طريق القتل السريع !!-بقلم : محمود الشربيني
قبل ان تقرأ: نجا اللواء محمد ابراهيم وزير الداخليه من محاولة اغتيال ..لكننا كل يوم نغتال مرات عديده نسير في شوارع من نار ..قد يطل علينا القتله ببنادقهم الاليه في اي لحظه ! كيف يمكن لمواطن ان يتعايش مع احساس كهذا؟! في لحظه قد تسدد بندقيه الي ام راسه ..تامره ان يختار بين حياته او سيارته لو اننا كنا في بلاد ارقي واكثر تنظيما واكثر تفعيلا للقوانين لكان المواطن اهدا حالا.. فسوف يترك سيارته ويذهب الي قسم الشرطه و يتخذ من الاجراءات مايكفل له حفظ حقوقه في سيارته وحياته ..ومع اننا لانملك احصاء دقيقا عن اعداد السيارات التي سلبت جهارا نهارا من اصحابها، وذهبت اما الي الي غير رجعه ،حيث يتبختر ويتباهي بها المجرم الذي استلبها دون ان تهتز شعيرة في راسه، او ان تعود اليه مقابل تسديد مبلغ معتبر من المال..الا اننا لايمكن ان نغفل جهودا شرطيه في هذا المجال ..ولايمكن ان نوجه نقدا الي هذا القطاع من دون ان نستذكر تضحيات شهداء الواجب الذين يسقطون كل يوم بطلقات غادره علي ايدي قوي ارهابيه افتقرت لكل نوازع دينيه او اخلاقيه!
-يمزقني ويرعبني ان اسمع حكايات مهينه عن مصريين كانوا يباهون دوما بان مصر بلد الامن والامان ،فاذا بهم الان يتحسبون لمجرد خروجهم الي الشوارع لقضاء احتياجاتهم اليوميه .الناس في بلادي يفترسهم العذاب كلما اضطروا للخروج من منازلهم لشراء دواء او استشارة طبيب او ذهابهم الي مواقع اعمالهم ،سواء بسياراتهم او من دونها فهاهي مواطنه تابطت ذراع ابنتها وذهبت لانجاز معامله لها في التامينات والمعاشات ،تتعرض لحادث ماساوي..فبعد دقائق من القائها علينا تحية الصباح اذا بها تعود لتستصرخنا ..وتستنفر نخوتنا :اغيثوني احدهم يستقل دراجه بخاريه هو وبلطجي اخر اقتربا منا وجذبوا حقيبتي وفروا ! هكذا وبلمح البصر ذهبت حقيبتها الشخصيه معهم بكل مافيها من اوراق ومستندات واموال وكروت ائتمان !؟ ذهب كل ماكان معها من مال تنفق منه علي اولادها بعد رحيل زوجها !لقد حملت هذا القليل في حقيبتها راجية الايقع لها ماحدث لجارتها المنكوبه قبل ايام والتي تقطع قلبها لها عندما علمت ان لصوصا اقتحموا شقتها وكسروا بابها ثم لاذوا بالفرار حاملين معهم كل ما طالته ايديهم من مصاغ واموال ! لم تكن تتوقع انها تهرب من مصير كهذا الي مصير اكثر قتامه..لم تكن تدرك ان شهورا من العذاب في انتظارها واولادها ، يبدا باقتراض المال ثم برحلة "قرف"و معاناه لاستخراج اوراق بديله ..يعلم المجرم يقينا انها "ستدوخ السبع دوخات" لاستخراج بديل لها وتلك معاناه اخري!
-وهاهي شقيقة احد اصدقائي تنبئني بان ابنتها الصغري شاهدت وهي عائدة للتو من مدرستها مصرع قائد سياره في"كبد النهار" بعد ان امطره البلطجيه بوابل من النيران خر صريعا بعدها ،ثم استقلوا بكل جراه سيارته وفروا بها ..شيء يشبه قصة الطبيب الدي تحدثت معكم عنه قبل اسابيع ،حينما استوقفه اللصوص الانذال عنوة بوضع احجار في طريقه اسقطته في براثنهم ،بعد ان انقلبت به سيارته الخاصه هو واسرته ثم ظهروا فجاه وبكل خسه وبغير اكتراث ليفتشوا بين الاشلاء والدماء عن امواله وموبايلاته وما يمكن ان يكون بحوزته!!
-الجمعه الماضي هزتني حالة اخري بطلها مهندس معماري اعرفه عن قرب ، ممن يتمتعون بالصلابه ويتحلون بالثقه والايمان بالقضاء والقدر، اذ فاجاني بقوله: خرجت بسيارتي قبل صلاة الجمعه للوفاء باحد الموعيد التي ضربتها لاحدهم ..في البدايه تسرب الي احساس بالقلق والخوف ،وشيئا فشيئا بدات مخاوفي في التزايد مع خلو الطريق الرئيسي من الماره ..عدوت بسيارتي عدوا وانا اتلفت يمينا ويسارا واسال نفسي مذعورا متي ومن اين يخرجون علي ويوقوفونني "ويثبتونني" للاستيلاء علي سيارتي ؟!احساس مقيت ان يتعرض ايمانك لمثل هذا الاختبار امام شعور بالهلع من حدوث مالا يحمد عقباه !
-لقد اصبح شائعا علي طريق قليوب -شبين القناطر وفي اجزاء محددة منه لعلها المسافه بين قريتي "نوي" "وطحانوب" ..ثم بين" كفر شبين" "وشبين القناطر" ان يخرج اللصوص وقطاع الطرق في اي وقت يحلو لهم غير عابئين باحد ..لا بحملات امنيه ولا باكمنه بوليسيه فيشرون الاسلحه الاليه في وجوه قادة المركبات واما انتزاعها منهم، او رصاصه في القلب ثمنا لعنادهم ورفضهم ، من دون ان يؤثر هذا في شيء علي مهمتهم الوضيعه ..ذلك انهم يستقلون السياره ويسلبونها دون ان تهتز لهم شعره واحده!
-ماهذه المصيبه التي تواجه الناس وتداهمهم كل لحظه ؟ كيف للناس ان يتعايشوا مع وضع كهذا؟ هل يمكن للناس ان تصادق الخوف والرعب ؟هل يمكن ان يتلبس احد هذا الشعور وتمضي حياته طبيعيه علي اي نحو فيذهب الي عمله نشطا ويتعامل مع اسرته وزملائه بارتياح.. ويقضي وقته وهو منشرح الصدر وسعيد بما بحياته؟!
-بعد ان قرات : من المستحيل ان تكون هذه هي مصر التي نعرفها من المستحيل ان تكون هذه هي الجهود الشرطيه التي استقرت في وعينا واذهاننا علي تعاقب الايام والسنين ..المؤسف ان هناك متغيرا اخر ..الي جانب غياب الامن وعدم قدرة الشرطه بشكل كامل علي التعامل مع مشكلة طريق "قليوب -شبين القناطر" الذي اصبح طريقا اشهر لممارسة البلطجه والتخويف والترويع ..وهو ان مايحدث علي هذا الطريق من جرائم اصبح يتم امام اعين الناس ..والصادم الي حد القهر هو ان الناس يتفرجون علي المشهد لحظة حدوثه ولا يصرخ احد ذلك النداء الشهير الذي كان مجرد اطلاقه يهز مناطق باكملها فتهب للنجده والغوث"امسك حرامي"! هل يجوز هنا ايضا نطرح سؤالا ماكان يخطر ببالنا يوما -الي جانب سؤال المن وغيابه-يقول:ماذا حدث ل" النخوه المصريه" اذ يبدو انها خرجت ولم تعد !مثلما خرج الامن من طريق القتل السريع هذا في "قليوب" ولم يعد ايضا!!