وريقاتكم سقطت عن
عوراتكم!-
بقلم
:
محمود
الشربيني
-قبل ان تقرأ: اليست مفارقه مدهشه ان نكتشف اليوم -من دون ادعاء الحكمه باثر رجعي- ان مصر الثائره لم تكن جاهزه-وربما حتي الان- للتغيير الثوري العاصف ،الذي كان مجرد
طيف يلوح علي خيال كل حالم بالاصلاح والتغيير والتقدم ، ثم فاجأنا كالبركان في
ثورة يناير المجيده؟!
-من ذا الذي كان يستطيع التنبؤبانفجار
عاصفة التغيير؟ لكنها حينما هبت كان مفاجئا-بل ومفجعا- الايكون هناك احد جاهزاللتعامل معها
علي هذا النحو الفاضح المخزي الذي يفاجئنا كل يوم! فخلافا لما يقال بان"الاخوان المسلمون"كانوا جاهزين اكثر من غيرهم فهذا لم
يكن صحيحا بدليل ان ماانتظروه 80 عاما اطاح به المصريون مرتين في عام ونصف ..مره باقتلاع الحاكم الاخواني وعزله
،ومره برفض دستوره ووضع دستوراخر جديد في
سابقة تصويت لم تحدث من قبل في مصر!
-اندلعت الثوره ثم حان موعد موجتها
الثانيه في 30 يونيو 2013 ،فاذا بنا نطل وبكثافه علي عيوب المجتمع المصري بكل سفور
ووضوح ..عيوب اطلت براسها
بقسوه ،وتناقلت الناس ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي تلك المخازي والعيوب التي
تلوث الثوب المصري وتكشف اتساخه الشديد..فهاهي الاكثريه موصومه بالفساد،
والنخبه التي تعلقنا بها وباهداب الامل فيها طويلا موصومه بانها كاذبه مخادعه،و
تتمترس خلف بريق اعلامي زائف ،وثوار ماإن ان نجحت محاولتهم وقدرتهم علي الحشد
ولاحت نذر التغيير حتي سعوا الي ارتكاب خطيئة المسلمين في" غزوة احد".. حيث تركوا مواقعهم
في الميادين وهبطوا علي (المشهد السياسي ..والاعلامي) يبحثون عن الغنائم والاسلاب والسبايا..في محاولة لاستبدال تاريخ ناصع نقي
جديد بتاريخ ملئ بكل انواع واصناف الضعف البشري (بحشيشه ونسوانه وبفقره وبديونه
وبشلليلته ومن يستطيع ان يمول لياليه الحارده والبارده معا !!) حلموا بمحو "ملفات" تاريخهم السابق
باستيكه، من خلال اقتحام "سوكه"وشركاه مقر امن الدوله ،لاعدام
الملفات وبدء حياه جديده علي نضافه ! لقد ارادوا هدم جزء من تاريخهم ليبنوا
لهم تاريخا جديدا من النقاء من دون اخطاء او شوائب او موبقات انسانيه..شانهم في ذلك شان بقية شرائح وفصائل
المجتمع المصري التي لها اخطاؤها وخطاياها لكنها لم تسقط في نفس الفخ الذي سقط فيه
الاخوان والثوار وعدد من السياسين الذين ما ان افتضح امرهم الان حتي سالوا السؤال
الخطأ وهو :هل يجوز هذا
االافتضاح لنا علي نحو غير قانوني كهذا في حين ان السؤال كان يجب ان يكون :وماذا بعد هذا الافتضاح ؟اانتم معتذرون
ام آسفون ام ماذا؟!
-هبط ثوار واخوان
وساسه ومسئولون من قمة جبل احد، ساعين نحو الغنائم فكانت الهزيمه المنكره التي
ربما سجلت باجهزه "تكنولوجيه!"او سجلتها اجهزة"امنيه"..او تبادل ابطالها
تسجيلها كل للاخر توقعا للحظات تصفية الحسابات فكانت النتيجه ماساه مكتملة الاركان
!
-انشغل هؤلاء بالملفات والمناصب و
بالنسوان وبعطايا وهدايا الاخوان !تركوا الوطن يحترق بينما كانوا يعقدون
صفقاتهم مع الاطراف المتصارعه علي طريقة(هذه لي في الصباح وهذه لي في المساء
وهذه لي بين الظهيره والمساء ) فهذا
سياتي وزيرا وهذا رئيسا وهذا رئيسا للحكومه ، اما الاخر فانه غارق في خلافه مع
الناس حول المسمي الذي يمكن ان يقدمه به المذيع للجمهور في برنامجه التليفزيوني؟
وربما كان ايضا غارقا في علاقاته الانسانيه،التي لانقربها وان مزقنا انهم في غمرة
ذلك كانوا يتركون الوطن يحترق ، بالطريقه التي شاهدناها مرات عديده(بالكربون) كحرق المجمع العلمي ومبني وزارة
الماليه ومنطقة فندق سميراميس !
- تركتمونا
نحترق مع الوطن ،ثم فوجئنا بكم تظهرون في القصر الرئاسي بعد ذلك، مستشارين وداعمين
وممولين ..
اكتشفنا
بعد ذلك ان العشرات منكم خلايا اخوانيه نائمه من الجوادي الذي نسي قيم العلم واخذ
في السب والكذب الي سيف (سكين) عبد الفتاح الذي عين مستشارا للرئيس
المعزول مرسي ثم استقال "كده وكده" وكنا نحسبه علي
المفكرين فاذا به اخواني عتيد.. الي
رجال قضاء كنا نظنهم مستقلين فاذاهم اولاد "ستين في...."وصولا الي زملاء
واصدقاء مهنه حميمين كنا نظنهم ليبراليين فاذا هذا كله سراب خادع ،وانهم تحت ستار
الليبراليه ورفض الحكم العسكري لم يكونوا غير خلايا نائمه ونائحه حاليا للاخوان " الارهابيين"!
- اكتشفنا خداع العشرات منكم بعد ذلك،ولم يؤذكم
حريق الوطن ولم تسالوا مثلنا من الذي يحرق ؟ هل هم الاخوان هل هم الفلول هل هم
البلطجيه هل هم الاشتراكيون الثوريون ؟ ولماذا سمحت لهم بذلك شرطة عسكر حمدي بدين ؟حتي افقنا علي خديعة "عنان" المسكين ،
الذي تبين انه مرشح رئاسي محتمل مدعوم من الاخوان المسلمين ؟ من
حرق الوطن ولايزال يحرقه ؟من دون ان نسمع صوتا للثوار والثائرات المشغولين بما افتضح من تسريبات وليس بتوضيح
ماورد علي السنتهم من مكالمات ! حريق
الوطن يتم امام اعينهم وتحت سمعهم
وابصارهم من دون ادانه من احد منهم من دون ان يمزق افئتدهم اي خساره لاموال
عامه او لاثار مهمه او لتراث علمي او
لمقدرات الوطن!لا احد يهتم بحرق
الوطن المهم الملفات كيف تاتي والتسريبات كيف توقف والتمويل الاجنبي كيف يطرمخ
عليه والتخابر كيف يقبر في الادراج!
اليس
مرسي هو الاخر مذعور من ملف التخابر ؟ الم يهزكم شيء عن سمعتكم التي مرغت في
التراب فتذهبون جميعا الي النائب العام طالبين التحقيق وتتقدموا الي الشعب بتوضيح
عن هذه "الجرائم التي وردت
علي السنتكم وشهدت بها انفسكم ولم يعد
ينفع فيها مداراه او مواربه وكان الامر لم يكن ؟ لا ايها الساده العيار الطائش خرج
من البندقيه واصاب الهدف ولن يعود!
- من
اسف اننا لم نكن مستعدين لانفجار عاصفة الثوره المصريه بدليل اننا ونحن علي مشارف
الذكري الثالثه للثوره ليس لدينا خطة عمل واضحه للتقدم نحو المستقبل ؟ولسنا علي
قلب رجل واحد في في مايخص وقف نزيف الدم في مصر فهذا لايري امكانيه لذلك من دون "هدم المؤسسه العسكريه" وهذا لايري امكانية
لذلك من دون اباحة حق التظاهر وعدم محاكمة المدنيين مطلقا امام محاكم عسكريه 0 ليس
هذا وحسب بل اننا لم نتوافق علي كيفية اختيار الرئيس القادم فبعضنا يهلل لتفويض
رئيس عسكري وتزكيته بلا انتخابات وبعضنا يدعو لحشد جماهيري لاجبار قائد الجيش علي
الترشح !!
يحدث
هذا كله ولم نتمكن بعد من حسم امرنا وهل نبدا بانتخابات البرلمان ام بانتخابات
الرئاسه ..بل اننا لم نوقف
الفساد في المال العام فلم نقرر بعد تطبيق الحد الاقصي للاجور ولم نقرر بعد منع
توريث المناصب القضائيه والاكاديميه ونحو ذلك من مفاسد تنوء بها الدوله!
- بعد ان قرات: هدم الدوله القديمه كان ولايزال املا
لكل الحالمين بمستقبل افضل لهذا الوطن ..هنالك اجماع علي هذا الهدف..حتي لدي المواطن العادي ..لكن الفرق المهم ان المواطن يريد ان
يهدم سياسات فاسده ويبعد رجالا فاسدين وتغيير وسائل فاسده في منظومة شامله وليس
تدمير مؤسسات الدوله، لكن رغم اننا علي مشارف الذكري الثالثه للثوره لم نحصد شيئا
سوي اننا اسقطنا اوراق التوت عن كثير من العورات .. فقط!