الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى اله واصحابه اجمعين حال المؤمن على النقيض من الكافر الضال ولقد ذكر الله فى الكثير من الآيات ان المؤمنين هم أولى الآلباب والآبصار قال تعالى (يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ) ونرى نقيض هذا مع الضالين الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وجعل على ابصارهم غشاوة فأعماها عن رؤية الحق وإتباعه قال تعالى (خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ ) والآب المؤمن دائما يتمنى ان يرى ابنه افضل منه ويتدارك معه ما أخطأ فيه ويحقق معه ما لم يوفق فى تحقيقه ويكون شغله الشاغل نشأة ابنه نشأة يرضاها الله ورسوله حتى ينعما بثواب الدنيا والآخرة هو بأجرالتربية والنشأة الصالحة وابنه بمداومة الطاعات والحرص فى جميع الآوقات على إرضاء الله عز وجل وهذا لن يكون إلا باتباع المنهج الذى وضعه الله لنا ويسره لنا عن طريق سنة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام والعجيب اننى ارى آباء يتخبطون فى ربايتهم لآبنائهم واول ما يخطئون فيه هو المعاقبة بداعى وبدون والتحلى بالفظاظة والغلظة ظنا منهم انهم ان تعاملوا برفق ولين مع الآبناء سوف يفلت الزمام وتصعب السيطرة وكأنهم بهائم تساق والحقيقة ان النبى صلوات الله وسلامه عليه دعانا للرفق حتى بالحيوان ونقرأ كثيرا هذه الآيام عن حوادث تقشعر لها الآبدان والجانى هو الآب او الأم والمجنى عليه هم الآبناء وكأن الآبناء جاءوا للدنيا للآنتقام منهم وفى نظرى ان كل اب يضرب ابنه ضربا فى غير موضعه ليس بأب واعنى بموضعه هنا ان ضرب الآبناء لم يذكر إلا فى موضع واحد فقط (الصلاة) وعند بلوغ العشر سنوات وله شروط اى انه غير متروك لهوائية الآب وقسوته تحت مسمى التربية وهى فى الحقيقة انعكاسات لضغوط واحباطات فلا ملجأ له لآفراغ ما يعانيه إلا بالقسوة على الآبناء فلا يكاد يراهم فيبدأ بصيد أخطائهم والترصد لهم على الصغيرة والكبيرة متناسيا طفولتهم وبرائتهم فما ذنب الآبناء وكم كان سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه أسوة حسنة فى الآقتداء به وآرى ان من يحبه بالفعل ويتمنى شفاعته فليتبعه فهو لم يضرب ابنائه قط وليأتى احدكم برواية واحدة تدل على نقيض ما أقول فهو الرحمة المهداة وسؤالى اليك ايها الآب بأيهما تأخذ يقال فاقد الشىء لا يعطيه فإن صح هذا القول كان أولى الناس بقسوة القلب والغلظة هو من مات أبوه وهو فى بطن أمه وماتت أمه امام عينيه وهو طفل صغيرولم يستقر به حال او بيت وسيدنا يوسف عليه السلام وهو مثالا بارزا لنقيض ما فى هذا القول بتسامحه مع أخوته بعد جرمهم معه وبالطبع فالجميع يعلم ما مرت به حياته من احداث لا تترك للرحمة والتسامح مكانا ولا تقول انهم انبياء فلابد ان يختلفوا ويتميزوا عنا فهل كانوا ملائكة ام بشرا مثلنا فلا يتمسك بقول ذلك الا العاجز ضال الحجة فهم ابتلوا وتحملوا ما لا طاقة لنا بتحمله وصبروا وعلمونا الصبر والحكمة فى مواجهة المحن والصعاب والآب الذى يسلك هذا المسلك مع ابنائه لا أراه يندرج بقائمة الآباء المؤمنين بل الآباء الضالين المضلين فهم قد ضلوا ويسيرون على غير هدى ولا يعلمون ما يريدون وقد زادت الغشاوة ومضلون لآبنائهم وقد صارت قضيتهم ظلم ابيهم لهم وكيف الطريق للنجاة منه وكأنه عدو ومن هنا أناشد كل أب ليفيق قبل فوات الأوان ويعود ليحتضن ابنائه ويصادقهم ويخلع ما قام بارتدائه سنوات طوال من سواد فى الوجه عند استقبال الآبناء وغلظة فى اللسان عند الحديث معهم وقسوة فى اليد عند معاقبتهم ليكون أبا مؤمنا يحبه الله ورسوله وابنائه