كانت ثورة ..كانت هوجة..قول زي ماتقول وتخيل لكن أوعى تنكر إن الكل كان مخنوق طهقان..الفرحة كانت مكتومة والحزن جوه ىالقلوب والناس مكلومة والكل زعلان..توريث وتجريف لكل حاجة حلوة في حياتنا ونخبة وناس مطحونة مدفوسة في الطين وشباب ما بين عاطل وغلبان..كنت تشوف وتحس بالهم عالوجوه والألم محسوس وموجود وكتير ضاق عليهم الوطن وظهر الهم عليهم وبان..اللي معاه واللي معدوم واللي مرتاح واللي حتى من الستر محروم ماهو صعب تلاقي الوطن والمواطن في حالة هذيان..أسوأ مافي الحكاية التجريف من الكفاءات وتجفيف كل أمل من القيادات وزرع اشباه وعوادم أصحاب المواقف والقدرات كل ده حصل والخلاصة ضاع الأمل في العدل والأمان..علشان كده الشعب ثار ونرجع نقول كانت ثورة كانت هوجة قول زي ما تحب المهم الشعب راح الميدان..وفرحنا وقلنا خير وحلمنا ربنا يعوضنا عن الماضي اللي كان..لكن على رأي المثل الشعبي يدي الحلق للي بلا ودان..عملنا ثورة وضحينا بشبابنا ولهطها الغربان..لكن ربك كان له حكمة بليغه قالها في كتابه العزيز "تمكرون ويمكر الله" وفعلا ولى علينا الإخوان.. قالوا " رب ضارة نافعة " وده اللي آمننا بيه واللي اتحقق قدام عينينا بالدليل والبيان..!!     

     البلد دي شافت كتير أيام فرحة لكن كمان شافت أكتر سنين عذاب..لما الحق بيضيع بين الناس والهم بيزيد والأمل يتسرسب من بين إيديك أكيد يبقى العدل غاب..إحساس مرير لما تلاقي حقك في الوطن بيضيع وإن الحكم بيتحكم فيه جماعة من الذئاب..نخرج من حفرة التوريث نقع في دحديرة الكوابيس والعيشة زادت هباب..قالوا مشاركة مش مغالبة أتاريه توريث بدقن عيره ولسان كذاب..توريث لكل المناصب للأهل والعشيرة والمواطن العادي حقه ضاع شياب وشباب..الخلاصة الشعب حس بالخديعة وحبل الوداد بينه وبين جماعة الشوم باش وداب..وكانت  "لا" حقيقية وتمرد على الحكم الفاشي والصوت راح للقصر ووقف عالباب..الشعب يريد اسقاط الرئيس ويسقط يسقط حكم المرشد واتحقق الحلم ورجعت البلد لأصحابها بثورة وتمرد حقيقية زي مالتاريخ قال عليها في الكتاب..!!                                                                                                                                   
                         لكن المشكلة كانت في القيادة المخلصة  الحقيقية..راح مبارك والقوالب نامت والإنصاص قامت وشفنا وجوه كتير بلازمة ومن غير لازمة وناس مجهولة السيرة الذاتية..كل من هب ودب لقيناه بيحاول ينط السور ويقعد على كرسي العرش في مملكة أم الدنيا بهية..اللي كان معارض عالمعاش واللي شايفها سبوبة وتستاهل المخاطرة والصفقة اللي هيً..واللي فاكر نفسه زعيم واللي كان واثق وفاكر نفسه أمين واللي بيحركوه بالريموت وهو ناقص مفهومية..الخلاصة ومن حصاد التجريف البلد جفت ينابيعها وفعلا لا لقينا قدوة ولا لقينا قيادة فعليه..مجرد شعارات وبيانات وشغل مراهقين ونقابات وانجازات وهمية .. وناس كانت مجرد خيال مآتة وافتكرت نفسها ملوك الغابة لما الساحة بقت فاضية ومن القيادات خالية..لو دورت في تاريخهم مش حتلاقي حاجة تستاهل ولا حاجة مميزة ذاتية..كانت البلد فاضية مخوخة تقدر تقول كفاءة غايبة تقدر تقول جفاف كفاءات تقدر تقول ناس بتحب تمشي جنب الحيط وناس بتاكل على كل الموائد وبتموت في حب السلطة والفتة بالملوخية..وشفنا ناس معلومة الإنتماء وناس طلعت بصفقة بين السلطة وأصحاب وممولي المنظمات الحقوقية..الخلاصة كل واحد افتكر نفسه الملهم والمنقذ وزعامة وطنية ..الكل ضاع صوته وصالح وهادن حكم الجماعة وكان شايف وحاسس تأثير الحكم الفاشي على الشعب والثمن مسبوق الدفع والصفقات مخفية..حتى الصوت المنافس قال يا فكيك والحجة أنا ماتبهدلش وكأن مانديلا بقي زعيم من غير معاناه ولا كأن فيه زعيم بات في السجن ليلة في زنزانة انفرادية..الكل قال نعم وحاضر والكل إتعاون مع المجلس العسكري ومع مكتب الإرشاد بصورة واضحة جلية..الكل كان شاهد عيان على البلد اللي بتتقسم ما بين تحرير ورابعة وبيصقف لللعبة الحلوة وهو مش داري إن البلد بقت حالتها تصعب على الكافر بصورة درامية..الحال وصل لليأس والبؤس والناس فوضت أمرها لله وكان الأمل في قياده حازمة صاحبة رؤية وإرادة حقيقية..ولأن البلد دي ولادة وربك حافظها وذاكرها في كتابه ووصفها بالأمن والأمان بصورة حصرية..أتاري البلد دي ليها حراس زي الملايكة حارسينها بأرواحهم بصورة مخفية..وأتاري فيه ناس مصر هي شريان وجودها وحبها الدم اللي بيسري في عروقها وبيغذي إحساس الإنتماء والوطنية..أتارينا محروسين بخير جند الله في الأرض وأتاري فيع عيون بتراقب وساعة الجد بتحاسب وتوهب حياتها مهر ست الدنيا الفتية..ناس قد اللحظة وفعل حقيقي ساعة الجد وموجودة في كل شبر بتحرس الوطن بعيون واعية وعلى قدر المسئولية..ووقت ما كان الكل بيطبل ويزمر وبيهادن والوطن بيبيعوه كانت الإنتفاضة والصيًحة القوية..تفويض وثقة من شعب قدير صاحب حضارة تاريخية.. شعب فرعون صعب ينضحك عليه بشعار ولا صباع مقطوع وعارفة مين الأصلي ومين الفالصو ومين اللي حاسس بنبض الوطن ومين قادر ينقذها في اللحظة المناسبة المصيرية..شعب مينا وأحمس ورمسيس شعب واعي وعارف إن بذور القياده فيها أصولها عسكرية..العسكرية المصرية صاحبة العقيدة الفريدة وأصل كل الثورات وصاحبة الإرادة الحديدية..ويقولوا يااااااااه حنرجع من تاني لحكم العسكر وكأن العسكر مش من نبت البلد دي وكأنهم نبتة غريبة أجنبية..اللي دافع عن البلد دي أولى بيها لأنه فداها بدم ولاده الذكية..ربيب المؤسسة دي هو اللي ترجم إراده الشعب ده وحولها لإراده حقيقية..ابن العسكر هو اللي كان صاحب القرار وشال كفنه على إيديه ولا همه حكم فاشي ولا دقن عيره ولا تنظيم دولي ولا يافطة تأسلم وهمية..قلنا وحنفضل نقول اللي إيده في المية مش زي اللي إيده في النار وده الفرق بين اللي بياكلوا على كل الموائد وبين أصحاب الإرادة الحقيقية..الخلاصة مصر عرفت مصيرها وقائدها موجود وهو اللي عليه العين والنية..هوليها وهي له وهو قد المسئولية..أي والله قد المسئولية..!!               
                                                                        said_elmasryfahmy@hotmail.com