قبلة على جبين الكويت في يوم عيدها.. أسامة جلال..
من حقنا وليس من حق الكويتيين وحدهم أن نحتفل بأعياد الكويت.. فالكويت وإن كانت بلدهم الأم فهي أيضا بلدنا وأرضنا.. صحيح لا نحمل جنسيتها ولكننا ساهمنا في نهضتها.. أثرنا فيها وأثرت فينا.. عشنا على ارضها الطيبة لسنوات وسنوات.. أكلنا من خيرها.. وأعطيناها عمرنا.
حبنا للكويت لا ينبع من استفادة أو مصلحة.. حبنا للكويت ليس بغرض مصلحة أو منفعة.. ولكنه وفاء وانتماء.. شكر وتقدير.. ارتباط بالأرض والذكريات.. محبة للأصدقاء.. واخلاص للزملاء.. كيف لا وقد قضينا من عمرنا في هذا البلد سنوات طوال قد تتعدى تلك السنوات التي عشناها في وطننا الأصلي.
يحزنني أن اسمع بعض الكويتيين يقولون أن الكويت صاحبة فضل على الوافدين ويسكتون ولا يكملون.. ويحزنني أن اسمع بعض الوافدين يقولون أنهم اصحاب فضل على الكويت وأهلها.. وأيضات يصمتون.
من يحب الكويت أو الوطن الثاني الذي يعيش فيه أو حتى وطنه الأول لا يحبه من أجل مصلحته أو منفعته.. ذلك أن الأمر وما يتعلق بالعمل والكسب الحلال يتعلق بالعرض والطلب.. بالحاجة والمقدرة.. فهل ياترى الكويت كانت ستصرف على الوافد وهو جالس في منزله ولا يعمل؟!.. وهل ياترى الوافد كان سيعمل ويبني في الكويت دون أن يحصل على راتبه؟؟!
العلاقة الاقتصادية بين الكويت والوافدين علاقة عمل مقابل أجر.. وحاجة مقابل عطاء.. أي أنها علاقة تعادل وندية متكافئة ومتساوية.. ومن لا يعجبه راتبه أو ما يحصل عليه من مقابل بإمكانه أن يرحل فهو لا يعمل مرغما.. والبلد الذي لا يعجبه أداء العاملين فيه من الوافدين بإمكانه الاستغناء عنهم.. إذن فهي علاقة متعادلة متكافئة لا لبس فيها ولا فضل فيها لطرف على آخر.
وأما المحبة والارتباط بالبلد والاستعداد لمساعدتها بدون أجر أو مقابل فهذا شيء آخر.. شيء ينبع من داخل الإنسان.. له علاقة بأصل البشر وتربيتهم وطبيعتهم.. له علاقة بالنفس البشرية.. وبالذكريات.. وبالتاريخ.
أعلم أن هناك نفوس مريضة حاقدة وكارهه لنفسها.. لكنه من حقي أن أقول رأيي رغم أنف أي حاقد أو حاسد.. وأعلنها مدوية عالية.. أحبك ياكويت.. قولوا نفاقا أو خداعا أو من أجل مصلحة.. قولوا ماشئتم ولكني سأضع رغم كل شيء قبلة على جبين الكويت.
قبلة على جبين الكويت التي فيها نحيا وربما نموت.. فيها نعمل ونتناسل ونأكل ونتسامر ونفرح وايضا نحزن.. فيها المعاش وفيها المشاعر تنمو والحنين للوطن الأم يزيد والاشتياق يكبر.
قبلة على جبين الكويت التي لا تنسى وطننا الأم وتذكر له مواقفه المشرفة.. ووسط كل ما يحدث للوطن من مؤامرات فيه وعليه.. نجد بلدنا الثاني هذا يقف ليساند وطننا الأم.. فهل نبخل بقبلة على جبين بلدنا الكويت.
قبلة من مصري لا يمثل إلا نفسه.. وحتما هناك كثيرون مثله .. يحبون هذا البلد لا لمصلحة ولكن لطيبها وحكمة قيادتها.. ونبل شعبها.. وللسنوات والعمر الذي قضيناه هنا على هذه الارض.
كل عام وأنت بخير ياعروس الخليج ويا درة العرب.. كل عام وأنت بخير يا كويت.
المواطن.. المصري.. أسامة جلال.