير الأمن!! أيا كان المهم أن عقلية ما يتم من انجاز يجب أن يكون «بناء على تعليمات السيد الأعلى رتبة»، ما يقتل في مسؤولينا الإبداع وتحمل مسؤولية ما يفعلونه لنا وبنا!
.. الغريب أنه في الوقت الذي تجابه فيه مصر أقسى تحديات في تاريخها الحديث، حتى أسوأ من هزيمة يونيو 1967، ويحاول كل المخلصين السعي لإنقاذها مما هي فيه تخرج علينا الصحف لتؤكد أن رئاسة الجمهورية تلقت اقتراحات مكتوبة (لم تحدد ممن) تطالب بتعديل الدستور لتعزيز صلاحيات الرئيس في ضوء الأوضاع السياسية والاقتصادية وأن الفكرة ليست «مرفوضة» تماماً، وأن الرئيس تلقى توصيات من أكثر من شخصية سياسية وجهات سيادية ترى أن الدستور الذي صاغته لجنة الخمسين لا يتناسب مع حال البلد (جريدة الشروق – 30 أغسطس).
.. يا سادة ارحمونا وارحموا الرجل من توصياتكم ودعوه يواصل عمله دون محاولة «إفساد» المناخ الذي يعمل فيه، أو طرح توصيات تمهيداً لصناعة «فرعون» تتوقون إلى وجوده، ولا يسعى هو نفسه إلى «الفرعنة»!
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66