طيب!!!
 
ابن عم الرئيس
.. والإنذار المبكر
 
 
.. الواقعة حقيقية، وموثقة بالفيديو وتم بثها على موقع «يوتيوب»، ودون مقدمات اليكم ما حدث:
إحدى السيدات الفضليات، والتي تحب مصر حباً حقيقياً، كأغلب شعب بلدها الشقيق، أقامت احتفالاً في بلدها ابتهاجاً بفوز السيسي، وحضر الاحتفال رموز محترمة من أبناء البلد الشقيق، ورموز من البعثة الدبلوماسية المصرية والجالية، وجاء من «مصر» رجل أعمال «محترم» عرفته مقدمة الحفل بأنه أحد أبناء عمومة الرئيس، وجاء ليقدم الشكر للكويت حكومة وشعباً، كما قدم دروع تكريم للسيدة الفاضلة العاشقة لمصر، وألقى كلمة أمام الكاميرا شاكراً الحكام والشعب ومشيداً بالحب الذي - على حد تعبيره - «كان يحتاج لمن ينكشه، والرئيس قدر يوصل أنه يجيب الحب من الناس».
احتل ابن عم الرئيس موقع الصدارة في الاحتفال وتبادل بطاقات التعريف، وقدم الشكر للحاكم والشعب وغادر في نهاية الاحتفال محترماً كما دخل وسط تصفيق وتوسيع طريق، على طريقة وسع للبيه ابن عم الرئيس!!
سيادة الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي، أحترمك.. وأقدرك.. وأحمل جميلك فوق رأسي ككل مصري، وأتحمل في سبيل موقفي شتائم «الإخوان» والمتعاطفين وتعليقاتهم البذيئة، لكننا يا رئيسنا شعب لديه «حساسية» مفرطة ومستحقة من أقارب الرؤساء، تعود إلى ما قبل الحكم التاريخي لمحكمة القيم العليا في فبراير1987 بفرض الحراسة على شقيق السادات – رحمه الله - و3 من أبنائه، واستمرت هذه الحساسية المستحقة مع محاكمة عائلة مبارك، وأقرباء الهانم السابقة!!
سيادة الرئيس.. أربأ بك أن تكون أوفدت أحد أبناء عمومتك لشكر حاكم وشعب دولة شقيقة وتقديم الدروع لرموز شعبية ساندت مصر في محنتها، وإن كنت علمت وسكتّ فتلك مصيبة، وإن كنت لم تعلم فهي «كارثة»، والاحتمالان أستبعدهما ولا أستطيع أن أرمي مقامكم بأي منهما!!
سيادة الرئيس.. نحبك عندما تعلن مكافحة الفساد، لكننا نحبك أكثر حين تمنع وقوعه أصلا!
انتهت الاحتفالية على خير، وأكرر أن منظمتها سيدة فاضلة محبة لمصر، عاشقة لترابها، لكن مع نهايتها كان لابد من قرع أجراس الإنذار مبكراً، وإضاءة الأضواء الحمراء، قبل أن يجد أقرباء الرئيس أنفسهم في مواقف تسيء لهم، من نوعية «عندي قطعة أرض وأحتاج موافقات...» أو «فلان ينتوي الترشح للانتخابات ممكن تساعده»!!
وما أتمناه أن يعلم الجميع أن الرئيس السيسي أكد في خطاب على الملأ أنه لا يسمح لأي من أهله باستخدام اسمه، وأيضاً أعلم وتعلمون – لأنني كتبت ذلك من قبل - أن الرئيس عندما اعتزم الترشح أبلغ عائلته بحساسية ما هو مقدم عليه وطلب منهم مراعاة ذلك.
أؤكد أن ما حدث من ابن عم الرئيس، قد يكون مجرد «حسن نية» أو «سوء تقدير للموقف»، أو «نصيحة غير واعية»، لذا وجب التنبيه المبكر، حتى لا نعطي الفرصة للإساءة إلى رمز هو الأمل الأخير في إصلاح مصر.
وأخيراً أدعو الله أن نصدق جميعاً كمصريين ويصدق معنا أشقاؤنا المستثمرون العرب، أن نظاماً قد رحل بكل مساوئه، وأن نظاماً جديداً قد جاء، تعلن رموزه كل يوم أن مكافحة الفساد على رأس الأولويات، فأرجوكم.. جربوا أولاً سلوك الطريق المباشر المستقيم، ولا تحاولوا «إفساد» نظام جاء لمحاربة الفساد!!.. جربوا فلن تخسروا شيئاً.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
 
 
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66