إن المشاركة في الانتخابات، سواء القادمة وكل الانتخابات والاستفتاءات وغيرها من عمليات الاقتراع الأخرى الخاصة بالوطن، هي واجب وطني، ليس في صالح الوطن وحسب، ولكن في صالحك على الصعيد الشخصي، ومن أجل أبنائك وأحفادك.. ولا شك أن الانتخابات السابقة أثبتت كم هو مضر وغير صحيح عدم المشاركة. 

غربة..

بقلم/ أسامة جلال

مؤسس موقع مصريون في الكويت

المشاركة في الانتخابات ليست فرض كفاية!

 

في الوقت الذي يترقب فيه كثير من الدول المارقة والحاقدة وأصحاب المؤامرات والدسائس ما ستسفر عنه انتخابات الرئاسة المقبلة (ولا أقصد هنا نتيجتها، بقدر ما أقصد نسبة المشاركة).. يتوهم بعضنا، من المصريين، أن نتيجة الانتخابات محسومة، وأنه لا فائدة من المشاركة، سواء بالسلب أو الإيجاب لصالح مرشح أو ضد الآخر.

واسمحوا لي أن أقول لهؤلاء إن تقديرهم خاطئ بالجملة والتفصيل.. فالمشاركة في الانتخابات ونسبة المشاركة الكبيرة تحمل العديد من الرسائل للحكومة والنظام قبل أن تكون للدول المارقة والحاقدة وأصحاب المؤامرات.. أول هذه الرسائل ستكون تأكيد أن الشعب المصري يقظ وإيجابي وعلى استعداد للتغيير، وأنه لن يتنازل عن حريته في التعبير.. وأنه مستعد لأي حدث يكون في مصلحة الوطن.

أما الرسالة الثانية، فهي توضيح وتحذير بأن الشعب المصري لا يقبل أي تدخل في شؤونه، وأنه كفيل بتغيير أي نظام لا يرغب فيه، وأنه يستطيع أن يفعل ما يريد دون إملاءات، كما أنه لن يقبل بأن تفرض أي مجموعة رأيها عليه.. وأنه واعٍ تماما لما يحدث حوله.. ولن تلهيه لقمة العيش عن رسم مسار وطنه والمشاركة في التخطيط للمستقبل المزدهر بإذن الله، ولن يقبل العودة إلى الوراء والقضاء على حلم المصريين في التنمية والتقدم.

رسالة أخرى تنقلها نسبة المشاركة الكبيرة في الانتخابات للجميع، وهي أن الشعب المصري سيحمي مستقبله بيده وبلسانه وبقلبه.. سيحمي مستقبله بالإصرار والعزيمة والإرادة.. سيحمي مستقبله بالمشاركة والضغط والتحذير.. سيحمي مستقبله بكل الوسائل، والتي من أهمها المشاركة الفاعلة في أي استحقاق، ولن يتنازل عن صوته لنظام أو حكومة أو متآمر أو خائن.

إن المشاركة في الانتخابات، سواء القادمة وكل الانتخابات والاستفتاءات وغيرها من عمليات الاقتراع الأخرى الخاصة بالوطن، هي واجب وطني، ليس في صالح الوطن وحسب، ولكن في صالحك على الصعيد الشخصي، ومن أجل أبنائك وأحفادك.. ولا شك أن الانتخابات السابقة أثبتت كم هو مضر وغير صحيح عدم المشاركة.

نقول هنا لمن هو مع النظام والدولة: لا تعتمد على الآخرين وتعتقد أن النتيجة محسومة لصالح الرئيس الحالي.. ونقول هنا أيضا لمن هم ضد النظام والرئيس الحالي: لماذا لا تشارك برأيك؟ ولماذا تترك ميدان المعركة؟ فحتى وإن لم تكن مقتنعًا بالمرشح الآخر، فليس من الصحيح أن تترك المرشح المتوقع فوزه يفوز بسهولة.

في رأيي أن عدم المشاركة في الانتخابات هي خيانة للوطن.. وخيانة للنفس.. وتنازل صريح وغير مبرر عن حق لا يصح التفريط فيه.

عزيزي المواطن المصري، وخصوصا في الخارج، وبالتحديد في الكويت.. مشاركتك واجبة وليست فرض كفاية من الممكن أن يقوم عليها غيرك.

اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.