"جزيرة".. التليفزيون المصري!- بقلم : محمود الشربيني
-قبل ان تقرأ:يبدو ان خصومة الدوله مع احمد فؤاد نجم ستمتد حتي وهو في القبر! اعتقله "ناصر" مع ان نجم اعتبره زعيما عظيما,وعاقبه السادات بعد ان قشل في استقطابه عن طريق الراحل لطفي الخولي، فقداستن قانونا علي مقاسه ليخرسه بموجبه ,وهو قانون "العيب"،وفي عهد مبارك ظلت اشعاره ممنوعه من "مصافحة "المصريين عبر وسائل الاعلام الرسميه، الي ان كسر عادل حموده الحصار فنشر مذكرات "الفاجومي"في جزئها الاول(قبل ان يختلفا بسبب قبول النجم جائزة ساويرس!) وبعد ذلك اصبح ضيفا علي الفضائيات الخاصه، اما في عهد مرسي فلم يكن الاخوان يطلقون عليه اسما سوي "الحشاش"..حتىابنته نواره ينادونها ب"بنت الحشاش"!(خسئتم) وقد تخيلت ان الحال سيتغير في عهد الرئيس عدلي منصور والمفاجاه انه لم يحدث!!!
-كل هذا التجاهل والرفض والخصومه مع احمد فؤاد نجم من جانب الدوله ؟ كل هذه العداوه اللدوده مع ثائر شريف امتعنا وحرك مشاعرنا وهز ضمائرنا واشعل وطنيتنا وشارك في انفجارنا في ثورتى يناير ويونيو؟! كل هذا التجاهل ل"نجم" اضاء حياتنا الابداعيه باشعاره الثائره، فيذهب مجردا من اي تكريم رسمي يوازي هذا التكريم الشعبي المذهل ، ولاحتي وسام اخير من الرئيس عدلي يكون علما مصريا خاصا يواري به الثري بديلا عن تلك " الكوفرته" التي لف المشيعون بها جسده النحيل, وكانه مجرد عابر سبيل- مع احترامي- في حياة مصر!
-سيادة الرئيس من الذي اشار عليك بتجاهل منح نجم هذا الوسام الذي يستحقه بجداره؟ الم يكن اجدر بمؤسسة الرئاسه ان تضم اسمه-واسم الكتيبه التي اقضت مضاجع "الاخوان المفسدون المجرمون"والتي تضم الابنودي ووحيد حامد وفاروق جويده- الي قائمة المبدعين الذين منحوا وسام العلوم والفنون وكان ممكنا ان يشمله التكريم, ولو حجب هذه المره عن المبدع سيد حجاب او حجازي لكونهما علي قيد الحياه (امد الله في عمرهما)كما ان "حجاب" هو صاحب ديباجة مشروع الدستور الجديد وهو تكريم حقيقي لمبدع من وزنه ، لكن رحيل نجم-في تقديري -يجعله احق اليوم بالتكريم من غيره!
- استأت في الحقيقه من تجاهل"نجم"علي هذا النحو "المفجع" بل لعلي اراه"موتا" ثانيا له لكن من نوع آخر-ولا اقول "اغتيالا" تقديرا لقاضينا الجليل الذي يعتلي سدة رئاسة مصر اليوم-بل ربما كان الاغتيال الحقيقي له،وربما عن عمد هذه المره،هو من "التليفزيون المصري"،الذي لم يرق ابدا لمستوي حدث جلل كرحيل"نجم"..فلم ينعه بما يليق،ولم يودعه بما يستحق،ولم يتذكره بما ينبغي..وهي مصيبه لاتقل عن مصيبتنا في هذا الجهاز الخطير الذي "يتواري"و"يختبيء" خلف مبناه العريق،هربامن منازلة "جزيرة قطر"،في ميدان الاعلام المحترف،بل انه تحول - بكل الم-الي "جزيره منعزله" عن باقي"مدن وحصون الاعلام المرئي والمسموع، تاركا الميدان الساخن المتفجر بالاحداث، الي ميدان اخر، من اسف انه لايجيده ايضا, وهو"التقوقع" في برامج "طعم البيوت"وماشابهها!!،فمما يؤسف له انه بينما تكون الاحداث مشتعله في الخارج، اذا بكاميراته تعيش بروده قارسه، فتدفيء نفسها ببرامج داخليه حواريه "دونكيشوتيه" عقيمه غير مدروسه, تكشف الي اي مدي اصبح تليفزيون مصر "جزيره" منعزله عن الواقع!
- نقلت رؤيتي تلك الي اربعة اعلاميين منهم رئيس تحرير حالى واخر سابق وثالث اعلامي ومقدم برنامج فضائي معروف ورابع كنت انتقد عدم حياد محطته (بي بي سي العربيه)-علي عراقتها ومهنيتهاالشهيره- في تعاطيها مع الشان المصري وانحيازها - وكان سافرا في فتره سابقه حتي تغيرت"النبره"مؤخرا!وعرج بنا دفاعه المستميت عن محطته الي طرح السؤال عن تليفزيون بلدنا فقد كنا جميعا مصريين، وهنا اتفقنا معا علي افتقار هذا الجهاز الخطيرلكل مقومات ألاعلام الناجح عموما،وبصفه خاصه في مواجهة "المحترفين" في الاعلام - والكذب والتزييف ايضا في الحقيقه!
- قلت لرئيس التحرير الحالي الاتقبل منصب وزير الاعلام اذا عرض عليك وبسرعه وبلاتفكير قال لا مطلقا! اما الاعلامي المعروف فكشف لي عن الوضع الحالي لن يتغير مؤكدا ان القائمه علي امره ليست كما نعرفها او نتخيل كفاءتها ، مؤكدا انها ليس لديها شيء تقدمه؟ فكيف اذن نرجو خيرا من جزيره التليفزيون المصري ونحن علي اعتاب معركة الاستفتاء والانتخابات الرئاسيه والبرلمانيه(ايهما اولا)وكيف نرجو خيرا وكل السهام تنهال علي ثورة يونيو وابطالها من كل اتجاه بينما هو "مختبيء" خلف متاريسه، لا اقصدالحديديه التي هي انجاز زميلنا الوزير " المعزول" صلاح عبد المقصود، وانما اقصد المتاريس الفكريه التي تكبله وتقيده وتجبره علي الغرق في جزيرته الغارقه اصلا في مياه اقل مايقال عنها انها"آسنه"!
- تخيلوا ان "الاخوان" يملاون الدنيا صراخا وغضبا وحرائق وتفجيرا وقتلا وتظاهرا وضربا وسحلا وفجرا في الحقيقه..وكلها جرائم تبررها "جزيرة قطر" وتبحث لها عن سبب وغطاء لجعلها "غضبا مشروعا بل وسلميا(...) وتكرس نفسها كل يوم لاصدار برامج جديده واستضافة شخصيات تسعي للنيل من "فريق ..السيسي" بدءا بالرئيس وليس انتهاء باعضاء لجنة الخمسين، ومع هذا لاتزال"جزيرتنا"المعروفه بالتليفزيون المصري تقبع خلف الاسوار، تاركة شخصا ك "يحي حامد" وزير الاستثمار السابق يزعم ان الوزاره بها 168شركه يراسها "عسكريون"، تدر دخلا سنويا قدره 68 مليار جنيه ولاتحصل منها الدوله الاعلي مليار فقط ! ويزعم كذلك ان"المحاجر" تدر دخلا سنويا يبلغ 15 مليارا ويحتكرها الجيش ولايدخل للدوله منها شيء! ويزعم كذلك ان الدوله شقت طريق مصر اسكندريه الصحراوي علي نفقتها فاستولي الجيش عليه لمدة 50 سنه! وبينما يزعم يحي حامد هذه المزاعم ياتي سيف(سكين!) عبد الفتاح ليدعي بماهو اسوأ فيقول: ان المؤسسه العسكريه لديها نيه لعدم وصول رئيس مدني لمصر منذ 25 يناير، وان الدستور الجديد هدفه تحصين وزير الدفاع الفريق اول السيسى,وان الرئيس"المعزول" كان يري ان هناك 5 موسسات في مصر هي : الفساد والجيش والشرطه والقضاء والاعلام!
- بعد ان قرات: هل استمعت دكتوره دريه لهذه المزاعم ؟ هل فكر مخرج او مذيع لديها في مهاتفة وزير الاستثمار الحالي- الضيف الدائم علي الفضائيات الخاصه- ليرد علي مزاعم حامد -التى ان صحت فهى كارثه-ويكشف حقيقة سيطرة الجيش علي موارد شركات الاستثمار والمحاجر,وكيف استولى الجيش على "الصحراوى"؟ وهل فكر احد في اجراء محاكمه تليفزيونيه ل(سكين) عبد الفتاح ليساله اذا كان رئيسه المعزول يري ان الفساد طال 5 مؤسسات فلماذا تركها علي فسادها دون اجتثاث فسادها هذا، بدلا من ان يقوم بالتنكيل بها وهدمها اذا خالفته كمافعل مع القضاء، او يشهر بها بلا ضابط اورابط اووازع من ضمير كمافعل مع الاعلام؟او يحاول شراء ولائها بامتداحها احيانا كما فعل مع قادة الجيش والشرطه(قبل عزله) ومعلنا تقديره لدورهما في حماية مصر,الى حد اطاحة صحفيين حاولوا "هدم قلاع الفساد" كالمشير طنطاوي قاهر الثوره المصريه؟الم اقل لكم ان تليفزيون مصر هو مجرد"جزيره".. لكنها منعزله عن الواقع مثلما اضحت" الجزيره "مجرد تليفزيون قطري للاكاذيب المستمره لافشال الثوره!