"ضل"حمدين..و"أمل"السيسي-بقلم : محمود الشربيني

 

-قبل ان تقرأ: "احلي شيء في الدنيا ياولدي ..تزرع ضل"- ابداع شعري لاتستنشق عبيره إلا في "حدائق الابنودي"..ان تزرع ضلا ياولدي ..عبير شعري احمله في قلبي اينما حللت..فوطني النازف دما ودموعا ووجعا يحتاج غرس كل شجيرات الحب والامل لتطرح ال"ضل"الذي نراه يخاصم الشمس في مصر ..ويفر امامها ولا يأنس الآن إلا الي ليل بهيم لا يلد الا"عتمة".. تسكن مكرهةالعقول والافئده..تكشف ان الوطن "ضل"طريقه الي النور ..وانه راح يمسك  بيديه ضوء الشمس يريد حجبه ..ومع انه حارق يشوي الوجوه والابدان الا ان كثيرين منا يقبضون عليه كما يقبض الانسان علي جمر النار ..مع فارق ان  القابض علي هذا الجمر لا يعرف الطريق ايضا الي " الجنه"!

-..والطريق الي ال"ضل الجنه" يمر بدروب ومسالك يعرفهابالبصيره اكثر

 اهل مصر البسطاء والكادحون المعجونون بطين الارض،

لكن لايعرفها السياسيون الذين يوسعونه ضربا وتبريحا طوال الوقت من دون ان يغرسوالحمايته شجيرة واحده تزهر "ضلا"..ويشعر بها جيل جديد فوار فواح الثوره..لكنه في فورته تلك، وفي عنفوانه البازغ فجره مع رياح الثوره الينايريه العظيمه..ينسي انه يحتاج فاسا يقلب بها الارض وسمادا يساعد النبات علي مقاومة الافات ومياها تجري بقوه في شرايين الترع والقنوات فتمنح الثمار الوليده روح الحياه ..انه الانقطاع المفجع بين الاجيال !

-        انقطاع الاجيال -او تواصل الامال لافرق - سمة عامه في بر مصر فكيف بنا "ياخال"في هذه الحال، نزرع مانهفو اليه من "ضل"..يهيم الوطن علي وجهه بحثا عنه؟الطريق واضحه بدروبها ومسالكها كما علمتنا الحياه وكما قالت الكتب وكما خبرت المجتمعات لكننا نصم آذاننا عن السمع ..لايسمع الناس -في اغلبهم- سوي صوت انفسهم ..وكان الامل ان يسمعوا صوت الضمير في بلد اختارالمستشرق جيمس هنري بريستد ان يضع عنوانه لكتابه عن بلدنا الحبييب يقول هنا بزغ"فجر الضمير"!

-        مصر الان رهينة بين هذين الجيلين ..جيل يمتلك في يديه كل وسائل زرع ال"ضل"..لكنه يزرع "الحصرم" اويلقي ب"الغام" في الطريق نحو تهيئة التربه لغرس بذور الامل والفجر الجديد،الذي يحلم به المصريون  منذ عقود طويله ..تفجرت ينابيعه مع ميلاد ثورتيه العظيمتين..لكنه يتبددعلي علي صخرة مصالحهم وحساباتهم ومواقعهم التي يحلمون -مجددا-بالامساك بها ولو امسكوا في الوقت نفسه ب"تلابيب" الوطن فخنقوه..وجيل لا يتيح لنفسه ادني فرصه ل"فرز" المواقف والاشخاص التي يمكن ان تكون كالجواهر المخبوءه تحتاج الي "صائغ" ماهر يدرك قيمتها فيزيل ما علق بها من "سخام" علي مر العصور ويصر علي ان يتخلص من كل هذا الميراث القديم ولو امكنه ان يبيده ..او يسحقه ب" البياده" ايا كان نوعها!

-        هل يستطيع احد ان يقول لنا لماذا تدور في هذه الدائره الجهنميه من دون ان ننجح في زرع "شجيرات الضل"؟ لماذا يصر الجاثمون علي كراسي السلطه استنساخ الافكار والسياسات القديمه؟

-        "قوم يامصري" غناها سيد درويش مطلع القرن العشرين..و"يامصر قومي وشدي الحيل " غناها الشيخ امام -من ابداع النجم احمد فؤاد في نهايات القرن الماضي ..لكن مصر التي لم تكن "تنم"-كما شدا محرم فؤاد يومافي العصر الناصري -نامت منذ الانقلاب الساداتي - المباركي(اللامبارك)الذي كان بداية للفقدان الق مصر وبريقها وخفوت رايتها ..حتي سقطت تلك السياسات المقيته بفضل ثورة الشعب المصري ..لكن المفاجاه المذله ان مصر لم تقم..ومع كل هذه الفوره والحيويه في المجتمع المصري الذي اصبح مسكونا بالشان السياسي ومشغولا به آناء الليل والنهار الا ان نفس الاداء العقيم يطغي ويتجبر..فجوقة المنافقين تكتفي بالغناء ..او بافكار ترسخ لميلاد"مبارك"الجديدوان كان بثوب يلائم العصر الحديث!!

-        يقدرالمصريون انحياز الجيش والمشيرللشعب المصري لكنهم لايريدون ديكتاتورا جديداو يحلمون بمعركه انتخابيه نزيهه يخوضها هذ الرجل الذي يمثل "الامل والانقاذ"عند كثيرين،لذاعليه الاينصت ل" صانعي الفرعون"- كما كتب زميلنا محمد هزاع- واري بوجوب ان ياخذ مسافه من هؤلاء لكي لا يضروا بسمعته ..او يحسبوا عليه بل انه -وان يعلن لنا عن هؤلاء الرجال الذين سيكونون عماد فريقه الرئاسي المستقبلي ..ذلك اننا حتي هذه اللحظه لم نر اثرا لهذا الصائغ الذي يرفع  الدرر المصريه من  تحت ركام السياسات والايام والسنين التي فاضت بالفساد والمفسدين!

-        من يزرع "ضل" الوطن؟ بعد انسحاب ابو الفتوح من السابق الرئاسي "المامول"وبعد اعلان حمدين صباحي عزمه خوض هذا السباق في ظل ماتاكد عن تقدم المشير السيسي لنيل ثقة الامه نتساءل مالذي يمتلكه "حمدين" ولايمتلكه السيسي"والاجابه ببساطه ان حمدين يمتلك كثيرا مما تحتاجه غالبية الشعب المصري الان كسياسي مصري شاب يمتلك الوعي بدور مصر وامكانياتها ولديه حلم ان يزرع "ضل"..اخذا في الاعتبار انه ابن للمشروع الناصري..ومن هنا فقد يصطف حوله الكثيرون ممن يرفضون وصول جنرال عسكري الي السلطه- ولا ندري ما العيب في ذلك ؟!-ومن ثم فان قوي ثوريه عديده وان اختلفت معه لكنها -لاجل ابعاد العسكر عن المشهد- مستعده " ان تبلع ل" حمدين"الزلط"..مايعني انه سيكون منافسا شرسا للمشير..الذي ان كان تاريخه العسكري يؤهله ليزرع مدفعيته الثقيله في ارض القتال فان تاريخه المشرف هذا لا يقطع بانه يعرف كيف يزرع ال"ضل" ويمتلك الحلم في انهاض الشعب المصري !

-        بعد ان قرات:يمتلك السياسي حمدين صباحي حلم ان يزرع" ضل"..ويمتلك المشير السيسي طاقة تفجير مدفعيته الثقيله من اجل حماية امن الوطن بمايمكن الناس من استعادة الامن والتاهب لتحقيق حلمهم الثوري الوليد ..لكن السؤال هو كيف وهذا الانقطاع الحادث بين الاجيال يمكن ان يلتقي زارع الضل مع مالك المدفعيه الثقيله فيشتركا معا في فريق-رئاسي- واحد يضم خبرات كشف عن نقابها صائغ ماهر فيطلبوا كفريق رياسي واحد ثقة الامه حتي نغني من جديد مصر قامت(عادت شمسك الذهب)!