من مواطن مغترب.. إلى مواطن منتخب
بقلم/أسامة جلال..
من تسلم الأيادي إلى بشرة خير.. عشنا نحو عام ونحن ننتظر تلك اللحظة التي يكون لدينا فيها رئيس جاء بالصندوق وبالديمقراطية الحقيقية لا المزيفة.. بالديمقراطية المبنية على الحب والعطاء والمنطق وليس على التهديد والوعيد والكذب والخداع.
انتظرنا طويلا.. مرورا بتفجيرات وقتل ومظاهرات دموية واعتصامات مسلحة.. حتى جاءت الساعة ودقت معلنة فوزك أيها المواطن الذي نال الاحترام والتقدير لموقف قدره الله له وكان بالفعل أهلا له.
السيد الرئيس المشير المواطن.. اليوم وكما تقول دقت ساعة العمل.. وحان وقت الانجاز.. فالمنصب والقوة والسلطة اصبحت بيدك.. والشعب معك ورهن إشارتك.. والدفة تقودها فإلى أين تأخذنا؟ وإلى أي الوجهات ستكون وجهة الوطن؟؟
خادمي الرئيس.. يا خادم الشعب.. لن نؤلهك أو نوهمك أو نخدعك.. فاعلم أني وكثيرون سنكون لك من الداعمين والمؤيدين في الحق.. الرافضين للظلم والتخبط والعمل بغير رؤية أو منهج.. ندافع عنك والوطن بدمائنا.. ونقف ضدك في الحق بأرواحنا.. فاحرص من الغرور ورفقاء السوء وبطانة الفساد.. وانظر لسابقيك واتعظ.. واعلم أن الكسل واللامبالاة والتراخي مقدمة للسجن والاعدام.
سيادة المشير.. بالله عليك إن وصلك هذا الكلام فكر فيه جيدا واعلم انه يخرج من قلب مواطن قضى نحو عشرين عاما ينتظر كل صباح أن يستنشق نسمات عبير الوطن فلا يجدها.. يمني نفسه بالعودة لجنة الوطن في كل عام فلا يتحقق الحلم ولا نعود إلا لسويعات تمر سريعا دون أن نكتفي بالاستمتاع بالمشي على تراب بلدنا الغالي.
نعلم أن المسؤولية كبيرة وعظيمة.. وأن التركة ثقيلة ولكن بالإرادة والحب.. والشجاعة والعمل.. وبالإتقان والتفان نستطيع العبور وتخطي جسر التحديات بخطى ثابتة بإذن الله ولكن الحذر كل الحذر من المساعدين والمعاونين والمستشارين.
سيادة المواطن.. عش كمواطن.. انزل بين الناس في ثوب يشبه ثيابهم.. تخفى وأمشي في الاسواق.. اشتري سلعا بنفسك.. واجلس على المقهى.. قد سيارة.. واركب أتوبيس نقل عام.. شم رائحة عرق المواطن الذي بجوارك واخلع نعليك على باب مسجد صغير في حارة شعبية.
سيادة الرئيس.. لمسنا ضعف معلوماتك عن المصريين في الخارج.. فرجاء رجاء.. لا تستمد معلوماتك من مستشارين ليس لهم علاقة ولا دراية بأوجاعنا.. واستمد معلوماتك من أصحاب المشكلات أنفسهم.. فهم أدرى وأفهم.. ولديهم الحلول والاقتراحات.
سعادة المصري.. اقرأ الصحف ولا تقبل بنشرات صحفية معدة.. شاهد البرامج بنفسك على الهواء مباشرة دون مقص رقيب وقم بمداخلات مباشرة ليعلم الناس أنك معهم.. ولتعلم أنت عن قرب مشاكلهم دون تزيين أو تزييف.
واعلم يا فخامة الرئيس.. ان التحدي الأكبر أمامك هو أن تجد من يصارحك.. ويقومك.. وينصحك.. بإخلاص ومن أجل هذا البلد.. فإن وجدت هؤلاء فثق أنك ستأخذنا إلى الطريق الصحيح.. وإن لم توفق فيهم فاعلم مع الأسف أنك تمشي على خطى سابقيك ومصيرك مصيرهم.
وتجدر الإشارة هنا أن نؤكد لك وبمعلومات صحيحة.. أن حملتك الانتخابية كانت من افشل الحملات.. قام عليها أناس متكبرون.. جهلة.. فاشلون.. فلا تتكئ عليهم في مستقبلك.. ونظف القصر من كل مغرور.. واهم.. يعتقد أنه فوق البشر ويفهم عنهم.. هذه هي البداية وهذا هو مفتاح النجاح.
نأمل أن تصلك رسالتنا وأن لا يمنعها عنك أولئك الفشلة المغرورون.. وفقك الله يا سيادة الرئيس.. وسدد خطاك.. وجعلك فأل خير على مصرنا الحبيبة.