طيب!!!
حكومة..«مقاتلين»؟!
..لم أكد أستوعب مقولة رئيس الوزراء المكلف إبراهيم محلب، إن حكومته ستكون «حكومة مقاتلين»، حتى بدأ الرجل في تقديم «تنازلات»!! للمثقفين تارة، فيتنازل عن تكليفه أسامة الغزالي حرب لوزارة الثقافة،.. وللقضاة تارة اخرى؛ فيتراجع عن اختياره المستشار محفوظ صابر لوزارة العدل،.. ولا أعلم إن كان سيتخلى عن د.أشرف منصور المرشح وزيراً للتعليم العالي، في الحكومة التي ينتظر أن تبدأ «قتالها» فور تأدية القسم.. والله أعلم!.
..مؤشر آخر سلبي «نكّدَ» علينا خلال الأيام الماضية، لا يبشر بأي خير،.. فوزارة المالية المصونة ستطرح اليوم «الأحد» أذون خزانة بقيمة 5 آلاف مليون جنيه مصري، تنضم الى أذون أخرى طرحتها يوم الخميس الماضي بقيمة 6.5 آلاف مليون جنيه، أي 11.5مليار جنيه ديوناً تضاف الى كاهل «حكومة المقاتلين»، والحكومة التي ستأتي بعدها!!
يا معالي رئيس الوزراء، تعرف – شخصياً – إعزازي لشخصك، واحترامي لمثابرتك، وتقديري لأسلوبك في العمل،.. ولكن لماذا أصبح «أول القصيدة» تنازلات؟..
هل تصورتم معاليكم ردة فعل الموقف «الغريب» الذي تعرض له أسامة الغزالي حرب، والذي خرج من لقائكم الذي كلفتموه خلاله بحقيبة وزارة الثقافة ليعلن لوسائل الإعلام إنني سأفعل.. وأفعل.. وأخرج من ردائي الحزبي.. ليجد نفسه بعد ساعات «يخرج» من التشكيل الوزاري؟!.
والسبب أن جماعة «المثقفين» اعترضوا!!.
ثم وبنفس الطريقة تقريبا يتم التعامل مع المستشار الجليل محفوظ صابر،.. والسبب أيضاً أن بعض السادة القضاة، حفظ الله مقاماتهم العالية، وأبعد عنا وعنكم غضبهم، قد اعترضوا.
..يا معالي رئيس الوزراء، أستحلفك بالله أن تنطلق بقوة لتنقذ الوطن الذي أثخنته جراح أبنائه قبل أعدائه، لا تلتفت لأحد، فوالله مهما فعلت فلن ترضي كل الناس أبدا، فقط عامل ضميرك، واتق الله في مصر التي وضعها الله أمانة في عنقك،.. وواجه التحديات الجسام التي تضرب معاولها «أساسات» أم الدنيا، أعد الأمن لأهلها، والأمان لقاطنيها، والثقة لزائريها، وحرك ماكينات المصانع المتوقفة، ومحركات الورش المتعطلة، وضخ الدماء في شرايين الاقتصاد التي قاربت التجمد، ليعود المصريون للعمل والإنتاج، ويعود الرزق الوفير لأفواه أطفالهم، وابعد الأمراض عن الفتك بأجسادهم، وأعد لمصر مكانها ومكانتها..
عند ذلك.. وعند ذلك فقط، سيضعك المصريون في عيونهم ويسكنونك قلوبهم، ويكتب التاريخ اسمك من نور في سجل وزراء مصر العظام.
أما ما عدا ذلك فاسمح لي.. لا نحتمل رفاهيته!!.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66