كتيبة السفارة المصرية في الكويت.. ياولاد الإيه
بقلم/ أسامة جلال

رغم أني لم أنم منذ الأمس سوى ساعتين فقط إلا أنني مشتاق لأن أعتلي قائمة مفاتيح جهاز الكمبيوتر لأكتب هذه الكلمات التي أحبسها لأنقلها إليكم بعد شعوري بالفخر والسعادة في يوم تاريخي مشهود في حياتي.

وبحكم عملي كصحفي دائما ما نحضر مؤتمرات ومناسبات كبيرة وأعراس انتخابية ونلتقي شخصيات معروفة ومثيرة للجدل وكبيرة المنصب والمقام وتتمتع بتميز لافت بين اقرانها.. ما أقصده أن الأجواء الاستثنائية لا تبهرني غالبا لتعودي عليها.. ولكن.

اليوم الجمعة الموافق 16 مارس 2018 انبهرت.. فقد كان يوما استثنائيا بامتياز بهرني فيه أربعة مجموعات أولها زملائي في موقع (مصريون في الكويت www.egkw.com) بتميزهم في نقل انتخابات الرئاسة المصرية من السفارة بالكويت ومحيطها.. وهؤلاء لهم علي واجب الشكر والثناء.

وأما المجموعة الثانية وهم أفراد الأمن الكويتي والمتطوعين المصريين الذين تفانوا في تأدية واجب قومي وطني بكل حب وفخر وعطاء.. ولهم مني كل التحية والتقدير.

وأما المجموعة الثالثة بل المجموعات وهي حشود المصريين في الكويت التي تدفقت على السفارة للإدلاء بصوتها وممارسة حقها الدستوري في الانتخاب وهؤلاء لا يمكن شكرهم أو الثناء عليهم وحسب بل هم  أبطال هذا العرس الانتخابي.. والذين مهما تحدثنا عنهم لن نمنحهم حقهم.

وأخيرا المجموعة الرابعة وهي كتيبة السفارة المصرية في الكويت التي أبهرتني بإعدادها الرائع الذي لا يوصف لتتحول عملية الاقتراع إلى مظاهرة في حب مصر أجدني هنا أوصفها بأنها (عرس مصر) أو يوم الزفاف الذي لا ينسى.

حقيقة أنه فرح.. يوم تاريخي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. لن أستطيع أن أصف لكم روعته وجماله.. قمة في التنظيم المرتب الراقي.. أجواء وطنية بامتياز وراحة نفسية لن يراها أو يشعر بها إلا من يعيشها على الأرض ويلمسها عن قرب.. واسألوا من كان هناك لتعرفوا أني لا أبالغ بل إنني ربما بمقالي هذا أقلل من حجم الانجاز.

لقد قدمت كتيبة البعثة الدبلوماسية في الكويت مجهودا خرافيا وإعدادا وتنظيما غير مسبوق وربما لن يتكرر.. استغراق وقتا طويلا.. فهذا التنظيم تلمسه من الوهلة الأولى عند الجزيرة الخضراء حيث مكان تجمع الناخبين الرئيسي وحتى الانتهاء من عملية الاقتراع حتى أن الناخبين كانوا يشعرون بالحزن بعد الانتخاب لانهم انهوا مهمتهم سريعا وتمنوا لو سمح لهم بالبقاء في الفناء المجاور للسفارة.

كتيبة البعثة الدبلوماسية التي يعتلي قائمتها السفير طارق القوني والسفيرة هويدا عصام.. قدمت نموذجا مشرفا وأداء مميزا.. بروح الود والإخاء.. بعبق تاريخ مصر الاصيل.. برائحة الوطنية وبريق الحضارة المصرية.

جنود الدبلوماسية المصرية بالفعل تفانوا في عملهم وهذه ليست مجاملة بل شهادة حق.. ومع حفظ الألقاب نجد نائب السفير الهادئة نازلي تتابع في القاعة وتشرف وتوجه بينما محمد عادل يقف كرأس حربة يستقبل الناخبين من خارج حرم السفارة.. وجمانة نجم الدين (مطحونة) مع وسائل الإعلام.. أما طارق الرفاعي مهندس عملية الاقتراع كما صاحب العرس الذي يتابع يمينا ويسارا ليضبط الايقاع بينما طارق عبدالعظيم يجتهد كحارس مرمي يسارع لحل اي مشكلة.. وفي هذا الركن تجد العقل المفكر قليل الكلام هلال يرصد ويقيم ويضيف للمشهد.. ومن بعيد نلمح طارق المليجي بهدوئه المعتاد وعمله المميز في صمت يذلل العقبات داخل اللجنة.

آخرين كثر.. بل جميعهم من أصغر موظف لأكبر رأس عاهدوا الوطن على النجاح والنصر.. هذا علي محمد علي يقوم بعمله في المكتب بالأعلى بينما أخذت شيرين على عاتقها توزيع الأعلام على الأطفال والكبار.. ومن المؤكد أنني لن أتذكر كل الأسماء ولا أعرف كل الأسماء لكني وجدت حتى الموظفين الصغار والحراس يجتهدون وكأن الفرح فرح أعز الناس عليهم واليهم وهذا صحيح.

لقد خلعت كتيبة الدبلوماسية المصرية في الكويت رداء الرسمية اليوم وكانوا مواطنين عاديين.. بل أقل من العاديين.. هذا محمود القادم من القنصلية يتفقد الصفوف بينما أحمد يتابع حركة المسارات وتامر لا يهدأ.. ونرى المسؤول يحمل الكرسي على ظهره ليجلس رجل مسن.. والمسؤولة تجر الكرسي المتحرك لتساعد واحد من ذوي الاحتياجات الخاصة.. وثالث يوزع المياه والعصائر على المواطنين.

فعلا إنه الفرح لبلدنا التي لن نوفيها حقها مهما فعلنا.. مسؤول أو مواطن بسيط.. لقد كان اليوم يوم الإصرار والتأكيد على أن المصريين لن يتركوا بلدهم لأي كان.. وأن أي رئيس أو نظام لن يأتي إلا بصوت الشعب.. تحيا مصر يا ولاد بلدي.. وشكرا لكتيبة الدبلوماسية المصرية في الكويت (ولاد الإيه) الذين أبهرونا بأدائهم الراقي.

شكرا رجال الداخلية الكويتية الذين كان تعاملهم في منتهى الرقي والتعاون.. شكرا للمتطوعين الأوفياء لبلدهم.. شكرا لزملائي في (مصريون في الكويت) وزملائي الإعلاميين جميعا من كافة وسائل الإعلام المختلفة الذين بذلوا جهودا كبيرة.. وقبل هذا وذاك شكرا لكل مصري ومصرية أكد على حقه وأكد على حبه لوطنه.. وأكد أن مصر بشعبها تستطيع وقادرة على التقدم والبناء وأن القادم من الأيام أفضل بإذن الله.