سابع جار...
اسامة ابوزيد
قال الشاب متوترا يسأل الكهل: هل تابعت مسلسل "سابع جار"؟ وما رأيك فيه؟ وكيف ترى الضجة التي أثيرت حوله؟
قال الكهل مبتسما: تابعت بعض حلقاته، والضجة المثارة حوله حقيقية، والمسلسل يستحق الوقوف عنده والتعمق فيه. ولي عليه بعض الملاحظات وأرجو ان تقبلها بصدر رحب:
*اجتماع شاب وشابة في شقة واحدة، مغلقة النوافذ والابواب، دون ان تثور شهوته او شهوتها، ودون ان يكون الشيطان ثالثهما، كأنما يعارض الحديث الشريف المتعلق بهذا الشأن.
*زوج وسيم يترك زوجة جميلة وطفلين ليقيم علاقة كاملة مع امرأة اخرى، فهو زان، والزوج الزاني يرجم حتى الموت.
*تناول الخمر بكثرة وكأنه عصير برتقال او ليمون رغم خطورة الخمر صحيا، وكذلك تحريمه تحريما تاما.
*شابة تسعى الى الزواج من اجل الانجاب فقط ثم يذهب كل من الزوجين الى حال سبيله، وكأنه يهدم فكرة الزواج وقيامه على المودة والرحمة والابدية.
*الإفراط في التدخين، رجالا ونساء، رغم خطورته الصحية وأنه احد الاسباب الرئيسية للموت المبكر.
*حمل فتاة دون زواج من شاب متزوج ثم اسقاط الجنين لعدم التوافق بينهما.
*شاب يرى شقيقته في سيارة خاصة بمفردها مع شاب ثم يركب معهما لتوصيله، الأمر الذي يشعرك انك لست في مصر او اي بلد عربي.
*زوجة تحمل حقيبتها في منتصف الليل وتترك زوجها نائما وترحل دون ان تخبره شيئا، ورغم ذلك لا يغضب ولا يثور، بل يتمنى أن تعود اليه.
قال الشاب غاضبا: كل هذه الملاحظات؟!
أجاب الكهل: نعم، وهناك ملاحظات اخرى ارجو الا يضيق صدرك بها.
قال الشاب ولم يغادره توتره: لا تنس انه مسلسل ظريف ومسل وواقعي.
واصل الكهل حديثه: يمكن ان يكون مسليا او ظريفا لكنه ليس واقعيا، فالشاب المصري لم تتخل عنه نخوته وغيرته وتدينه، والمرأة المصرية مازالت اخلاقها بخير ولم تنحدر الى هذا الدرك الاسفل من التدني.
قال الكهل وكأنه يختتم حديثه: بعد ذلك، أي قيم "فاضلة" يدعو اليها المسلسل ويحث عليها؟ أي قيم "عليا" يبشر بها؟ "سابع جار"، يا عزيزي، مسلسل ظاهره الرحمه وباطنه العذاب!
قال الشاب منصرفا: لقد أفسدت علي متعتي. ليتني ما سألتك...