fiogf49gjkf0d
يومي 23 و 24 مايو في ذاكرة الأمة- كتب/ سعيد مندور
الأربعاء والخميس الثالث والرابع والعشرون من مايو 2012، هذين اليومين قد سّجلوا في ذاكرة التاريخ وذاكرة جموع المصريين، إنهم يومي الانتخابات الرئاسية المصرية الحرة، يومي اختيار أول رئيس مصري لمصر بالانتخاب الحر المباشر، فهذين اليومين سيكونان يوماً فاصلاً في حياة المصريين ما بين الإجبار والاختيار، ما بين الإرادة والتزوير، ما بين ماضي أليم ومستقبل واعد، ما بين غياب شمس رموز النظام السابق وبين شروق شمس جيل جديد يحلم بالحرية والكرامة الإنسانية والديمقراطية هذا الجيل الذي يستحق الحياة بكل معانيها، فقبل عدة سنوات مضت أجريت انتخابات لرئاسة الجمهورية وكان الرئيس السابق حسنى مبارك هو من ينافس نفسه في تمثيلية هزلية، وكان وقتها يعلم أنه لا منافس ولا شعب ولا شباب ولا حرية يستطيع سلب هذا المنصب من تحت قدميه، وكان هو وقرينته ونجلاه، ورموز نظامه السابقين يدلون بأصواتهم وتحيط بهم المراسلين والمصورين ووكالات الأنباء والصحف والقنوات التليفزيونية المحلية والعالمية وكانت تملئ وجوهم السعادة والبهجة، وكانوا لا يدركون وقتها أن معظمهم سيكون خلف قضبان السجون، حين تجرى انتخابات الرئاسة التالية، لما فعلوه في هذا الشعب الصامت المسكين الذي صبر كصبر أيوب وتحمل كتحمل الجبال، والذي يمرض ولكنه لا يموت، لم يكن يعلم الرئيس السابق وكل أجهزته أن هذا الشعب سيقوم وينتفض وينهض من جديد في ثورة ولا أروع ما يكون ثورة أذهلت العالم بسلميتها وعفويتها، ثورة أشعلها الشباب المخلص والتف حولها جموع الشعب المصري العظيم، واحتضنتها وحافظت عليها قواتنا المسلحة الباسلة، إنها ثورة 25 يناير العظيمة، التي جاءت لتطوي ماضياً أليماً وتصنع مستقبلاً يملئه التفاؤل والحرية والكرامة. فسيذكر التاريخ هذا اليوم بكل تفاصيله وسيذكر ثورة 25 يناير بكل أحداثها، وسيتحدث التاريخ غداً عن أن ما قام به شعب مصر العظيم في هذه التواريخ كان حدثاً فريداً وعظيماً في حياة المصريين، وسيذكر التاريخ أن ما حدث في هذا العرس الديمقراطي سيغير مصر إلى الأفضل، وسيتغير معه وجه المنطقة العربية بل منطقة الشرق الأوسط، فهنيئاً لك أيها الشعب العظيم وهنيئاً لك المخزون التاريخي والحضاري الذي تنهل منه وتلجأ إليه في وقت الأزمات.
وحفظك الله يا مصر،، سعيد مندور Sism59@hotmail.com ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ