حقوق الانسان.. للقاهريين فقط 1-2!! -بقلم محمود الشربيني
 
قبل ان تقرأ: لاتتعجب فيبدو انها ارادة الله !!فدكاكين حقوق الانسان في مصر لا تعرف من مصر سوي مدينة القاهره ..العاصمه الساحره. كل الدكاكين المستاجره لبيع هذه البضاعه لاتجدها ابدا في الارياف او القري او النجوع..لافرعا ولا اصل .. فلا يمكن لهولاء "البياعين" ان يجدوا زبائن لهم في غير  مدينة القاهره. وكأن بضاعتهم  جوارب تشتري من محل "جورج" في عدلي..او"بدل" من "موباكو".. او"سينييه" من عند "عوف"..او" جينز" من شارع الشواربي !
*********************
-من المستحيل ان تجد فرعا لدكان من دكاكين حقوق الانسان في اي مدينه خلافا للقاهره ..افيكون السبب قرب هذه الدكاكين من منافذ البيع الاساسيه، في القنوات الفضائيه والصحف اليوميه والاسبوعيه والصفراء ايضا! ام ان زبائن هذه البضاعه هم " القاهريون" فقط..ولا عزاء لاهلنا في الارياف ..فلاحقوق لديهم ولا يحزنون!؟ ومن الغريب انك لو بحثت في الاصول ستجد ان كثيرامن هؤلاء-اصحاب الدكاكين "فلاحون"مثلنا..مع التحفظ الشديد علي "مثلنا" هذه ..جاءوا من  الارياف بحثا عن فرصة غالبا تنحصر في البحث عن وظيفه في  صحيفه "بير سلم"..يبداون منها رحلة صعودهم بمصادقة ضباط المباحث وامن الدوله لزوم جلب الاخبار (والاكاذيب والشائعات واخبار الدعاره) وايضا طمعا في زيارة بيت الله الحرام "بلوشي"واقامه full board))ضمن بعثة وزارة الداخليه السنويه للحج (المبرور)والعمره) المقبوله( مرورا بالتعرف علي وكلاء السياحه) لزوم السفريات الاونطه)والاوقاف( لزوم تملك شقق فاخره بملاليم) وكل هذا لقاء "طرطرة"بعض التصريحات والاحاديث علي صفحات جريدتهم التي  تطبع  عشرة الاف ومرتجعها يناهز العشرين الفا!
-رحلة الباحث عن فرصه- صاحب الدكان فيما بعد- قد تتعثر في البدايه بسبب تاخر تعيينه وانضمامه لنقابة الصحفيين ..ولذا لابد من "شوية اعتصامات علي اضرابات " لزوم مايلزم "بعدها ينفتح الطريق واسعا امام الحديث عن قمع الحريات، وعاش نضال الصحفيين ومع بزوغ فجر اول تصريح صحفي اوفضائي من صاحبنا يصنع الاعلام" اللامهني" من هذا"الاكذوبه" مناضلا.. رغم انه لايعرف ان حزب التجمع يقع في شارع جانبي من طلعت حرب اسمه كريم الدوله ..وانه في الايام الخوالي كان مدير تحرير الاهالي الاشهر(صلاح عيسي) يستقبل زوار مكتبه بلوحة صادمه تستقر فوق راسه او اعلي قليلا  تحمل توقيع مكسيم جوركي تقول : جئت الي هذا العالم كي اعترض)!
- يحلم "دكاكينجي حقوق الانسان" بان يصبح صاحب محل ..فهو ليس اقل من "الكبدجي" الذي افلح في احتلال ناصية شارع "الأديون" فكان فاتحة خير علي آخرين ،فاغلقوا محالهم العريقه في بيع الاحذيه والمستلزمات الاخري، وافتتحوا محالا لبيع الكبده-والسجق- تدر اموالا طائله من دون  ضرائب او اجور عماله او نحو ذلك ..ومثله تماما دكان حقوق الانسان!
- لايهمل "الدكاكينجي"حديث العهد بدهاليز بضاعة حقوق الانسان، بدايات اشتغاله ب" النضال"..فرغم انه "يتدرب"في قسمي الفن او الحوادث، الا انه لايهمل ابدا التواصل مع مصادره من هؤلاء، فهم غطاؤه  المهني طوال الوقت ،ولايبتعدعن من منحوه اول فرصه لارتداء ثوب المناضل ، فهولاء هم راسمال "السبوبه..علي ان طاقة القدر تنفتح امامه بمجرد اطلاقه اول تصريح ثوري علي الفضائيات مطالبا بحقه في التعيين بوظيفة صحفي وبعضوية نقابة الصحفيين دون ان يكون اسهامه الصحفي معروفا حتي لاقرانه علي مستوي صحيفة بير السلم التي "يتغطي" بها!
- وكما يقول جويده في الوزير العاشق:لاتخذل حلمك..ان تخذل حلمك يخذلك، فان هذا "الدكاكينجي"-مدعي النضال، الذي يشتغل بالصحافه- او"يشتغلها"-و الحالم ب "دكان حقوق انسان"-يرعي حلمه رعايه كامله فهو مخبر بالنهار، وبلياتشو ومهرج في العصاري، وداعر في المساء يبحث عن طريده هنا وفريسه هناك،فتارة يتحمس لقضية الاقباط والاقليات،كصاحب ذلك الدكان الذي اهان "ابن خلدون"بالصاق اسمه الي "دكانه"،والذي لاتكاد تعرف احدا ممن يزعم انهم "مجلس امنائه"،ولاتتذكر احدامن شخصياته "سواه"و"بنت زياده"،وعلي غراره تجد الدكاكينجي يدشن عمله بتحليل لتصريح مصطفي مشهور:" علي الاقباط ان يدفعوا الجزيه وهم صاغرون" وبعده  يبحث في حقوق النوبيين (وحديثا حقوق" الامازيغ المصريين)وتارة اخري يتاجر بقضايا ابناء المهجر ..ولابد له هنا من الانفتاح -او الانفشاخ-علي القطريين والخليجيين ثم الاتحاد الاوربي وصربيا واتاوا وواشنطن دي سي،وكلها قبلة الحالمين بالتمويل الاجنبي، حيث عشرات المعاهد التي تعمل تحت عباءة CIAوتفتح صدرها وسيعا لقضايا تمزيق الامه و العالم الاسلامي، من الاقباط في مصر، الي المراه المقهوره في السعوديه،والشيعه في البحرين ، واجمالا الحريات المهدوره في الامه العربيه ..كما لو ان اميركا بالفعل هي واحه للديمقراطيه!
- ويمضي الزمان كما سيمضي دائما ..سيف المعز وذهبه هما " اللي عليهم العين"..فيقترب هذا الدكاكينجي اكثر واكثر من" الشله"  المسيطره علي الاعلام ..فلا امل في نجاح لصاحب دكان -واعلامي متسلق- الا من خلال "شله" تخدم علي بعضها فتاني بهذا لهذا البرنامج وتدفع بذاك للانضمام لفريق الاعداد في تلك القناه، وثالث للكتابه في تلك الصحيفه العربيه التي تدفع بالدولار، ثمنا لفضائح الفنانات والوزراء ورجال الاعمال ، ومن تقاليد الشله دفع الرشوه من الهديه العينيه الي الرزمه الماليه وصولا الي اعلي الذري بالرشوه الجنسيه..يدفعها متاكدا من استرداد قيمتها اضعافا.
- يؤمن هؤلاء بان حقوق الانسان للقاهريين فقط ..فتجدهم  يختارون لانفسهم شقه بوسط البلد، يقترضون لتاثيثها باربع مكاتب وتليفونات وفاكس وخط دولي من بنك مصر وينشرون اعلانا في صحيفه يطلبون للعمل لديهم" آنسه" و"كام محرر بالحته.. كل منهم نجار وألفطي" كما يقال..وبعد ذلك يبدا صاحب الدكان اولي اعماله بدعوة الفضائيات والمراسلين الاجانب لحضور اول ندواته لمناقشة احوال حقوق الانسان، وعلي"حس" العمليه يرسل لبروكينز وكارنييجي وللاتحاد الاوربي وهيومان رايتس طالبا منحه ماليه لمشروعه البحثي، ولا ينسي ان يعطيهم رقم حسابه السري ومع تلقي اول دفعه يدشن "الدكاكينجي"اولي خطواته صعوده السريع نحو بيع الضمير باقتدار علي وقع قاعدة " احلي م الشرف مفيش"..ويكتسب لقب (ناشط حقوقي)!وللحديث بقيه