الإخوان المسلمين.. إن الوطن واحد وجميع همومنا واحدة وأفرحنا وأحزنا واحدة. لماذا لم ترسخوا وحدتكم، وتعمقوا الألفة وتتآخوا بروح الوطن والوطنية؟ تعلموا أن تعريض الأنفس جمعاء للفتن غير آمن للعواقب، وما بالكم لو حافظتم على توازنكم والتحكم في أنفسكم، وأن تعملوا جادين على صالح الأعمال، وتأخذوا في الاعتبار الأول أن مصلحة الوطن فوق كل إعتبار.
 
 الإخوان المسلمين.. تعلموا ما هي السياسة؟ هي أن تفي القيام بأمور الناس لصالح الناس، وما يحقق مصالحهم وراحة بالهم، لا للتخريب في الوطن. لابد أن تراعوا أن السياسة هي خطط هادفة، تهدف إلى مصلحة الوطن.. لا لتجزئته.. والتفريق بين شعبه. أو بيع الوطن للأعداء، الذين هم أعداء الله. إن مصر لا تستحق كل هذا وذاك، فعندما يقول الله تعالى: إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين، ويقول رسولنا العظيم (عليه أفضل الصلاة والسلام) (جنودها هم خير أجناد الأرض). إذاً لِـمّا محاربة الله ورسوله؟.. نعم تحاربون الله ورسوله. كيف لكم أن تهينوا شعباً وجيشاً شكر فيه الله ورسوله. أهذا رد الجميل للوطن والشعب المصري الأصيل. لقد حاربنا العدو في أكتوبر 73، كلنا كنا يد واحدة، الآن أصبح العدو هو الحبيب لكم ضد مصر.. لا.. هذه أفكار وأفعال لم تمد بصلة للإسلام.. بل غير الدين الإسلامي أيضاً. اعلموا أن الجري وراء وساوس الشيطان يتوه في متاهات النزعة اللإنسانية في مانعات الأخلاق، وضياع الضمير والمسؤولية تجاه الوطن والشعب بأكمله. الإخوان المسلمين.. لستم فصيل أو جزء من شعب مصر، بل نحن جميعاً شعب واحد، إذا أصابه ألم أصابنا جميعاً.
 
ومن الذي يداويه، نحن أبناء الوطن الواحد لا فصيل بعينه. إننا مجتمع واحد وجبهة واحدة متراصة أمام الأعداء بالقوة والعزة. إن العنف والإرهاب يستخدموا ضد العدو لا ضد المصريين. لابد لكم أن تنضموا إلى صفوف الوطن ونتوحد جميعاً على رباط الاتحاد الواحد، وليس روابط واتحاد شخصي. إننا مجتمع تحكمه أصول التقوى الشكيمة للأخوة حتى ينعدم الفقر، وينتشر الحب والتعاون والتكافل بين أبناء الوطن الواحد. فلن نعرف جميعاً الإصلاح والخير عن طريق التدمير والتفجير والشر، لابد أن يكون لنا أمل في هذا الجيل، بل الأجيال القادمة على أن يكون له درع وسيف لمحاربة العدو الإسرائيلي الغاشم. يا إخوان يا مسلمين.. أبدأوا بموائد السلام، وابحثوا عن مستقبل الإنسانية على أن تحطموا مبدأ الإرهاب والعنف والفكر الغربي الغير مستحب. وتأكدوا أن مناورات السياسة ستختفي وأساليب الكذب والنفاق والخداع ستزول، ولن يبقى أمامنا جميعاً غير طريق واضح ونظيف يملؤهُ الخير العام الذي يعم علينا جميعاً. يا إخوان يا مسلمين.. إن رسالة السلام في أيدينا جميعاً حتى تقوى البلد وتزول كل المشكلات والعقبات من أمامنا. يا إخوان يا مسلمين.. هيا بنا نطلق حمام السلام ليحمل معه رسالة العدل والحرية، بدلاً من حمام لونه زائف وزايل يحمل إرهاباً وعنفاً. حماك الله يا مصر
 بقلم: محمد شوارب
 كاتب حر
 mohsay64@gmail.com