طيب!!!
موحشتكوش
..مصر؟!
.. كان ليومي الخميس والجمعة طقوسهما الخاصة المحفورة في عمق الذاكرة.. فُسحة «خميسية» رائعة تتضمن غداء «بره البيت»، غالباً في نادي المعلمين أو نادي ضباط الجيش، و«تسكع» في شوارع وسط البلد تبدأ بشارع «فؤاد» - 26 يوليو حالياً - وتمر على عماد الدين وسليمان باشا وعدلي وقصر النيل، ولا مانع من استراحة لتناول آيس كريم جروبي الشهير (كاساتا)، أو (برو&<700;يترول) «الأمريكين»، ثم «الانحناء» ساعة أو اثنتين على «فرشات» كتب سور الأزبكية، قبل العودة الى اللحاق بحفلة 6 مساء في إحدى السينمات القريبة، وعادة ما تكون قد سبقها «خناقة» خفيفة بين أفراد «المجموعة» من محبي الأفلام العربية الذين يفضلون التوجه إلى سينمات ري&<700;ولي وديانا وميامي والأوبرا،.. ومؤيدي السينما العالمية من عشاق سينما: مترو.. وأوديون وراديو (قبل أن يحتلها باسم يوسف وبرنامجه)، وغالباً ما كان يتم الاتفاق على أن يكون «خميس» لفيلم عربي، وآخر للأجنبي.
أو العودة للمنزل مبكراً، لقضاء السهرة مع الأسرة أمام قناتي تلفزيون لا ثالث لهما هما 5 و7!! حتى لا تفوتنا حلقة من مسلسل تلفزيوني أبيض وأسود، ربما حمل اسم: «الساقية» أو «الضحية» أو «الرحيل».. أو مسرحية «سكة السلامة».. وغيرها..
المهم.. يأتي يوم الجمعة بصباحه «المتأخر»، فالحركة تبدأ في المنزل من التاسعة صباحاً، والإفطار بعدها بقليل فول بالزيت الحار، وطعمية سخنة وعسل أسود بالطحينة، وبيض مقلي وقشطة بالعسل (بعد 6 أيام سندوتشات جبنة ومربى!!)، ثم طقوس الاستعداد لصلاة الجمعة، ومفاجآت «جدو» التي لا تنتهي، فكل «جمعة» مسجد مختلف.. السيدة زينب،.. الحسين.. الأزهر.. عمرو بن العاص.. السلطان الغوري.. السلطان أبوالعلا.. الخضيري.. قلاوون.. محمد علي في القلعة.. الإمام الشافعي.. السيدة نفيسة.. مساجد لا يمكن نسيان ملامحها.. ولا تقاطيع صحونها ومقاماتها، ولا تعابير مرتاديها.. وهدوئهم وخشوع حركاتهم.
ثم العودة لاجتماع العائلة على غداء مميز ومختلف في الايام العادية، ويعقبه الاستعداد لزيارة أحد الأقارب، او انتظار الزائرين من الأهل والأصدقاء.
.. وحشتني رائحة شوارع «وسط البلد» النظيفة المغسولة، وأسياخ «الشاورما» في الكافتريات الصغيرة أمام السينمات، والشباب والبنات بابتساماتهم المتفائلة،.. وسلام الأصدقاء عقب صلاة الجمعة، وحتى «خبث» الحاج سعيد بائع الكتب على سور الأزبكية وهو يسحب نسخة قديمة من «الأمير حمزة البهلوان» او «ألف ليلة وليلة» النسخة القديمة، وهو يقسم انه شايلها عشاني مخصوص وثمنها نص جنيه بس!
.. أنا شخصيا.. مصر اللي اعرفها وحشتني مووت.. موحشتكوش مصر؟!.. طب ممكن نحافظ عليها عشان اولادنا؟!
يارب احفظ مصر وشعبها من كل سوء.. يارب.
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66