طيب!!!

الإرهاب.. وديموقراطية أمريكا

 

العملية الإرهابية الحقيرة التي نفذها الظلاميون الإرهابيون في الاسماعيلية، وراح ضحيتها جندي مصري، وأصيب 18 آخرون لن تفت في عضد جيشنا الباسل، ولا شرطتنا الصامدة في مكافحة الإرهاب واستئصال شأفة عناصره.

لا أعتقد أنه يوجد مصري مازال يحمل إنسانيته، وذرة من وطنية لم يحزن على ضحايا هذا العمل الإرهابي الخسيس، و«يغلي» الدم في عروقه مطالباً بالقصاص العادل من كل من فجَّر وحرض وخطط ونفذ قتل وإصابة أبنائنا من جنود وضباط الشرطة والجيش.

إلا «كائن» غريب - عجيب ينتمي إلى فصيلة «النساء الأمريكيات»، ويدعى «ماري هارف»، ويشغل منصب نائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هذه «النائبة» ردت على سؤال حول قيام الشرطة المصرية بتفريق مظاهرة أمام وزارة الدفاع المصرية باستخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع بقولها - فُض فوها- «ان استخدام قنابل الغاز وخراطيم المياه لا يصب في سياق مسؤولية الحكومة المصرية في احترام حقوق الانسان والحريات الاساسية وحقوق الانسان العالمية».

ولم تكتف «النائبة» بذلك بل وصفت تفريق المتظاهرين حول وزارة الدفاع بالمياه وقنابل تسييل الدموع بأنه «لا يساهم في تقدم الامور، واعلنت انها تتشارك مع ممثلي المجتمع المدني في مصر في مخاوفها من ان قانون التظاهر «تقييدي» ولا يتماشى مع المعايير الدولية».

.. شوفي يا «هارف»، إذا كنتِ لا تعلمين فمصر دولة حرة - مستقلة.. ذات سيادة، ولديها قانون للتظاهر لا يختلف اطلاقا عن القانون الذي تطبقينه في بلادكم الحرة.. المستقلة، وهذا القانون يجب احترامه كأي قانون آخر.

.. ثم ماذا تفعلون في بلادكم إذا قامت جماعة ما بالتظاهر دون الحصول على تصريح بذلك امام مقر «البنتاجون»؟.. وهل يحدث ذلك أصلا؟.. وهل يفكر مواطن أمريكي «عاقل» في ارتكابه وهو يعلم ما يمكن ان يحدث له؟ وهل تسمحون اصلا بالتظاهر على اسوار «البنتاجون»؟

ومنذ متى اصبح العالم يدين تفريق مظاهرة دون تصريح أمام مقر وزارة دفاع دولة ذات سيادة، باستخدام المياه والغاز؟ .. وماذا يفعل عناصر الشرطة عندما يتم قذفهم بالحجارة؟..

شوفي يا «هارف».. مصر دولة ذات تراث حضاري وثقافي يشكل جزءاً من تاريخ الانسانية، لا تعرفين لا انت ولا رؤساؤك قدره ولا قيمته، .. وليس معنى ان «مصر» تمر بظروف غير عادية، وتعبر «منعطفاً» مؤقتاً، وتعاني «كبوة» غير مسبوقة، أننا خرجنا من منظومة الدول، واصبحنا مستباحين لك ولأمثالك.

وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

حسام فتحي

hossam@alwatan.com.kw