طيب!!!
 
الرئيس القادم.. والدواء المرّ
 
والله إنني لأشفق على رئيس مصر المقبل مما ينتظره، ومما سيضطر إلى اتخاذه من قرارات.. أيا كان هذا الرئيس، وأيا كانت خلفياته أو اتجاهاته.
الكارثة أن شعب مصر سينتخب «الرئيس»، ثم يتنحى جانبا بعد المجهود الشاق والعظيم الذي بذله، منتظرا ان يكافئه الرئيس على انتخاب شخصه الجليل، فيصدر حزمة من القرارات «الرائعة» التي تعوض الشعب الغلبان عن معاناة الـ60 عاما الأخيرة، فيلغي الضرائب، ويخفض الأسعار، ويعالج المرضى، ويقضي على فيروس سي والفشل الكلوي، ويوصل مياه الشرب النظيفة لكل بيت في مصر، ويقضي على الأمية، وينسف البطالة، ويمحق الإرهاب، وينقذ أطفال الشوارع، ويحول العشوائيات الى كومباوندات فارهة، ويستبدل التوك توك ويحل محله ليموزين لندن، ويملأ الأرض عدلاً.. وفرحاً.. وسروراً.
لكن الحقيقة التي يجب أن نعلمها جميعاً هي أن الرئيس القادم، وعصاه السحرية إن وجدت، لن يستطيعا فعل شيء مما نحلم به لمصر، دون أن ندرك -  نحن المصريين - أن ثلاث سنوات عجاف مضت منذ يناير 2011، أغلقت فيها آلاف المصانع، وتم تبوير آلاف الأفدنة السوداء والبناء عليها، وهرب السائحون وتحول العاملون في السياحة إلى عاطلين، وحمل من استطاع من المستثمرين أموالهم إلى أماكن ودول أكثر أمناً، وامتنع المستثمرون الجدد عن ضخ الأموال، وشحّت فرص العمل فزادت البلطجة، وتغيرت سلوكيات كثير من المصريين، وعاث «الإرهاب» فساداً، حتى وصل الأمر لسحل جثة «جندي» بالجيش المصري والطواف به على عربة مكشوفة في قرى المهدية بجنوب رفح بعد معارك بين الجيش والتكفيريين!!
.. وللأسف إذا أراد الرئيس القادم أن ينجح فسيضطر إلى إصدار قرارات «كالدواء المر»، وعلينا تقبلها، فالعودة إلى العمل فوراً.. وبكامل طاقة كل فرد مصري ستكون أولى الأولويات، ثم تتوالى الإصلاحات في قطاع الأمن الذي يجب أن يعود بمصر بلد الأمن والأمان، ولن يحدث ذلك بسلاسة أبدا في ظل وجود انقسامات حادة بين فئات الشعب، وأموال تضخ لإفشال الرئيس أياً كان، ثم إصلاح النظام الضريبي، ونزع الامتيازات التي تتمتع بها بعض الفئات دون وجه حق، ومواجهة القوى المحيطة التي رصدت المليارات لاسقاط مصر – الدولة والنظام بشتى الطرق، ثم السير بعربة مصر الجريحة في حقول الألغام المحيطة بنا من كل صوب في ليبيا والسودان وغزة وفلسطين المحتلة، وسورية.. حيث لا نعرف حتى الآن من العدو ومن الصديق؟!
أهلي وإخوتي وأبنائي،.. تهيأوا منذ الآن لعطاء غير مسبوق، تستحقه مصر من كل مصري، ولا تتعجلوا ثمار العطاء .. فمشوار الرخاء الطويل.. يبدأ بخطوة!
وحفظ الله مصر وشعبها ورئيسها القادم من كل سوء.
 
 
 
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66