لا مبالاة...
بقلم/اسامة ابوزيد
لم ينقصه الذكاء، كان ينقصه التركيز والمبالاة فقط. عندما ترسله امه الى السوبر ماركت لشراء شيء يعود في الغالب بشيء اخر. تطلب منه كيس ارز فيعود بكيس سكر، او تطلب علبة سمن فيعود بزجاجة زيت، وهكذا. وعندما يلتبس عليه الامر يستعين بما معه من نقود لتخمين المطلوب او لا يشتري شيئا ويرجع الى امه فيسألها ماذا تريد. كانت تعنفه احيانا، وتبلع غضبها وتصمت احيانا اخرى.
في يوم الامتحانات الاول، عاد سعيدا. حكى لامه كيف اجاب اجابات صحيحة عن كل اسئلة اللغة العربية. تضاعفت سعادته بموضوع التعبير. اذ طلب منهم كتابة اسطر عن الممثل علي ربيع احد اعضاء فرقة "مسرح مصر" الذي كان مغرما به، ومتابعا له باستمرار. كانت امه تعجب: هل تطور التعليم في مصر واتخذ منحى جديدا؟ وهل كل التلاميذ يعرفون ذلك المدعو علي ربيع؟
طلبت منه ان يحضر لها اوراق الاسئلة. ذهب الى غرفته متبرما، قال بغضب: هذه مشكلتكم، انكم لاتثقون بي. كان موضوع التعبير يتحدث عن فصل الربيع، وما يمثله قدومه الى مسرح الحياة من بهجة وفرحة لمصر والمصريين...