ثوار..يشربون الدم!!-بقلم محمود الشربيني
-قبل ان تقرأ:اقامت اسرة علاء عبد الفتاح مأتما كبيرا علي طول الفضائيات المصريه والعالميه ، حزنا علي نقل علاء من محبسه في ليمان طره ليلة الخميس قبل الماضي ، بعد ان توافرت لديها معلومات من داخل السجن بانه لم يبيت في زنزانته..فقد شعروا بان خطرا ما يحدق بحياته..
********************
-سري الخبر سريان النار في الهشيم..واكتست صفحات التواصل الاجتماعي بلون السواد والغضب..وانبرت شلة الثوار للتنديد بالفعله الشنعاء والتحذير مما يبيت لعلاء"كان ناقص يطلقوا نداءsave alaaعلي غرار نداء جولدا مائير الشهير في حرب 73:saveesrail .bbcاذاعت الخبر..وصحف اشارت للواقعه ملمحة بان خلافا ما وقع مع امن السجن اثناء زيارتهم لعلاء يوم الاربعاء ..الاديبه اهداف سويف(خالة علاء)تحركت نحو الاعلام الدولي والدكتوره ليلي(والدته)تحركت نحو الاعلام المصري.المشكله الكبري كانت ان علاء لم يبيت في زنزانته ليلة الخميس،مايعني ان اسرته وعلي مدي يومين لن تعرف عنه شيئا، حتي تبدأ يوم السبت في تعقب ماجري لعلاء وهل- من باب التكدير-وضع في زنزانه انفراديه ام ان رجال الامن"عملوا عليه" حفلات"؟
-كاد زميلنا محمود سعد يبكي وهو ينصت لأم علاء وهي تشكو اليه انهم لايعرفون مكانه..وشعرت بمحمود كما لو انه يريد ان يهاتف وزير الداخليه ليساله :فين علاء ياسيادة الوزير..لقد ابكت ليلي سويف الافئده هذه الليله!
-انا ايضا تعاطفت معها وبقوه..وانتظرت مع الاسره حتي السبت لاعرف ماجري..فاذا بعلاء بعد ذلك بقليل يخرج بكفاله علي ذمة قضية التظاهر المحبوس بشانها..مع انه كان خائف"ينطس"فيها حكم . وتوقعت بعد ذلك ان تكون هناك حكايات من دفتر السجن يرويها علاء عن ذكرياته هو وماهر ودومه واخرين سجنوا في اطار دولة القمع البوليسيه التي عادت لتحكمنا وتقمعنا باشكال اسوا مما حكمنا به مبارك .لم يكن لدي ادني مشكله اوخلاف في ذلك..بل ان خلافي مع علاء ليس في تعبيره عن رايه..مطلقا..بل في الوسيله..فاحيانا"يشتط"الي درجة "الاقتتال"مع الاخرين..وغالبا مايلجا الي المقاومه بطريقين: التظاهر وهو حق مشروع(مالم يكن عنيفا)..او ب"البذاءه"وهو منهج يستخدمه للضغط بقوه وبقسوه علي خصومه من ال"عسكر"وال"شرطه"وال"ساسه"مؤكداانهم"ميجوش غير بكده..بالبذاءه يعني.ولنلاحظ هذه الايام البذاءه في اقصي-واقسي-درجاتها المستخدمه مع المشير السيسي)
- اكثر ما اوجعني من كتابات علاء" الانسان"عن ابنه الصغير فيقول: "اللي اخترع الجمله المستفزه دي بتاعت السجن الكبير ده اكيد مش مخلف.اللي اقعد العب فيه مع خالد نلعب في البانيو ساعه ده يبقي اسمه سجن الزاي والنبي اللي مش مقدر الحريه يروح يتحبس بدل الجدعان".
-يلفتني في علاء وشقيقته مني-ووالدهما احمد سيف الاسلام حمد انهم ينشغلون بالمحبوسين علي ذمة قضايا خاصة التي يكون اطرافها الشرطه او الجيش..فلهما قضيه هنا لايحيدان عنها ابدا..لاباس..فعلاء يقلقك علي صحة"دومه"ويكلمك عن"حوسة ماهر ومراته انهم يشرحوا لبنته اللي عمرها 5،سنين هوه فين و"عادل" اللي خطب قبل الحبس علي طول وخطيبته متلخبطه مش عارفه لو زارته ده هيهون ولا يصعب"الخ .ومن الغريب انه لم يفكر في مسالة مهمه وهي ان ياخذ مسافه من هولاء، الذين مهما حدث فلن يتخلصوا من وصمة التمويل الاجنبي ،ولا ملفاتهم في امن الدوله، ولا ادعاء النقاء الثوري، مع انهم كانوا ثوارا بالنهار وومتمولون بالليل والنهار..فالحاصل ان عبد الرحيم علي-بصرف النظر عن كون التسريبات التليفونيه عملا غير اخلاقي-الا ان اسرة علاء كلها" نجت"من هذه المعاناه الفضائحيه..لكن يبدو ان السجن والنضال ضد العسكر"وحد"الرفاق الموصومين مع غير الموصومين..فلم يات علاء مطلقا علي ذكر هذه السقطات لرفاقه الذين ضبطتهم التسريبات متلبسين بابشع انواع التهم واسواها وهي التامر والتعاون والتمول الاجنبي.. كان واضحا انه متعاطف مع رفاق" الزنزانه" ..ويسرد لنااتصاله مع زوجة دومه ليطمئن عليه ، وينقل عن شقيقته مني وكذلك عن ساميه جاهين حزنهما الشديد علي ال 68 المعتقلين في ابوزعبل تقول ساميه:معضله:الزاي في وسط كل الظلم اللي هاجم علينا من كل ناحيه نعرف نلفت نظر الناس ان فيه 68 شاب اتعذبوا واتبهدلوا في قسم الازبكيه!..وتسترعي مني الانتباه الي"سباق يجري علي صفحات التواصل الاجتماعي علي مين له ناس اتعذبت اكتر ومين موته افجع!
- الحقيقه هو ليس سباق يامني..هي مصيبه وماساه ان يكون الاختيار بين التنديد بالسجن او تجاهل نزيف الدم..تقيمون الدنيا ولا تقعدونها لان عددا من المعارضين وضعوا في السجن(بصرف النظر عن مشروعية ذلك من عدمه)وحرموا من اولادهم ومتعة اللعب معهم في البانيو ومتعة الحب بين دومه ونورهان وعادل وخطيبته وماهروزوجته وابنته، وتعرضوا لتعذيب وقمع واهدار حقوق وحريات وفي نفس الوقت لاصوت لكم ولا نائحه ولا دمعه ذرفت علي مقتل الشهيدتين مياده اشرف وماري سامح بالرصاص (اوطعنا!)لم تصدرمنكم آهه او ادانه، ولم تسال اهداف وليلي سويف-ولا علاء(ابو خالد)ولا مني ولا جاهين ولا دومه ولا احد عن مشاعر والدتي مياده وماري ولا دموعهن الساخنه لفقدانهماالمرير لزهرتيهما اللتين في عمر الورد علي هذا النحو البشع..ولماذا يسالون وسعيهم الي مواجهة الداخليه يؤكد رغبتهم في استمرار هذا التفجر والادماء وهذا الاستنزاف اليومي للشرطه والجيش وهذا كله يصب في اهدافهم.ولذلك فان سجن علاء ودومه وعادل و"اصدقائهم وعشيرتهم" يستحق" منهم البكاء والنواح والولوله عالميا ومصريا اما الضرب بالنار والذبح والطعن وتمثيل بجثث سواء للصحفيات او للضباط وجنود كرداسه والمنيا وغيرها فلا يستحق من اي منهم ولو تغريده "حزن"واحده وليس"بوستا"علي طريقة علاء واهداف سويف!!
- بعد ان قرات:حقا ترفضون القمع لكنكم اثبتم عشقكم لشرب الدم!