fiogf49gjkf0d
طيب!!!
المعركة الانتخابية
.. مرة أخرى يعود الأمر بيد شعب مصر.. ليحدد خياراته المستقبلية، ويضع مستقبله بين يدي نواب يختارهم في انتخابات حرة نزيهة بإذن الله.
الساحة السياسية المصرية اليوم أصبحت اكثر نضجا.. والتجربة التي مرت بها مصر طوال الشهور التي اعقبت الثورة جعلت الشعب أكثر وعياً بمن يستحق تمثيله.
الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون أكثر انضباطاً.. وايضا أكثر «شراسة» من سابقتها، والفوضى التي عمت الساحة السياسية عقب ثورة 25 يناير لم تعد موجودة،.. والتحالفات السياسية التي كانت قائمة ستشهد تغيرات «درامية»، والكتل التصويتية ستعاد هيكلة أثقالها. باختصار أؤكد ان المعركة الانتخابية ستكون مختلفة، وبالتالي فإن مخرجاتها أيضا ستختلف عما أسفرت عنه سابقتها.
جماعة الإخوان المسلمين سوف تسعى جاهدة خلال الايام المقبلة لتحسين صورة أعضائها ونوابها، وازالة غبار اتهامها بمحاولة «أخونة» الدولة، والسيطرة على مفاصلها الحيوية، وتقييم اداء نوابهم الذين نجحوا في المجلس السابق، لفرز الاسماء التي تصلح لدخول السباق القادم.
اما حزب «النور» الذي يمثل التيار السلفي، والذي كان بمثابة «الحصان الاسود» في الانتخابات الماضية، فربما يحتاج الى جهود أكبر مما سيبذلها حزب «الحرية والعدالة» ذراع «الاخوان» السياسي، نظراً لما تعرض له بعض نوابه من «ضربات» اثرت ولا شك في صورة الحزب الذهنية لدى المصريين، وبالتالي ربما يحتاج «النور» الى عمليات «تجميل» حقيقية، تتعدل بمقتضاها أسماء مرشحيه، وقد بدأت قيادات الحزب بالفعل عملية «اعادة تقييم» شاملة للنواب الذين مثلوه، وادائهم خلال الشهور القصيرة التي عملوا فيها تحت قبة المجلس، واعتقد ان أسماء «لمعت» تحت الاضواء والكاميرات خلال الفترة الماضية سوف تختفي من قائمة الحزب، وان أسماء اخرى جديدة.. و«دماء» شابة يتم تدارس الدفع بها في قوائم الحزب لتحسين صورته.
وربما يحتاج «النور» للتفكير «بجدية» أكثر في الانضمام الى تحالفات ذات صبغة اسلامية بالطبع، ربما لا تتوافق بنسبة %100 مع معتقداته السياسية ولكن «للضرورة احكامها».. احياناً.
القوى الليبرالية واليسارية وتحالفات التيارات الثورية يبدو انها استوعبت «اللطمة» التي تلقتها «مندهشة» في نتائج الانتخابات الأخيرة، فبدأت بالتفكير بشكل أكثر نضجا.. وأكثر عملية، لتتجنب هزيمة جديدة «مذلة» أمام التيارات الدينية، لذا وجدنا «أحصنة» جديدة تدخل السباق بأسماء «ثقيلة» مثل حزب «الدستور» و«مصر القوية» و«الحركة الوطنية» و«مصر المستقبل» و«المؤتمر المصري».. وغيرها.
حتى أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت إشهار 10 أحزاب وتحالفات سياسية جديدة، ترفع عدد الأحزاب في مصر الى أكثر من 65 حزبا سياسيا، مقابل (24 فقط قبل الثورة، ومعظمها أحزاب كرتونية!).
لاشك أن الساحة السياسية سيتم اعادة تشكيلها لتحقيق مناخ سياسي ديموقراطي أفضل يتيح تداولا حقيقيا للسلطة لا يقصرها بأي شكل على تيار او اتجاه سياسي بعينه،.. لكنه يبقى التخوف قائما.. والتساؤل مشروعا.. والقلق من التحديات الضخمة أمرا واردا في أذهان جميع المصريين، هل مصر بحاجة الى صراع طاحن بين التيارات السياسية المتباينة للحصول على مقعد في البرلمان؟.. أم بحاجة الى برلمان يتواءم مع الرئاسة الحالية ويتناغم معها، للعبور بمصر الى شاطئ الأمان في هذا المنعطف التاريخي الخطير؟.. سؤال سيجيب عنه «المصريون» في صناديق الاقتراع، وقبلهم سيمهد الطريق لإجابته.. «دستور» نتمنى أن يحقق الأمن والأمان لمصر.. كل مصر.
وحفظ الله بلدنا وشعبنا من كل سوء.